"النشامى" يتسلح بالتاريخ والمعنويات العالية لمواصلة المشوار الآسيوي


جفرا نيوز - يتسلح المنتخب الوطني لكرة القدم بالمعنويات العالية والتاريخ المميز أمام منتخب طاجيكستان في المواجهات الرسمية، قبل مواجهتهما المصيرية والمرتقبة عند الساعة الثانية والنصف من مساء اليوم على ستاد أحمد بن علي المونديالي، في ربع نهائي كأس آسيا (قطر 2023).

ويبحث "النشامى” عن تحقيق إنجاز تاريخي في مسيرته ببلوغ المربع الذهبي للبطولة الآسيوية، من خلال تخطي عقبة نظيره الطاجيكي، والتقدم أكثر للأمام في المحفل القاري الذي يمتد حتى العاشر من شهر شباط (فبراير) الحالي.

وكان المنتخب الوطني، تواجد في ربع النهائي في مناسبتين العامين 2004 و2011، إلا أنه لم يتخط هذا الدور من قبل، ما يضع الجيل الحالي أمام فرصة تاريخية لتسطير اسمهم في سجلات التاريخ، بحثا عن إنجاز أفضل لاحقا.

ونجح المنتخب الوطني في فرض أفضليته على منتخب طاجيكستان في المباريات الرسمية، من خلال 3 مواجهات سابقة، إذ فاز في مناسبتين وتعادل في واحدة، حيث كان اللقاء الأول بين الفريقين في العام 2015 ضمن تصفيات كأس العالم في طاجيكستان، وانتهى بفوز "النشامى” بثلاثة أهداف مقابل هدف، والثاني في العام ذاته بعمان، وحقق المنتخب الوطني الفوز بثلاثية نظيفة، فيما انتهى اللقاء الرسمي الأخير بينهما بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله العام الماضي، ضمن تصفيات كأس العالم 2026.

ويحمل المنتخب الوطني آمال العرب في البطولة، بعد تبقيه إلى جانب أصحاب الضيافة المنتخب القطري، عقب وداع جميع المنتخبات من الدور الأول والثاني، إذ خرجت لبنان وسلطنة عمان من دور المجموعات، فيما ودعت منتخبات السعودية، سورية، البحرين، الإمارات، فلسطين والعراق من دور ثمن النهائي.

وبدأ المنتخب مشواره في المسابقة الحالية بالفوز على ماليزيا برباعية نظيفة، قبل أن يتعادل في الجولة الثانية أمام كوريا الجنوبية بهدفين لمثلهما، فيما خسر بمباراته الأخيرة بالدور الأول بهدف نظيف، لينتقل للدور ثمن النهائي، ويحقق الفوز للمرة الأولى في الأدوار الإقصائية، والذي جاء على المنتخب العراقي بثلاثة أهداف لهدفين.

وتسبب السيناريو الدراماتيكي في مسيرة المنتخب، من خلال قلب الطاولة على نظيره العراقي في الوقت القاتل، برفع سقف الطموحات لدى كتيبة المدرب المغربي الحسين عموتة، بقدرتهم على المضي بعيدا في المسابقة، ما جعل المنتخب مطالبا بتقديم المزيد بدءا من مواجهة طاجيكستان.

ويحافظ المنتخب من مباراة إلى أخرى على الأسماء في مختلف الخطوط، بعد وصول الانسجام بين عناصر المنظومة لمرحلة متطورة، حيث أبدى المنتخب حضوره المميز في النواحي كافة، إلى جانب قدرته على تسجيل الأهداف في مختلف الأوقات ومن لاعبين متعددين.

وساهم تطور مستوى المدافعين عبد الله نصيب "ديارا” ويزن العرب إلى جانب سالم العجالين، في منح الثقة للحارس يزيد أبو ليلى، والذي أظهر أنه قادر على سد الفراغ الذي خلفه مركز حراسة المرمى في الفترات الماضية، عقب اعتزال الحارس الدولي السابق عامر شفيع.

وشهد تدريب المنتخب الوطني الأخير أمس على ملعب العقلة تحضيرا لمواجهة طاجيكستان، تدريبات فردية لنجم المنتخب موسى التعمري، بمعاناته من شد عضلي في منطقة الفخد، وانتظار تقرير الجهاز الطبي في الحالة لمعرفة مدى إمكانية مشاركته في مباراة اليوم، وترشيحات بمشاركته أساسيا في اللقاء.

وتضم قائمة المنتخب بالبطولة 25 لاعبا بعد استبعاد حمزة الدردور، وهم: يزيد أبو ليلى، عبد الله الفاخوري، أحمد جعيدي، عبد الله نصيب "ديارا”، يزن العرب، أنس بني ياسين، براء مرعي، سالم العجالين، محمد أبو حشيش، إحسان حداد، فراس شلباية، فادي عوض، رجائي عايد، نزار الرشدان، إبراهيم سعادة، نور الدين الروابدة، محمود مرضي، مهند أبو طه، أنس العوضات، محمد أبو زريق "شرارة”، موسى التعمري، علي علوان، يوسف أبو جلبوش "صيصا”، صالح راتب ويزن النعيمات.

ويعاني المنتخب من غياب لاعب خط الوسط نزار الرشدان بسبب تراكم البطاقات الصفراء، فيما سيرتدي في اللقاء الطقم الأحمر، والذي ارتداه في مناسبتين بالبطولة الحالية، وفاز به على ماليزيا والعراق، على أن يرتدي المنافس الطقم الأبيض.

وينتظر المنتخب الوطني مبلغ مليون دولار في حال بلوغه دور نصف النهائي، بحسب الجوائز المالية المعلن عنها مسبقا من قبل الاتحاد الآسيوي، حيث يحصل كل فريق يصل للمربع الذهبي على هذا المبلغ، فيما تكتفي بقية الفرق المشاركة بالحصول على 200 ألف دولار، على أن يحصل البطل لاحقا على مبلغ 5 ملايين دولار، والوصيف 3 ملايين دولار.

وتنحصر خيارات عموتة في القائمة الأساسية من خلال حضور كل من: يزيد أبو ليلى، عبد الله نصيب "ديارا”، يزن العرب، سالم العجالين، إحسان حداد، رجائي عايد، فادي عوض، محمود مرضي، موسى التعمري، علي علوان ويزن النعيمات.

وعلى الطرف الآخر، يحلم منتخب طاجيكستان في مواصلة الإنجاز الذي حققه في المشاركة الحالية، بعد أن بلغ الدور ربع النهائي في مشاركته التاريخية الأولى، ليثبت أنه "الحصان الأسود” في البطولة، بعد عروض جيدة في جميع المباريات، تكللت مؤخرا بإبعاد الإمارات عن البطولة بفارق الركلات الترجيحية.

ومن المتوقع أن يدفع المدرب بتشكيلة مكونة من: رستم يتيموف، زوير جورابايف، مانوتشير سافاروف، وحدت حنونوف، أكثم نازاروف، إحسان بانشانبي، شيرفوني ماباتشويف، أليشير شوكوروف، بارفيزجون عمرباييف وشهروم سامييف.

ويحتل المنتخب الوطني على سلم التصنيف العالمي المرتبة 87  و13 آسيويا، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة "فيفا”، فيما يتبوأ منتخب طاجيكستان المركز 106 عالميا و19 على الصعيد القاري.


المؤتمر الصحفي


وبدوره، أشار المدير الفني للمنتخب الوطني الحسين عموتة، إلى أن الفريق تنتظره مواجهة صعبة أمام نظيره الطاجيكي اليوم، نظرا لأن المنافس يتمتع بالسرعة والقوة، وأن وصوله لهذه المرحلة يعني أنه منتخب غير سهل.

وبين عموتة في حديثه بالمؤتمر الصحفي أمس، أن الهدف يتمثل في تخطي حاجز دور الثمانية للمرة الأولى في مسيرة الكرة الأردنية، موضحا أن المنتخب مطالب بالتركيز في ظل المعنويات المرتفعة بين صفوف الفريق.

وتابع: "سبق وأن واجهنا المنتخب الطاجيكي في التصفيات المونديالية على أرضه، وتعادلنا بهدف لمثله، وكانت المباراة صعبة علينا، ورصدنا المنتخب المنافس وأبرز عناصره من خلال مبارياته في البطولة الحالية، وعلينا تجاوز بعض المعيقات التي نمر بها قبل المواجهة الحاسمة، ولن تكون المباراة كسابقاتها”.

وشدد عموتة على ضرورة مواصلة التركيز وعدم إغفال التفاصيل الصغيرة التي تساهم في تحقيق الهدف المنشود في النهاية، مؤكدا أن العمل على تحسين الواجبات الهجومية والدفاعية أمر يضعه الجهاز الفني في حساباته قبل كل مواجهة.

وأضاف: "تواجد سمو الأمير علي بن الحسين في تدريبات المنتخب بشكل يومي أمر مميز، ويمنح اللاعبين الثقة، ووصلنا لمرحلة مهمة من التكاتف في المنظومة، ونأمل بأن نمثل أنفسنا والمنتخب بصورة عامة، لأن المسؤولية كبيرة من أجل أن ندافع عن حظوظ العرب بالبطولة”.

وأوضح عموتة، أن اللاعب نور الدين الروابدة يتحضر للمواجهة، وأبدى حماسه للمشاركة والمساهمة في تحقيق إنجاز مع المنتخب، متمنيا بأن يكون حاضرا في لقاء اليوم في ظل غياب اللاعب نزار الرشدان بسبب الإيقاف.

واستطرد: "لا شك بأن الوقت غير مناسب من أجل تردد أخبار لبعض اللاعبين بالتعاقد مع أندية في الفترة الحالية، إلا أن اللاعب يزن العرب اضطر للتوقيع مع نادي معيذر بسبب عدم تبقي سوى يوم واحد من أجل الانتقال للتسجيل في صفوفه، والسبب في تفاوض بعض اللاعبين مع أندية هو الظروف الصعبة للاعبين في الدوري المحلي بسبب عدم تحصيل مستحقاتهم المالية من جهة، وغيابهم عن المشاركة بشكل أساسي من جهة أخرى”.

وبدوره، أكد لاعب المنتخب الوطني يزن العرب، أن المباراة صعبة أمام منتخب منظم تكتيكيا ويلعب بطريقة جماعية مميزة، إضافة إلى امتلاكهم الشراسة في اللعب، معولا في طموحه ببلوغ المربع الذهبي على دعم جماهير المنتخب الوطني، وعلى التركيز الذهني من قبل اللاعبين.

ولفت العرب إلى أن تواجد سمو الأمير علي مع المنتخب، يمنح اللاعبين دافعا معنويا من أجل تقديم أفضل ما لديهم، مؤكدا أن بقاء المنتخب الوطني ونظيره القطري ممثلين عن العرب في كأس آسيا، أمر يضع حملا أكبر على عاتق اللاعبين لتقديم كل ما لديهم لإسعاد الجماهير الأردنية والعربية.

ومن جهته أشار المدرب الكرواتي لمنتخب طاجيكستان بيتر سيجرت، إلى أن الحظوظ متساوية بين الفريقين في بلوغ الدور المقبل، ومشيدا في الوقت ذاته بالإمكانيات التي يتمتع بها لاعبو المنتخب الوطني.

وأكد سيجرت، أن وصول فريقه لربع النهائي إنجاز بحد ذاته، إلا أن فريقه جاهز لخوض المواجهة متسحلا بالجاهزية الفنية والبدنية، موضحا أنه سيبذل قصارى جهده في سبيل تحقيق الفوز وإسعاد الجماهير.