"لا ترضخوا".. آخر وصية تركاها المعارض نافالني

جفرا نيوز - تداول نشطاء ومعارضون روس، وصية المعارض أليكسي نافالني الأخيرة، والتي ينتقد فيها الفساد وبوتين، ويطالب أنصاره بعدم الرضوخ.

وتناقل عدد من أنصار المعارض الشرس في انتقاد الفساد وبوتين على السواء، فيلما مخصّصا له صدر عام 2022، وفيه ترك نافالني وصيّته الأخيرة للروس على ما يبدو، قائلاً "لا ترضخوا!”.

ويشار إلى أن آخر ظهور لأشرس منتقدي الفساد في روسيا كان قبل يوم واحد من وفاته، إذ شارك نافالني عبر الفيديو يوم الخميس (15 فبراير 2024) في جلستي استماع أمام محكمة في منطقة فلاديمير، ولم يشكُ حينها من حالته الصحّية، حسب ما ذكرت وكالة أنباء "ريا نوفوستي”.

وفي السياق، تجمع مئات المحتجين، كثيرون منهم مهاجرون روس، في مدن في أنحاء أوروبا وخارجها أمس الجمعة للتعبير عن غضبهم إزاء وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني.

وتجمع المحتجون في كثير من الأحيان أمام السفارات الروسية، ورددوا شعارات تنتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي اتهموه بالمسؤولية عن وفاة نافالني، ورفعوا لافتات تصفه بأنه "قاتل” وطالبوا بالمحاسبة.

وقالت سلطات السجن إن نافالني، أقوى معارضي بوتين المحليين، فقد وعيه وتوفي أمس الجمعة بعد جولة سير في مستعمرة عقابية في القطب الشمالي حيث كان يقضي عقوبة بالسجن لمدة 30 عاما.

وفي برلين، تجمع حشد يتراوح بين 500 إلى 600 شخص، وفقا لتقديرات الشرطة، في شارع أونتر دن ليندن بالمدينة، وهم يهتفون بمزيج من اللغات الروسية والألمانية والإنجليزية.

وهتف البعض "بوتين إلى لاهاي” في إشارة إلى المحكمة الجنائية الدولية التي تحقق في جرائم حرب محتملة ارتكبت في أوكرانيا.

واستخدمت الشرطة الحواجز لإغلاق الطريق بين السفارة الروسية والحشد.

وقال رجل روسي يلف نفسه بعلم مناهض للحرب باللونين الأزرق والأبيض "أليكسي نافالني هو زعيم المعارضة الروسية وكنا دائما نعلق آمالا على اسمه”.

وفي ليتوانيا، التي كانت خاضعة في الماضي لإدارة موسكو ولكنها الآن عضو في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وموطن لمجتمع كبير من المهاجرين، وضع المتظاهرون الزهور والشموع بجوار صورة نافالني.

وفي روسيا نفسها، حذر ممثلو الادعاء الروس من المشاركة في أي احتجاج حاشد في موسكو.

وقالت جماعة أو.في.دي-إنفو المدافعة عن الحقوق والتي تقدم تقارير عن حرية التجمع في روسيا، إن أكثر من 100 شخص اعتقلوا في مسيرات تأبين لنافالني. ولم تتمكن رويترز على الفور من التحقق من التقرير.

وتجمع محتجون أيضا في روما وأمستردام وبرشلونة وصوفيا وجنيف ولاهاي وغيرها.

ووقف أكثر من 100 متظاهر خارج السفارة الروسية في لندن، حاملين لافتات وصفت بوتين بمجرم حرب، بينما نظم المئات في لشبونة وقفة احتجاجية صامتة. وقال بافيل إليزاروف، وهو روسي يبلغ من العمر 28 عاما ويعيش في البرتغال، إن نافالني كان "رمزا للحرية والأمل”.

وبالقرب من السفارة الروسية في باريس، حيث تجمع نحو 100 متظاهر، قالت ناتاليا موروزوف إن نافالني كان أيضا رمزا للأمل بالنسبة لها.

وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، قالت فيوليتا سوبوليفا، في وقفة احتجاجية خارج القنصلية الروسية في مدينة نيويورك، إنها تطوعت في حملة نافالني الرئاسية في عام 2017.

وقالت سوبوليفا، وهي روسية تدرس الدكتوراه في نيويورك "لقد اعتقدت حقا أنه هو الشخص المناسب وأنه يستطيع قيادة روسيا إلى مستقبل أفضل”. "والآن فقدنا هذا المستقبل إلى الأبد”.

وكان المعارض الروسي الناشط في مكافحة الفساد يقضي عقوبة بالحبس 19 سنة لإدانته بتهمة "التطرف”.

وكانت أخبار نافالني انقطعت عن أقاربه وأعوانه في بداية ديسمبر، حيث كان يقبع في سجن في منطقة فلاديمير التي تقع على بعد 250 كيلومترا شرق موسكو.

وفي وقت لاحق، تبين أنه نقل إلى سجن في منطقة قطبية روسية.

يشار إلى أن نافالني (47 عاما)، هو ألد خصوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتم اعتقاله في يناير 2021 لدى عودته من ألمانيا إلى موسكو، حيث قضى خمسة أشهر يتعافى من التسمم بغاز الأعصاب الذي يلقى باللوم فيه على الكرملين. وقد رفضت السلطات الروسية هذا الاتهام.

العربية