البيطار تكتب: إنها الرسالة ذاتها

جفرا نيوز - بقلم - حنين البيطار

نبدأ بالرؤية من المجال الأقرب عندما قام سيد البلاد الملك عبدالله الثاني بعملية إنزال جوي شمل قطاع غزة من الشمال للجنوب، لأن مشكلة الشمال الذي يراها العالم أجمع هي «المجاعة»، ولذلك تم تركيز سيد البلاد على شمال غزة المحروم من المساعدات من كافة جوانبها.

إنها الرسالة الهاشمية التي تقترن باليوبيل الفضي الخامس والعشرين لسيدنا بقيادة الوطن، لقد تعودنا في الأردن عبر العقود الماضية على قدرتنا القومية والوطنية للتصدي لكافة التحديات وبدأ سيد البلاد بهذا الحِراك المشهود له على المستويين الإقليمي والدولي، حيث بدأ بأسرتهِ أولاً عندما أوفد الأميرة سلمى بأول إنزال جوي على خان يونس، وقد شاركت الملكة رانيا العبدالله في مؤتمر العاصمة القطرية والتي كان أبرز ما جاء في كلمتها هو ضرورة والوقف الفوري لإطلاق النار، وسمو ولي العهد يقوم بجهدهِ الوطني الشامل على كافة الصعد إضافة إلى الأذرع السياسية المُتمثلة برئيس الديوان الملكي يوسف العيسوي محط ثقة جلالة الملك، هذه القامة الخلوقة الطيبة التي سعت للتواصل مع مختلف شرائح المجتمع الأردني من كافة محافظات المملكة إنجازاً ومشاريع وتواصل مع الحكومة أيضاً بِجُهد مُقدر لهُ من الشعب الأردني.

نعود إلى الرسالة لنبدأ بأوقاف الحرم القُدسي الشريف، ولا يزال تمويل العاملين فيه من موازنة المملكة مع تقديم المشورة والإتصالات مع رجال الدين المسيحي وتقديم كل مساعدة ممكنة ولقاءات متعددة في الحُسينية مع رجال الدين الاسلامي والمسيحي.

نعود قليلاً إلى الوراء عندما بدأ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، دُلوني على زعيم عربي قام بجولة واسعة على دول الحلف الغربي المُساند لإسرائيل بحاملات الطائرات والأسلحة المختلفة بأنواعها والمليارات من الدولارات إضافة إلى المرتزقة من دول الغرب التي تساعد الجيش العدواني الإسرائيلي على ذبح غزة وتدمير مُدنها وقراها وتجويع شعبها.

لقد قام سيد البلاد بزيارة إلى بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، وكان هدف الزيارة وقف إطلاق النار على غزة، وإيصال المساعدات ووقف الإبادة الجماعية للأهل في القطاع.

كانت رحلة موفقة إجتمع قادة دول الغرب المساند لدولة العدوان، تم بعدها الحراك الشعبي الواسع في عواصم وشوارع الدول الغربية تلك.

جلالة الملك هو الزعيم الذي التقى الرئيس الأمريكي بايدن دون غيرهُ من زُعماء العالم العربي والإسلامي ليستمع إلى حِكمته ووسطيتهِ، إذ اكد جلالته خلال زيارته لواشنطن ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وحماية المدنيين العزل في غزة، كما أكد جلالته على الإبقاء دور وكالة الاونروا للاجئين التي قاطعتها أميركا أولاً وتبعها من يدور بفلك الصهيونية العالمية.

نختم هنا ونقول إنها الرسالة الهاشمية المتوارثة والتي تصدى لها سيد البلاد بالرغم من الظروف الاقتصادية المحلية وعجز الموازنة التي تبناها وحارب من أجلها.

نُذَّكر فقط (التعبويات) أتذكرون الغزو الأميركي على العراق ومئات ألوف اللاجئين، أتذكرون الأزمة السورية ومليون ونيف لاجئ لدينا، أتذكرون استقبلنا الآلاف من المهاجرين اللبنانيين الذين فروا من جحيم الحرب الأهلية اللبنانية، إضافة إلى مليون عامل من جنسيات عربية مختلفة.