عليان يكتب: شهيد الانسانية آرون ناتشل
جفرا نيوز - بقلم النائب السابق امين عام حزب العدالة والإصلاح غازي عليان
عندما خرج ولا يزال يخرج الآلاف من الشعب الأمريكي الى الشوارع والميادين نصرة ودعمًا للشعب الفلسطيني ورفضًا واحتجاجًا على العدوان الصهيوني المجرم على غزة وعموم الشعب الفلسطيني فأن الإدارة الأمريكية حاولت التقليل من حجم وتأثير تلك التظاهرات وأن كانت في خلف الكواليس تحسب لها الف حساب وتتخوف منها خاصة وأن هذه التظاهرات قد تميزت بعامل هام وملفت للأنتباه والمتمثل بوجود نسبة كبيرة من المتظاهرين من الشباب الأمريكي ولم تكن محصورة في كبار السن مما آثار تخوف الساسة الأمريكيين من الجيل الشاب الرافض عن معرفة وقناعة لسياسة الادارات الأمريكية المتعاقبة ومن ضمنها إدارة الرئيس الحالي جو بايدن التي انجرت بكل ثقلها دعما للكيان الغاصب في قتل ممنهج وتهجير مخطط له للشعب الفلسطيني.
ورغم ذلك ورغم التغير الكبير الحاصل في فهم الشعب الأمريكي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ورغم المجازر المروعة وغير المسبوقة عبر التاريخ والعصور التي ترتكبها إسرائيل وبدعم.
مطلق وغير مسبوق من الولايات المتحدة الأمريكية بحق الشعب الفلسطيني في غزة ،فأن السياسة الأمريكية لم تراجع مواقفها او تتخلى عن تأيدها الأعمى في دعم سياسة القتل الاجرامي بحق شعب اعزل وصاحب الارض والحق.
وهنا وحيث أن الواقع قد تجاوز المنطق والمألوف فقد ظهر مواطن أمريكي رأى بأم عينيه المأسي والمجازر التي قامت بها ألة القتل الإسرائيلية بدعم كامل من أمريكا.
ظهر الطيار الأمريكي آرون ناتشل ليخرج عن أساليب الاحتجاج التقليدية ليضحي بحياته ليكون شهيدًا للأنسانية ورمزا للمواطن الأمريكي الحر والرافض لسياسة بلاده، فقد أقدم على حرق نفسه وهو مرتدي الزي العسكري أمام سفارة دولة الاحتلال الإسرائيلي في امريكا،أحرق نفسه وهو يهتف فلسطين حرة وقبل ذلك فقد نشر تدوينة يقول بها انه لن يستمر في التواطؤ في الابادة الجماعية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في غزة.
وهنا فإن المتوقع وبالحد الأدنى فأنه يتوجب على الرئيس بايدن وادارته مراجعة الموقف الأمريكي الأعمى والمرفوض من شعوب العالم اجمع ومن بينها الشعب الأمريكي.
أليس هناك في العالم وفي أمريكا تحديدا حيث انها الداعم الاول والحاضنة لأسرائيل من هو صاحب قرار سياسي ملزم ليقول لإسرائيل كفى وعليها أن تنصاع وتحترم أبجديات القانون الدولي والإنساني.
أليس هناك قوة أو دولة قادرة على أن تواجه رباعي الإجرام نتنياهو وسموريتش وبن غفير ووزير التراث في حكومة الإحتلال، هذا الرباعي النازي والمجرم الذي لا يتوانى عن القتل لأجل القتل دون أي وازع أخلاقي او إنساني.
أننا نأمل أن تراجع الأدارة الأمريكية اندفاعها المحموم دعمًا وتأييدًا للكيان الصهيوني العنصري وأن تعرف انها أصبحت وحيدة بمواجهة أغلبية دول وشعوب العالم حيث أصبحت تغرد خارج سرب المنطق واحترام ألمواثيق والقيم الدولية والإنسانية.
اننا ونحن على أبواب شهر رمضان الكريم فأننا نرجو ان تتغير الموازين وتتوقف هذه الحرب الاجرامية لينعم الشعب الفلسطيني في غزة بفترة التقاط الأنفاس ومن ثم تكريس حقه بالعيش بسلام وأمان على ارضه ودولته ذات السيادة والمستقلة.