هل يقع التحول الإيجابي نحو الوحدة الفلسطينية
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
العديد من المجموعات الفلسطينية، أو العربية المتفقة معها، أو التي تدور في فلكها، تعمل على جمع أكبر عدد من الفعاليات والمؤسسات والأفراد الذين يسيرون وفق توجهاتها، كل منها تسعى لتحقيق غرضين أولهما معالجة حالة الانقسام الفلسطيني السائدة، وثانيهما إقرار شرعية عملها، باعتباره البديل أو المكمل أو أداة التصويب والتصحيح لمنظمة التحرير الفلسطينية.
«بيان فلسطين» من رام الله، «المنتدى السنوي الفلسطيني» وما صدر عنه «النداء من أجل قيادة فلسطينية موحدة» من الدوحة، ونداء «تجمع 14 مليون فلسطيني» من دمشق، وها هو «اللقاء الفصائلي في موسكو»، بدعوة من وزارة الخارجية الروسية، جميعها محاولات تتوسل «لملمة» الحالة الفلسطينية والعمل على إنهاء حالة الانقسام والشرذمة، باتجاه ولادة حالة جديدة عبر منظمة التحرير، أو إصلاحها، أو إعادة بنائها، بعضهم من خلالها، والبعض الآخر، من خارجها.
مبادرات التجمعات التخمينية المقدرة في مساعيها ورغباتها للخروج من المأزق المتراكم الذي وقعت فيه مجمل الحركة الوطنية الفلسطينية، الذي سببته عوامل إقليمية متعددة، باتت أكثر انحيازاً لعمليات التطبيع مع المستعمرة الإسرائيلية، ولكن طرفي المعادلة الفلسطينية فتح وحماس تتحملان الجزء المحلي الأكثر مسؤولية حيث إنهما باتتا أسيرتَي حالة الاستئثار المفروضة من كليهما على الوضع التنظيمي السياسي الوطني في كل من رام الله وغزة.
مبادرة حركة حماس ونجاحها في تنفيذ هجوم 7 أكتوبر، وفشل قوات المستعمرة في تحقيق أهدافها الأربعة لعملية الاجتياح لما بعد 7 أكتوبر: 1- اجتثاث المقاومة، 2- إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، 3- ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، 4- إعادة المستوطنين إلى مساكنهم لدى المستعمرات المحاذية لقطاع غزة، يستوجب فعلاً وحقاً الدفع نحو المبادرة إلى «لملمة الحالة الفلسطينية» المشتتة، وعدم الرهان على عوامل خارجية يمكن أن تشكل مظلة لحماية ما هو منجز، وتطويره، وفق السؤال الجوهري، والتحدي الملزم الذي طرحته الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وهو: كيف يمكن تحويل فشل المستعمرة الإسرائيلية في 7 أكتوبر وإخفاقها في تحقيق أهدافها، كيف يمكن تحويل هذا الفشل الإسرائيلي إلى هزيمة لهم؟؟ وكيف يمكن تحويل الصمود الفلسطيني في قطاع غزة إلى انتصار؟؟.
محاولات التجمعات الفلسطينية ونداءاتها من أجل الوحدة الفلسطينية، مبادرات مشروعة مهما تباينت تطلعاتها ودوافع القائمين عليها، ولكنها تصب في مجرى المشاركة الإيجابية، للخروج من المأزق الذاتي الذي سببته كل من حركتي فتح وحماس، وعدم توصلهما الفعلي عبر محطات التفاهم واللقاءات المتعددة التي تمت بينهما، منفردين أو بمشاركة الفصائل الأخرى، نحو الوحدة الوطنية.
لندقق في موقف أحزاب المستعمرة الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر، لقد تم تجميد برنامج حكومة المستعمرة حول التغيير القضائي الذي فجر الخلاف في الشارع الإسرائيلي وقيادة الثلاثي يائير لبيد وبيني غانتس وليبرمان للمعارضة وعملها على إسقاط حكومة نتنياهو، حيث انتقل بيني غانتس إلى موقع التحالف مع حكومة الائتلاف الرباعية التي يقودها نتنياهو، وأعلن يائير لبيد أن لديه الاستعداد لتقديم مظلة حماية برلمانية وسياسية لأي مبادرة يسعى لها نتنياهو في قبول صفقة التبادل، وهذا كله لمواجهة «العدو الفلسطيني الواحد».