نحن على العهد والوفاء به

جفرا نيوز - بقلم حنين البيطار

رافقتُ كوكبة من نسور سلاح الجو الملكي الأردني في رحلة إلى قطاع غزة لإنزال المساعدات الغذائية والطبية للأهل في القطاع، الذي يتعرض لأبشع جريمة إبادة جماعية عمرها تجاوز 150 يوماً، جريمة أوغل فيها العدو بدماء أهلنا في فلسطين رجال ونساء واطفالً، وما زال بكل همجيته يمنع وصول المساعدات الإنسانية لهم.

هذه الرحلة افتتحها سيد البلاد عبد الله الثاني سليل بيت النبوة، وتوالت الطلعات الجوية حيث جذب سيدنا دولة الإمارات ومصر وفرنسا وبعدها أميركا التي شاركتنا في عمليات الإنزال قبل أيام قليلة، وكانت البادرة منا نحن الاردنيين.

في الرحلة التي توجهت إلى فلسطين المحتلة حيث الأوسمةِ والمدن والقلاع والقرى والمزارع التي اختبرها جند الجيش العربي في بطولاتهٍ والدفاع عنها خلال عقود طويلة، ويتحدث التاريخ عن شهداء ابرار ومناضلين أحرار كانوا من طلائع البواسل في جيشنا العربي المصطفوي.

كنت مكتظة بالفخر وأنا أراقب قادة الطائرة وزملائه وأشاهد رُتبهم وأجنحة الطيران على صدورهم فتذكرت أن هولاء الأبطال هم إخوة وأحفاد الطيار الشهيد فراس العجلوني والشهيد الطيار موفق السلطي اللذين بذلوا الدم الغالي على أرض فلسطين.

في غزة ليس هناك طرق معبدة ولا أبنية ولا كهرباء ولا مياه ولا سواقي للحياة. ولقد هب الأردن وبدأ مهمته الوطنية والقومية، فكانت نبراسً لمسهُ كل من في الإقليم وتبعنا الآخرون.

نختم في الوقت الذي نشهد به خوف البعض، لكننا في الأردن لا نعرف الخوف ونقوم بكل ما يلزم لإنقاذ شعبنا في فلسطين بجولات دولية ورؤئ ملكية، ولم ولن يتوقف الجهد فنحن على العهد والوفاء به باقون.

وفي الختام أيضاً عاد بنا نسور سلاح الجو الملكي من غزة «المكلومة» عبر جنوب الأردن من فوق مؤاب وذيبان فتدكرت حكاية أردنية تتعلق «بحجر ميشع» المسروق والقابع في متحف اللوفر الفرنسي نقلاً عن ملك مؤاب الذي يقول في سطرِه السابع من على الحجر وبلغة مؤابية، «لقد طردنا العبرانين من بلادنا وإلى الأبد».

حفظ الله الأردن وعاش الملك