متى ينتهي النفاق الأميركي الأوروبي
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
أطفال فلسطين يموتون لفقدان مقومات استمرارية الحياة، أولاد يتيتمون، عائلات يفقدون بيوتهم من القصف المقصود، الذوات ورجال الأعمال ومهنيون يتحولون إلى شحادين يتوسلون لقمة العيش، المؤسسة المدنية على كامل قطاع غزة، تفتقد مقوماتها، مستشفيات تم تدميرها وتجريفها بالجرافات، مدارس تتحول إلى أكوام من الدمار، نكبة فلسطينية يعمل عدوهم على تقويض الشعب الفلسطيني والمس بتماسكه، من شعب له تراث وقيم وتاريخ ورواية وكتاب ومبدعون فرشوا الأرض في الخليج العربي، وأوروبا، والولايات المتحدة والعديد من بلدان أميركا اللاتينية، فرضواحضورهم بعد ان تم تشريدهم، وتحولوا إلى عناوين لها الاعتبار والحضور والتعددية.
الصهيونية نقيض الحياة، والتقدم، والإنسانية، والتعددية، عنصرية حتى نخاع العظم، كما سبق ووصفتها الأمم المتحدة، مُغالية في تطرفها، استغلت ما فعلته النازية والفاشية المهزومتان، ضد يهود أوروبا، فتحولت الصهيونية إلى شريك وتلميذ بل ومعلم في التفوق على سلوك النازية وممارسات الفاشية، وعنصرية العنصريين في افريقيا، وتمارسه ضد الشعب العربي الفلسطيني.
النفاق والدهلزة والتضليل الأوروبي سابقاً والأميركي حالياً، وكلاهما يتبرعان بجبن أو لمصلحة، أو تعويضاً عن سلوكهم السابق المتدني في العداء لليهود، فتحولوا إلى روافع داعمة لمشروعها الاستعماري التوسعي الإسرائيلي العبري الصهيوني العنصري في فلسطين.
مشروعهم الاستعماري يحتل أراضي ثلاثة بلدان عربية وليست فلسطين فقط، بل جنوب لبنان والجولان السوري، ويتطاولون على سيادة العديد من البلدان العربية والإسلامية والإفريقية ويتآمرون عليها وعلى أنظمتها بهدف فكفكة وحدتها وتمزيق تعدديتها، وجعلها آيلة للسقوط والحاجة الدونية، بهدف السيطرة والاستثمار.
يحتلون كامل أرض فلسطين، عنوة واغتصاباً، وتمكنوا من ذلك، بفعل الغطاء والدعم الاستعماري البريطاني أولاً والأوروبي الفرنسي والالماني ثانياً، قبل أن تتبناها الولايات المتحدة كاملة، وتجعل منها حالة من التفوق على كامل قدرات وامكانات البلدان العربية، بهدف مكشوف مقصود من أجل مواصلة الاحتلال والتوسع والهيمنة كما هي الآن، ولهذا تمكنت من احتلال كامل أرض فلسطين، بفعل هذا التفوق الذي وفرته أوروبا وأميركا لها.
تمكنوا من توفير الشرعية الدولية، بدءاً من وعد بلفور البريطاني، إلى قرار الانتداب من قبل عصبة الأمم، إلى قرار التقسيم 181 القائم على حل الدولتين، وهو القرار الذي منح الشرعية والغطاء الدولي لقيام مستعمرتهم على أرض فلسطين، ولكنها بدلاً من أن تقتصر مساحتها على 54% من مساحة فلسطين، احتلت وسيطرت على 78% من أرض فلسطين، قبل أن تحتلها كاملة.
الأمم المتحدة منحتها الشرعية وربطت اعترافها بها بقبول المستعمرة واعترافها وتنفيذها لقرار الأمم المتحدة 194، الدال والمتضمن على حق اللاجئين المشردين الذين تم طردهم بفعل احتلالها لـ 78% من أرض فلسطين، بعودتهم إلى وطنهم، ولم تفعل ذلك إلى الآن، بل ولم تقبل ولم ترضى، ولم تنفذ أيا من قرارات الأمم المتحدة وهي بالعشرات التي تتناول التطاول والاعتداءات والتجاوزات الإسرائيلية على حقوق الفلسطينيين و احتلال اراضي لبنان وسوريا.
الرئيس الأميركي والنفاق الدولي يطالبون بافراج المقاومة الفلسطينية عن الأسرى الإسرائيليين، وقد يُقال لهم الحق بذلك، ولكن أليس الحق أيضاً والعدالة والمساواة والوساطة ومطالبها حتى تكون منصفة، أن يطالبوا بالافراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم من القدس والضفة الفلسطينية ويتجاوزون السبعة الاف؟؟ أليس ما تطالب به حركة حماس: 1- وقف كامل لاطلاق النار، 2- عودة النازحين من جنوب ووسط غزة إلى بيوتهم في شمالها، 3- انسحاب قوات الاحتلال من كامل أراضي قطاع غزة التي تم اجتياحها واحتلالها بعد 7 أكتوبر 2023، 4- أليس ظلماً بقاء التجويع والفقر وحرمان حق الحياة للمدنيين في قطاع غزة، وإنهاء الحصار الظالم غير القانوني، غير الإنساني، غير الشرعي المتعارض مع قيم وادعاءات الأميركيين والأوروبيين في التقدم والعدالة والإنسانية؟؟.