معركة مستمرة
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
هذا هو المطلوب، توجيه ضربات موجعة لقوات المستعمرة على ارض قطاع غزة، لتجعلها محرمة على بقاء الاحتلال، وتمنع استمرار حربها الوحشية الهمجية ضد شعب واجه هجمات غير مسبوقة بالشراسة والعدوانية والقتل المقصود للمدنيين، وقصف البيوت على أهلها وساكنيها، وجعل قطاع غزة غير مؤهل للحياة الطبيعية.
عملية يوم الاثنين 22 كانون أول يناير 2024، ضد قوات الاحتلال وقتل أكثر من عشرين ضابطا وجنديا، عملية نوعية متميزة، لعلها تتواصل لتحقيق هدفين مهمين:
أولهما جعل الاحتلال لقطاع غزة مكلفاً، ليزداد نقل جثث الضباط والجنود إلى نهاياتهم المطلوبة المقصودة، أو مصابين تتعطل قدراتهم على مواصلة الفعل العسكري.
وثانيهما لجعل احتجاجات عائلات الجنود والضباط القتلى تتسع لتشكل ظاهرة مؤثرة مع عائلات الأسرى الإسرائيليين، باتجاه دفع حكومة المستعمرة المتطرفة نحو وقف الهجوم على غزة، والرضوخ لمطالب المقاومة نحو تبادل الأسرى.
اجتماعات الجامعة العربية وبياناتها مفيدة معنوية، مع أنها تخلو من البرامج العملية والإجراءات المؤثرة لكبح جماح المستعمرة أو للتأثير على سياسات الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية المساندة.
مظاهرات الاحتجاج الأوروبية والأميركية، مفيدة على المشهد السياسي لعلها تشكل أداة ضاغطة على حكوماتها كي تتراجع عن توفير الغطاء في دعم عمليات الإبادة الجماعية التي تقارفها المستعمرة ضد المدنيين الفلسطينيين، وستكون مفيدة أكثر على المستوى الاستراتيجي، لتحقيق المزيد من الانحياز للشعب الفلسطيني، والتضامن مع نضاله، والتفهم لعدالة قضيته ومطالبه المشروعة، والانكفاء عن دعم المستعمرة واحتلالها لفلسطين.
«نداء فلسطين» الذي أطلقته الفصائل الفلسطينية من رام الله يوم الاثنين 15/ كانون الثاني يناير 2024، نداء الوحدة والمقاومة والصمود، المتضمن عقد اجتماع للأمناء العامين لكافة الفصائل والأحزاب والقوى الفلسطينية، بهدف: 1- إنهاء الانقسام الفلسطيني المعيب بحق الجميع بدون استثناء، 2- التأكيد على وحدانية التمثيل والشراكة في إطار منظمة التحرير، بما يضمن انضمام حركتي حماس والجهاد، لتكون المنظمة بحق الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وقائدة نضاله المشروع، ومواجهة الرهان الإسرائيلي الأميركي على خلق بدائل فلسطينية، بعد أن غذت المستعمرة استمرارية الانقسام الفلسطيني طوال الـ17 سنة الماضية، 3- لمواجهة حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مع استثمار المناخ الجماهيري العالمي المؤيد والمتعاطف والمساند للشعب الفلسطيني، خاصة بعد أن فتحت دولة جنوب افريقيا معركة محكمة العدل الدولية وجلبت المستعمرة لخانة المحاكمة، وبعد أن تقدمت تشيلي والمكسيك لفتح معركة محكمة الجنايات الدولية لجلب قادة المستعمرة لخانة المحاكمة والمساءلة وفرض العقوبات والعزلة والإدانة، على المستعمرة وقياداتها العسكرية والأمنية والسياسية، وبذلك ممارسة الضغط لكشف تواطؤ مدعي عام المحكمة وتهربه من فتح التحقيقات القانونية المطلوبة.
نضال الشعب الفلسطيني متواصل على أرضه بأشكال وأدوات مختلفة تكميلية وخطوات تراكمية على الطريق، طريق هزيمة المستعمرة، وانتصار فلسطين، في نهاية المسيرة والطريق.