الصحافة…مهنة الأمراض…نضال وجهاد انموذجًا
جفرا نيوز- كتب - فارس الحباشنة
اتمنى الشفاء العاجل للزميلين : فراعنة وابو بيدر. وخروجهما متعافيين وسالمين من المستشفى وتجاوز محنة المرض. نلاحظ في الاونة الاخيرة تزايد اعداد الصحفيين والاعلامين الذين تعرضوا الى جلطات وامراض قلب وشرايين، وركبوا شبكات، واجروا عمليات قلب مفتوح، و ضغط دم وسكري، ودهون ثلاثية. الاحد، انضممت الى نادي مصابي « مرضى الضغط، واخذت اول حبة ضغط.. ومن حوالي شهر اعاني من ارتفاع في الضغط الدموي.
و حاولت ان اتهرب من اخذ الدواء، وعدم الاستجابة الى وصفة الطبيب..ولكن، مواصلة ارتفاع الضغط واصرار الطبيب اجبرني على الالتزام في النصيحة، واخذ الدواء..» مجبرا اخاك لا بطل «. وفي مكتبي في البيت والعمل كيس ادوية، وفي طريقي الى الانضمام الى نادي « المرضى المزمن».. ضغط دموي وكليسترول ودهون ثلاثية، واوميغا ثلاثة، وفيتامين سي ودي، وباكيت اسيربن. الصحفيون لا يمرضون كالاخرين.. ومعدل اصابات الصحفيين في امراض القلب والجلطات وغيرها مرتفع اذا ما قورن في مهن اخرى. و لا توجد احصائية او دراسة دقيقة.
و لكن ثمة مؤشرات طبية تحمل اخبارا صحية غير سارة للزملاء الصحفيين. الصحفي ضحية للمهنة، وضحية للمجتمع، وضحية للحكومات. و قد يصعب التعميم و الاتفاق على العوامل السابقة، وهناك بعض الزملاء الصحفيين ضحايا الى امراض مزمنة من كثرة المناسف والعزائم، والولائم.
و زملاء انسحبوا مبكرا من المهنة واثقالها وصعابها، وبلغوا سن اليأس الصحفي والسياسي مبكرا.
التدخين وشرب القهوة متلازمة صحفية، وعادة مشترك بين الصحفيين. ورغم اني مقلع عن التدخين، وقد دخلت العام الثامن من دون سيجارة عادية او الالكترونية او ارجيلة.
و السيجارة وقود الصحفي، ومجرد ان تجلس وراء الكيبورد تدخن بشراهة، و تحرق باكيتا واكثر. والتخلص منها صعب ومشواره محفوف بنزوات لا تقاوم احيانا بالعودة الى السيجارة، ولكني عرفت ان اكون صحفيا دون سيجارة.
هذه المقالة ليست عن الصحافة والصحفيين، ولاهي عن امراض الصحفيين. ولكن ثمة ما يوجب قوله في صدد تعديل تشريعات الصحافة والعمل وتصنيفها من المهن الخطرة، وهذا لربما لا يروق لكثيرين ممن يتطلعون الى الصحافة والاعلام بـ»نصف عين»، ودائمو الشتم واللعن للصحافة، وتحميلها كل ازمات ومصائب وويلات البلاد.
الحديث عن الصحافة ومتاعبها وآلامها وهمومها وتعاستها محفوف بمخاطر اسئلة ملغومة.
دخلنا في حديثنا من زوايا المرض وشراهة التدخين حتى نميز ضمنا من هو الصحفي من غيره. التفكير في الصحافة يبدأ من هنا، لنفكر اولا كيف ننقذ قلوب الزملاء من التعب والموت؟ الموضوع معقد لحد ما، وما يجب التفكير به، كيف نحيي الصحافة؟ هذه ليست اسئلتي، ولكنها اسئلة كل الصحفيين.
كيف نخوض حرب البقاء والتكييف؟ سؤال من زواية اخرى أرى أنه سر المرحلة وعنوانها الكبير والعريض.