عداء المستعمرة للأمم المتحدة
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
تتوهم المستعمرة الإسرائيلية وقياداتها، عبر الكذب والتضليل، والتفريط في حجم العداء ضد المؤسسات الدولية واتهامها في التورط بالانحياز للفلسطينيين، تتوهم أنها تستطيع هزيمة الأمم المتحدة ومؤسساتها، ودفعهم نحو التراجع عن دعم الشعب الفلسطيني، والنكوص عن مواصلة إدانتها لسلوك وعدوانية واحتلال المستعمرة الإسرائيلية لفلسطين .
عداء معلن من قبل المستعمرة ضد: 1- وكالة الامم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، 2- منظمة الصحة العالمية، 3 - الأمين العام وطاقم معاونيه ومكتب السكرتاريا، 4 - محكمة العدل الدولية، 5- محكمة الجنايات الدولية، 6 - لجان حقوق الإنسان، وذلك بسبب اعتماد قُضاة محكمة العدل الدولية على التقارير النوعية المهنية التي صاغتها هذه المنظمات الدولية، وشكلت أرضية استندت عليها في قرارها الصادر يوم الجمعة 26 كانون الثاني يناير 2024، ولذلك يمكن ربط هذه الاتهامات مقرونة بصدور قرار محكمة العدل الدولية، وإظهار المستعمرة أنها مستهدفة من قبل موظفي الأونروا، بنفس قيمة الكذب التي اتهمت مقاتلي حماس بالاغتصاب وقطع رؤوس الأطفال.
العداء المفرط من قبل المستعمرة ضد الأونروا لأنها تُعنى وتهتم وظيفياً ومهنياً بقضية اللاجئين الفلسطينيين، الذين يمثلون نصف عدد الشعب الفلسطيني، وبقاء الأونروا حية، تعني بقاء قضية اللاجئين حية، ومعناها الجوهري حق هؤلاء اللاجئين بالعودة إلى فلسطين، وعودتهم وفق قرار الأمم المتحدة 194 الصادر يوم 11/12/1948، إلى المدن والقرى التي سبق وطُردوا منها وتشردوا عنها عام 1948، واستعادة ممتلكاتهم منها وفيها وعليها.
سبق وأن تجاوب الرئيس المهزوم ترامب وأوقف الدعم المالي للأونروا بناء على الرغبة الإسرائيلية، استجابة لمخطط إنهاء وكالة الغوث بهدف إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، وشطب حقهم في العودة، وهم يُمثلون نصف عدد الشعب الفلسطيني، وقد أعاد الرئيس بايدن الدعم المالي للأونروا وها هو مع حليفته بريطانيا التي صنعت المستعمرة عبر قراراتها وأولها وعد بلفور، تتخذ قراراً لتعليق الدعم المالي عن الأونروا إضافة إلى إيطاليا وكندا وألمانيا، وهو برنامج مدروس يستهدف قضية اللاجئين الفلسطينيين برمتها.
أخطار جدية تسعى لها المستعمرة بقولها أنها لن تسمح للأونروا بالعمل في قطاع غزة، علماً أن أكثر من نصف إهالي قطاع غزة من اللاجئين، وهذا يتم بسبب وجود العداء الإسرائيلي المسبق للأونروا وقضية اللاجئين، وازدادت عداء بسبب فشل المستعمرة في تحقيق أهدافها الثلاثة المعلنة من حربها على قطاع غزة: 1 - إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، 2 - قتل وتصفية المقاومة وقياداتها، 3 - دفع أهالي غزة نحو الرحيل إلى سيناء.
لم ينتصر الفلسطينيون بعد، وهم في جوف المعركة وفي قلبها، ولكنهم لم يُهزموا، والمستعمرة لم تنتصر، بل ما زالت المقاومة صامدة وتوجه ضربات موجعة لقوات الاحتلال، التي ترتكب المجازر البشعة المقصودة في عمليات التطهير العرقي والإبادة الجماعية لأهالي قطاع غزة وهو ما دفع جنوب إفريقيا لرفع الدعوى أمام محكمة العدل الدولية التي جلبت المستعمرة إلى خانة الجلب وتوجيه الاتهام، ووضع مجمل سلوك المستعمرة في القفص باتجاه الإدانة والعزلة كما سبق وحصل لجنوب إفريقيا العنصرية.