شعب فلسطين يدفع ثمن حريته واستقلاله
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
أكد بيني غانتس عضو مجلس حرب المستعمرة أن اجتياح جيش الاحتلال لمدينة رفح، بات أمراً حتمياً، في نطاق «عملية واسعة»، بعد أن اتخذت حكومة نتنياهو ومجلسها العسكري قراراً بهذا الاتجاه، وقال: «سنتخذ جميع الخطوات التي تُتيح لنا حرية العمل سواء إخلاء السكان، أو تأمين الحدود، أو إعداد المنطقة للدخول البري، وسنتحرك، ولن نعود من غزة حتى نحقق أهدافنا».
إطلاق سراح أسيرين إسرائيليين كانا قيد الاعتقال لويس هر وفرناندو مرمان ، بصرف النظر عن طريقة الإخلاء وكيف تمت، لكنها أعطت المبرر والدافعية لدى نتنياهو ووظفها حُجة لمواصلة خياره نحو عدم وقف الحرب وعدم تبادل الأسرى، واستمرار شن الحرب الهمجية ذات الطابع النازي البربري المتوحش ضد الشعب الفلسطيني، ولهذا عاد وفده الاستخباري من القاهرة بدون التوصل إلى اتفاق مع أنهما مدير الموساد ومدير الشباك سبق لهما وأن وافقا على صفقة باريس، وقد تراجعا بقرار من نتنياهو الذي لا مصلحة له سوى مواصلة الحرب لعله يُحقق إنجازاً بعد إخفاقه في مبادرة 7 أكتوبر، وفشله في مواجهة تداعياتها إلى الآن.
قرار تصلب وتطرف حكومة نتنياهو لم تجد الصد من قبل الإدارة الأميركية التي سبق وأن وفرت له الغطاء السياسي، والتسليحي، والمالي، ولم تعد نصائح ومطالب الرئيس بايدن ذات جدوى، فالانتهاكات والجرائم وقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتدمير بيوتهم و70 بالمئة من المنشآت المدنية في قطاع غزة، ليست ذات قيمة لاتخاذ إجراءات فعالة ومؤثرة على قرار نتنياهو، وقرارات واشنطن ضد المستوطنين المستعمرين في الضفة الفلسطينية ليست كافية لردع نتنياهو وتحالفاته المتطرفة.
شعب فلسطين يدفع ثمن حريته واستقلاله بأثمان باهظة، وباهظة جداً، وواضح أن فعاليات حزب الله اللبناني، وحركة أنصار الله اليمنية، غير كافية لتشكل حائط حماية وأداة دعم للفلسطينيين في مواجهة قوات المستعمرة، والكف عن مواصلة جرائمها الفاشية النازية العنصرية.
درس بيني غانتس الذي ترك موقع المعارضة مع يائير لبيد وليبرمان، والتحق مع التحالف اليميني المتطرف الذي يقوده نتنياهو لمواجهة «العدو الفلسطيني» على أثر مبادرة 7 أكتوبر الكفاحية، درس على فصائل المقاومة الفلسطينية وخاصة فتح وحماس أن يتعلموه، في مواجهة عدوهم الوطني والقومي والديني والإنساني: المستعمرة الإسرائيلية، ليخوضوا معركتهم الواحدة، ويواصلوا خيارهم الكفاحي، متحالفين، موحدين، شركاء، بدون مزايدات، وادعاءات، والترفع عن حالتي الاستئثار من قبل الفصيلين، فالإنجاز الذي تحقق في 7 أكتوبر، يُضاف لمسيرة الكفاح الوطني التي لن تنتهي في هذه المحطة، وكما لم تتوقف عند محطات الإنجاز الثلاثة التي سبق وحققها النضال الفلسطيني: 1- ولادة منظمة التحرير، 2- الانتفاضة الأولى، 3- الانتفاضة الثانية، وجاءت 7 اكتوبر لتكون المحطة الرابعة الإضافية المفتوحة نحو المستقبل مهما بلغت التضحيات والخسائر، ومهما بلغت المستعمرة في تفوقها، فالنضال الفلسطيني سينتصر لأنه على حق، والمستعمرة ستُهزم لأنها قامت على التضليل والظلم والانحدار الأخلاقي غير الإنساني.