امطرنا سماء «غزة» طمأنينة
جفرا نيوز - بقلم علاء القرالة
في وضح النهار وبوقت واحد، أمطرت صقور سلاح الجو الملكي سماء غزة بالمساعدات الغذائية كاسرين حصار الجوع والتجويع، مطلقين العنان لآلاف الأطنان من الاغذية والوجبات المركزة الهادفة لاعادة الامل لمئات الالاف من الاشقاء الفلسطينيين الذين يعانون حاليا خطر الموت جوعا وعطشا، فكيف استقبل الغزيون هذا الانزال ؟
حالة الفرح والتصفيق التي رافقت طائراتنا على طول امتداد شواطئ غزة وهي تنزل المساعدات وفي اماكن تواجد النازحين والتقطتها كمرات الهواتف النقالة، تبين وبشكل واضح وجلي مدى الامان والثقة والامل من الغزيين بالصمود امام الموت جوعا وعطشا بعد كسر الحصار عليهم جوا وان اشقاءهم الاردنيين لم يتركوهم ولن يستغنوا عنهم وضمن امكانياتهم المتاحة فهم اول من وقف معهم واخر الصامدين بالافعال في خندقهم.
طائراتنا لم تنقل المساعدات فقط بل نقلت رسالة مهمة مفادها ان الاردن قيادة وشعبا مستمرون بالوقوف خلف صمود غزة ويرفضون حصارها ويكسرونه عنوة برا وجوا، والاهم انها بعثت برسالة تفيد وتؤكد الاستمرار الاردني ببذل الجهود الرامية الى وقف العدوان عليهم وتعرية المجرم الصهيوني وماكينة حربه الظالمة التي لم تميز ما بين مدني وعسكري.
المرة الاولى ومنذ اربعة شهور التي لايخاف ولايقلق الغزيون من الطائرات في سمائهم، فشاهدوا طائرات ترمي عليهم حبا ونخوة واملا بدلا من ان ترمي عليهم صاروخا فتقتلهم، فهذه اول مرة لا تحتضن الام ابنها خوفا عليه ولايهرب من تحتها اب يحرص على عائلته، فكان صوت محركات طائراتنا بالنسبة لهم كما عزف الموسيقى الذي لا يريدونه أن يتوقف او ان تغادر سماءهم.
جلالة الملك في كل مرة يسبق العالم بخطوات تجاه غزة واهلها، فهو اول من كسر حصار غزة بريا وجويا رغم بعد المسافة، واول من كسر حصار الصمت العالمي حول الجرائم التي ترتكب ضد اهلنا هناك، واول من ابطل مفعول التضليل والكذب الاسرائيلي في العالم، واول قائد يجوب العالم ويلتقي قادتهم ليقول بصوت عال اننا نرفض هذه الجرائم ولن نسمح بالتهجير والتجويع مهما كان الثمن.
خلاصة القول،سماء غزة لن تخلو من طائراتنا المحملة بالغذاء بعد الان وبعد كسر الحصار بطائرات محملة بالحب والامل رغم قلة الامكانيات المتاحة، فكم نتمنى لوان لدينا اسطولا من الطائرات لنرسلها محملة بكل ما فيها دعما لغزة،وشكرا لصقورنا الذين عزفوا باصوات محركات طائراتهم موسيقى الاطمئنان لاطفال غزة، نعم بعزيمة ونخوة وشهامة امطرناها حبا وسنمطرها وردا بعد النصر ان شاء الله.