عشائر الأردن تكسر الحصار بـ "عجل سلطي وخبز طفيلي وحليب كركي"
جفرا نيوز - رسالتان في العمق لم يكن من الممكن إسقاطهما من حسابات الدولة الأردنية بعد رصد حالة تفاعل شعبية غير مسبوقة مع عنوان المجاعة في غزة.
الرسالة الأولى تمكّن المراقبون من تلمسها بعد تسابق أبناء العشائر والمناطق الأردنية في نشر فيديوهات عن وصولهم بطريقة أو بأخرى لعمق مناطق قطاع غزة، عبر مساعدات تحديدا غذائية، باسم الأهالي.
والرسالة الثانية، تلك التي تشير إلى أن المزاج العام والوطني والشعبي الأردني قد يتصاعد إلى مناطق غير مسبوقة عشية شهر رمضان، إذا ما حلّ الشهر الفضيل فيما يجوّع ويعطّش أطفال غزة.
واضح أن بعض الاعتبارات السياسية العميقة لها دور وبصمة في تأسيس تحركات أردنية دبلوماسية، وأخرى لوجستية، تشكل علامات فارقة رفضا للعدوان وتداعياته، وأيضا -وهذا مهم جدا- احتراما للمشاعر وبوصلة اتجاهات الشعب الأردني قبل الدخول في المزاج الرمضاني.
كانت الإشارات تقرأ بعمق في مجسات الدولة الأردنية التي راقبت سياسة التجويع والتعطيش مؤخرا، أكثر من مراقبة ومتابعة العدوان نفسه بمعناه العسكري والسياسي، فيما يبلغ أحد المسؤولين الكبار "القدس العربي” مباشرة، بأن جرائم القتل الإسرائيلية العشوائية في وجدان الدولة والشعب الأردنيين معا شيء، والانتقال لجرائم القتل بالتعطيش والتجويع شيء آخر.
قبل يومين فقط، أعلنت عشيرة الخريسات عن ذبح عجل باسم أبنائها في قطاع غزة، وهي إحدى العشائر الرئيسية في مدينة السلط غربي العاصمة عمّان.
طبعا، تلك مساعدة غذائية بسيطة جدا، لكن رمزيتها السياسية والشعبية هي الأهم، لأن الفيديوهات التي تداولها الأردنيون بكثافة، صورت كل مراحل ذبح وطهي وتوزيع العجل المشار إليه على بعض مستشفيات قطاع غزة.
تلك مبادرة صغيرة باسم عشيرة أردنية، لكن سبقها ذبح عجل آخر باسم محسنين أردنيين مجهولين.
وسبقها أيضا فيديوهات توثق تمكّن لجنة تمثل أبناء حي الطفايلة في العاصمة عمّان، من إيصال كمية كبيرة من الخبز والغذاء تحت القصف الإسرائيلي، باسم حارتهم المسيّسة في عمان، ولحقها باسم أبناء حي الطفايلة أيضا، وأغلبهم فقراء بالمناسبة، توزيع عبوات المساعدات أمام الكاميرا بصورة موثقة.
القدس العربي