«أُحجِية» الاعتراف بـ«الدولة الفلسطينية».. غربِياً و«إسرائيلِياً»

جفرا نيوز - بقلم محمد خرّوب

منذ «دشّنَ» أقطاب وساسة المعسكر الغربي وبخاصة الشريكان الأميركي والبريطاني, لدولة العدو الصهيوني في حرب الإبادة التي يشنها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، لم تغب هذه «ألأحجية» عن مناقشات وتحليلات وسائل الإعلام الصهيونية, يمينها ووسطها واليسار الآخذ في الإختفاء, على نحو لم يعد له وجود أو تاثير في المشهد الصهيوني الراهن. بعدما بسطت قوى اليمين العنصري الإستيطاني/الحريدي, بجناحيها اليميني سموترتش بن غفير والحريدي شاس/ يهودوت هاتوراة, وتحالفها مع حزب الليكود بقيادة مجرم الحرب نتنياهو.

وإذا كان وزير الخارجية البريطاني اللورد/ ديفيد كاميرون, قد أخذ على عاتقه أو قُل تم تكليفه من قِبل واشنطن, بأن يُعلن نهاية الشهر الماضي عن » استعداد » بلاده للإعتراف (المبكر) بالدولة الفلسطينية، ثم تبعه على الفور رئيس الدبلوماسية الأميركية/ انتوني بلينكن خلال جولته الخامسة (الفاشلة كما وسابقاتها الأربع الفاشلات.. كما يجب التذكير), بالقول: ان تسلسل جميع الخطوات بحاجة الى تحديد مسار عملي, ومحدّد زمنيّاً ولا رجعة فيه لإقامة دولة فلسطينية تعيش جنباً الى جنب في سلام مع اسرائيل، مُضيفاً.. ان التركيز على ذلك (الآن) هو أكثر من اي وقت مضى.

فإن ما تبع هذه التصريحات التي تبدو خارجة عن سياقاتها, ونقصد هنا الأولويات المُلِحة التي تستوجب قبل كل شيء وقفاً كاملاً لإطلاق النار, وليس مجرد «هدنة إنسانية» تُواصل إدارة بايدن الدعوة اليها, في رفض معلن » وعنيد » لأي وقف للنار، يهدف من بين أمور اخرى الى وضع حد للإبادة الجماعية, التي يرتكبها جيش الاحتلال في القطاع الفلسطيني, وبدرجة أقل وحشية في الضفة الغربية المحتلة، يدفع للإعتقاد بأن طرح مسألة الإعتراف المفاجئ بدولة فلسطينية غير معروفة الحدود, أو مدى تمتعها بالسيادة, ومُستقبل ملفات عديدة لم يتم التعرف لها مثل موضوعات الحل النهائي التي وردت في اتفاق أوسلو البائس، تزيد من الثقة بأنها مجرد مناورة أو شراء لمزيد من الوقت, ليس فقط لأن نتنياهو ما يزال يرفض رفضاً قاطعاً مجرد التفكير بوجود دولة فلسطينية (حتى لو كانت «منزوعة السلاح» كما كان قال ذات مرّة في خطابه الشهير الموصوف خطاب/ جامعة بار ايلان في 14/6/ 2009 (والذي سنعود للإضاءة عليه لاحقاً), بل خصوصاً في انه/ نتنياهو ما يزال يرفض بجزم البحث في «اليوم التالي» لإنتهاء حرب التدمير والإبادة, المتمادية فصولاً على قطاع غزّة. والذي لا يتردّد هو كما طاقم مجلس الحرب وحكومة الطوارئ والجنرالات الملطخة أياديهم بدماء الشعب الفلسطيني, في التأكيد على «حتمية» اجتياح مدينة رفح, التي تضم في مساحتها المحدودة أزيد من نصف عدد سكان القطاع الفلسطيني، ضارباً عرض الحائط بما «ثرثرة» ساسة ووسائل اعلام الغرب, زد على ذلك ازدراء الصهاينة المتمادي للقانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان,وهيئات الأمم المتحدة كافّة بما فيها محكمة العدل الدولية, وإعلان نيتهم إنهاء «الوظيفة» التي تنهض بها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين/ الأونروا والدعوة بوقاحة الى استقالة مفوضها العام الإيطالي فيليب لازاريني.

من هنا ليس ثمّة ما يدعو للإستغراب إذا ما خرجت تصريحات من هنا وهناك، تُشكك في صدقية » الإعلانات » الإنجلوساكسونية التي تحدثت عن » اعتراف » بدولة فلسطينية, برز في بعضها تصريح مثير للمستشار السابق في وزارة الخارجية الأميركية, ومنسق المفاوضات العربية/ الإسرائيلية ومفاوضات السلام.. آرون ديفيد ميلر, الذي قال في ما يشبه الدهشة المحمولة على استبعاد حدوث إعتراف كهذا: سأشعر بـ"الذهول إذا قدّموا الإعتراف القانوني أو الفعلي بدولة فلسطينية، كجزء – أضافَ ميلر – مُبكر من خطة اليوم التالي». بل ثمّة تصريح مُفاجئ ولافت في «صراحته المتأخرة» من أمين عام جامعة الدول العربية السابق, الذي مكث في موقعه (عشر سنوات/2001 – 2011, مباشرة بعد فشل «محادثات كامب ديفيد عام 2000 —- وقبلها «عشر سنوات» وزيراً لخارجية مصر في عهد مبارك), بين ياسر عرفات وايهود باراك, حيث أطلق الأخير تصريحه الشهير, الذي إتكأ عليه شارون ونتنياهو, عندما قال/ باراك: «ليس لإسرائيل شريكاً فلسطينياً للسلام».

قصدنا أعلاه عمرو موسى الذي قال لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية: إن «لغة» عملية السلام كانت معنا لمدة عشر سنوات, في التسعينيات ولم تنتج شيئاً، مُتابعاً القول: «كانت مُجرّد خدعة «, لافتاً الى ان حل «المشكلة» بشكل عملي مُرتبط بـ"إطار زمني».

ماذا عن الموقف «الإسرائيلي"؟.. نتنياهو ووسائل الإعلام؟.

... نُكمِل غداً.