ما بعد نتنياهو السادس..
جفرا نيوز - بقلم محمد سلامة
قلة قليلة تعرف أن نتنياهو السادس وراء اغتيال إسحق رابين عام 1995م، وقلة قليلة تعرف أنه يُدار من قبل ايريز تدمور وثلة من المتطرفين، وقلة قليلة تدرك أنه بارع في تحويل الحرب على غزة إلى حرب على بقائه في السلطة، وقلة قليلة تنظر إليه اليوم على أنه نقطة فاصلة بين بدايات النهايه لشرق أوسط جديد، وأن الجيل الرابع بعده ينطبق عليه لعنة الأجيال وزوال إسرائيل الثالثة..وما بعده قطعا ليس كما قبله وإليكم الأسباب:-
ما بعد نتنياهو السادس..هو اليوم التالي للحرب على غزة، فالكل يدرك استحالة تحقيق الأهداف المعلنة من الحرب على غزة، وهدفه فقط هو استمرار الحرب لاستمراره في السلطة، ووزير دفاعه ينطقها مكرها:-لا يمكن تصفية جيوب المقاومة..وبعبارة أخرى لا يمكن الانتصار على حماس والجهاد واخواتهما، وعندما يسمعه نتنياهو السادس يشد شعره غضبا، فلا يريد سماع هذه العبارات، ويرفض مهاتفته، ويحاول الالتفات على أقواله بأن استمرار الحرب هو السبيل الوحيد للانتحار.
ما بعد نتنياهو السادس..قطعا ليس كما قبل سياسيا وامنيا واقتصاديا، ..سياسيا سيكون هناك رئيس وزراء وائتلاف أقل تطرفا ولا يدار من ثلة متطرفين (دواعش الصهيونية)، وسيكون هناك مرحلة جديدة ربما نصل فيها إلى تسوية سياسية قريبة من أوسلو 2..وبعبارة أخرى رفع مستوى تمثيل السلطة الفلسطينية إلى دولة منقوصة السيادة، وطبعا تنفيذ بنود الاتفاقات يحتاج إلى مراحل، وهنا ندخل في مزادات التطرف الاسرائيلي دون تنفيذ، وما بعد سنشهد ميلاد متطرف آخر يسقط أوسلو 2، ونعود إلى حرب مفتوحة أكثر ايلاما وأكثر دموية وأكثر عنفا والضحايا ربما أضعاف هذه الأرقام.
ما بعد نتنياهو السادس اقتصاديا..هو معالجة تداعيات الكارثة التي أصابت مفاصل الدولة اليهودية، والمعالجة تبدو سهلة في ظاهرها لكنها غير ذلك، فهناك قطاعات تعطلت وأخرى أصابها شلل كبير، ومن الصعب التعافي في شهور، فالأمر يحتاج لسنوات وسنوات، وذات الأمر في الطرف الآخر غزة، فالاعمار يحتاج لسنوات وسنوات، والاسوأ أن لا نصل إلى حل نهائي لاستقرار المنطقة كلها.
ما بعد نتنياهو السادس أمنيا..هو استراحات أمنية وتحضيرات لجولات جديدة من المعارك، كون المشروع الصهيوني لا يعرف الحدود ولا يريد الاستقرار ولا يعطي أحدا حقوقه السياسية ولا يقبل بالقرارات الدولية، وإدارة البيت الأبيض راحلة مع بداية العام القادم، وليس أمامها سوى مغادرة الساحة السياسية الإقليمية دون أن تفرض رؤيتها على إسرائيل الثالثة لانقاذها من نفسها.
ما بعد نتنياهو السادس..خروج ثلة المتطرفين الصهاينة من المشهد السياسي والاقتصادي والامني، وما بعده مسارات سياسية واقتصادية تفضي إلى حلحلة دون حل لقضية فلسطين، وبكل الأحوال فإن اهم نتائج الحرب على غزة هو انكسار اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو السادس وائتلافه من الصهيونية الدينية والعظمة اليهودية، وقطعا سيكون لفلسطين وأهلها صورة أخرى حاضرة في مستقبل الشرق العربي.