الجنون الإسرائيلي.. ماذا وراءه؟!.

جفرا نيوز - بقلم محمد سلامة

أن تستمر الحرب على غزة لأكثر من مئة وعشرة أيام، وأن يفشل الجيش الاسرائيلي في تدمير قدرات حماس والجهاد، وأن تهشم هيبته ويتقاتل ساسته في حرب مفتوحة دون أفق لحسم قريب، وأن يرفض نتنياهو السادس شروط وقف الحرب والتفاوض لاطلاق سراح اسراه (المخطوفين)، وأن تتآكل قوة الردع، وأن وأن.. .إلخ، وراءه جنون إسرائيلي.. فماذا بعد؟!.

الجنون الاسرائيلي ظاهر في حجم القنابل التي ألقيت على غزة.. أكثر من مئة ألف طن قذائف أي ما يعادل ثلاثة قنابل نووية، دون نتائج تذكر، وظاهر في حجم الخسائر في صفوف الجيش الاسرائيلي والياته المدمرة.. أكثر من ألف آلية مدمرة كليا أو جزيئا، .. وظاهر في طوشات وهوشات وشتائم مجلس الحرب والكابينت، وظاهر في الشارع الاسرائيلي المنتفض على ساسته وجنرلاته، وظاهر في الفشل بادارة الحرب، وظاهر على وجوه المتطرفين الصهاينة، وظاهر.. .. إلخ، لكن ماذا وراء ذلك?!.
وراء الجنون الاسرائيلي نبوءات دينية متطرفة فحواها أن لعنة الأجيال.. الجيل الرابع.. .تحديدا يمثل زوال إسرائيل، ووراء الجنون أن العماليق عندما يملكون السيف صناعة فإن الحروب معهما لا تنتهي إلا بنهايتنا، وأن البقرات الخمس سوف تهيج العماليق علينا، وأن من حولنا سوف يشاركون العماليق ذبحنا، ولهذا فإن وراء الجنون الاسرائيلي جنون الزوال على يد العماليق وأن شمشون الجبار فشل في اخضاع غزة واهلها، مؤشرين على أن نتنياهو السادس ليس أقوى من شمشون وأنه سيواجه نهايته في غزة، وأن ما بعد حرب غزة وخروج شمشون منها مهزوما سيكون بدايات الزوال لنا في أرض كنعان.

الجنون الاسرائيلي وصل نخاع نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف، بتقارير الجيش الاسرائيلي عن عدم إمكانية الحسم الأمني في غزة، ولهذا تشاجر قولا وتهديدا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي هدد شمشون إسرائيل الثالثة بعدم استخدام السلاح النووي.. فليس سرا أن نتنياهو السادس قال لبايدن.. أنتم قصفتم هيروشيما وناغازاكي بالاسلحة النووية لحسم الحرب، ونحن نريد إستخدام الأسلحة النووية لتدمير غزة وحسم الحرب.. هذا دفع بالرئيس بايدن لتهديده وتحذيره وقطع الهاتف معه فورا.. فالجنون الاسرائيلي وراءه أن الفشل في الحسم الأمني هو نهاية إسرائيل الثالثة مرة واحدة وإلى الأبد.

الجنون الاسرائيلي ماثل من التحولات السياسية على الساحة الدولية، ففي عقيدة التلمود.. تلمود اورشليم رواية خرافية فحواها أن هرمجدون.. ستكون ما بين .. ارض .. غزة والجولان وأن بابل ستشارك فيها وأن ملكة سبأ ستديرها من بعيد وان الحرب ستنتقل من غزة إلى الشمال.. وهناك الملحمة.. هرمجدون .. والنهاية ستكون هزيمة، حيث سيتخلى العالم عن جند إسرائيل الثالثة بعد أن تصدأ الأسلحة ويصبح الجنود بلا مأوى وبلا طعام والكل يبدأ بالنزول ممن بقي حيا عن الجبال تاركا الملحمة ومقرا بالهزيمة.. وما بعد سنشهد الزوال عن أرض إسرائيل الثالثة.. هذه الروايات التلمودية وراء الجنون الاسرائيلي ووراء ما نراه اليوم من قصف همجي وحشي على غزة، وبكل الأحوال فإن نهايات الحرب ستكون وبالا على الصهاينة، ولن يكون لهم مستقبل في فلسطين مهما طال الزمان.