من يُنصف الاردن؟




جفرا نيوز - فايز الماضي

منذ صبيحة السابع من اكتوبر ..لم يهدأ الاردن ....ولم يشأ الاردنيون ان يقفوا  كما وقف الكثيرون من بني جلدتهم .. موقف المتفرج ..أمام بشاعة مجزرةٍ ومذبحةٍ لم يشهدها التاريخ ...ولن تُمحى من  ذاكرة الاجيال  ..فقد ذُبحت غزة من الوريد الى الوريد ... تحت سمع وبصر  هذا العالم البليد..دون  ان يرفّ  جفن ...أو أن يتيقظ ضمير....ووقف  الاردن كعادته كالطود في وجه العاتيات   .غير آبهٍ أو متردد ..فأعلن ...النفير العام ....وتماهت مواقف .قيادته وحكومته .وجيشه وشعبه ...مع صيحات الثكالى والارامل  ..والمرابطين في غزة.هاشم... وخرج الاردنيون بقضهم وقضيضهم ... ومن شتى اصولهم ومنابتهم .. من مخيماتهم وبواديهم واريافهم  الى الساحات ...وأسمعوا العالم ما لم يسمعه من قبل ...وفوجئ العالم بحدة خطابهم  ...وصدقه وشجاعته وحزمه ...نُصرةً لفلسطين واهلها وذوداً عن قدسية أرضها وحرمة دم الابرياء فيها .

وبفطنةِ  وفروسيةِ ومروؤة الرجال ... خاطب جلالة الملك صُناع الرأي والقرار في هذا العالم  ..بلسانٍ اردنيٍٍ هاشميٍٍ عربيٍٍ مبين .. مدافعاً ومنافحاً ...عن  وصاية الهاشميين على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف ....وعن حق الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة على ارض آبائهم وأجدادهم...وفضح  وعرّى وحشية صهاينة هذا العصر وعنجهيتهم وساديتهم الفضّة ...وبرعاية جلالته  وتوجيهاته..خاضت الحكومة الاردنية الكفؤة ....معركة دبلوماسية غير مسبوقة وشرسة ومتمكنة وجسوره ..خلخلت أركان دولة الاحتلال ..وفضحت كذب روايتها وسرديتها.

ولم تتردد جلالة الملكة .... الاردنية الهاشمية  العربية الأصيلة ... صاحبة الحضور الوازن والفاعل والمؤثر على الساحة الدولية...في مخاطبة ضمير هذا العالم  ووجدانه ..ووضعت منظمات هذا العالم وهيئاته المعنية بحقوق الانسان وكرامة الشعوب امام مسؤولياتها الاخلاقية والانسانية... وشارك الامير الفارس ..الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد ...وشقيقته الفارسة الهاشمية  سلمى ....جنودنا البواسل مهمة ايصال المساعدات الطبية والغذائية لأهلنا الصابرين في غزة ..

ويعلم الجميع ..بأن  هذا الوطن العزيز .. لم يكن يوماً الا مع قضايا امته العربية والاسلامية .العادلة .وفي مقدمتها القضية الفلسطينية  ...وان مواقفه المشرفة والاصيلة..إنما تنطلق من نبل رسالته الانسانية .وشرعية قيادته  الدينية والسياسية ...
والاردن الذي يحرص ُ دائماً وأبداً على ان يقف على  مسافةٍ واحدةٍ من مكونات شعب فلسطين الشقيق  البطل ...ولم يقترب يوماً من فصيلٍ فلسطينيٍ...نكايةً بفصيلٍ آخر ..ونأى بنفسه على  ان يعبث بوحدة الصف الفلسطيني ..أو ان يستبيح حرمة دم الفلسطينيين ... لايقبلُ اليوم  من أيٍ طرفٍ كائناً من كان ...  أن يُشكك في طُهر مواقفه من فلسطين واهلها...او ان يستبيح ساحاته وميادينه ...لينخُرَ في  عرى وحدته الوطنية.

وهذا الوطن  الذي قدم ما لم يقدمه كثيرون من اصحاب المنابر  ...ويربطه بفلسطين مالا يربط أحداً في هذا الكون...من وحدة الاخوة  والدم والمصير...وضرّجت دماء رجالاته كل شبرٍ من ارض فلسطين الطاهرة...تتقدمهم دماء الهاشميين....واحتضن بصدر المحب الملايين من ابناء فلسطين ...وقاسمهم لقمة خبزهِ وقطرة مائهِ .....لاينبغي لأيٍ كان ابداً ان يزاود  عليه أو يقفز على دوره او أن  يحلم بمس هويته الوطنية أو مستقبله السياسي.