صُنع في الأردن تُفرح قلوب الغزيين
جفرا نيوز - يزداد حجم المساعدات الأردنية للأهل في غزة بشكل يومي، وترتفع نسبتها وتتسع دائرة توزيعها، وتتنوع، وباتت تصل المواطنين في أماكن متعددة، لتصل يد العون والسند الأردنية بمساعدات إغاثية وغذائية وصحية، بشكل يساهم في تقديم احتياجاتهم، لتتجاوز قوافل المساعدات الإغاثية التي أرسلها الأردن إلى قطاع غزة 38 طائرة منها 10 طائرات إنزال جوي و133 شاحنة، تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني.
ويحضر الأردن بشكل كبير ومميز في تقديم المساعدات للأهل في غزة. وما يميز هذا الحضور اللافت أن الجزء الأكبر من المساعدات الأردنية يتزين بعبارة «صنع في الأردن»، فالنسبة الأكبر من المساعدات التي تصل لأهلنا في غزة صناعة وطنية أردنية، سواء كان من مواد إغاثية أو وجبات طعام، أو أدوية ومستلزمات صحية وطبية، ليكون حضورا أردنيا وطنيا خاصا صنعته سواعد نشميات ونشامى الأردن، وحتما يضاف لجملة «صنع في الأردن» للأهل في غزة «صنع بحب».
وبهذا الشأن، لم يقتصر حضور الصناعة الأردنية على المساعدات الأردنية فقط، وإنما اعتمدت عشرات المنظمات الدولية ودول عربية وعالمية على الصناعة الأردنية في المساعدات التي تقدمها للأهل في غزة، ليحضر الأردن بأعلى درجات الأخوة والمحبة، والدعم والسند في غزة وبين أهلنا بها بما أعدته سواعد نشامى ونشميات الوطن بحب، ووفاء بعهد الوقوف مع غزة وفلسطين بأقصى درجات الممكن.
جريدة الدستور وصلتها عدد الصور من مواطنين في غزة، لوجبات غذائية، وأدوية ومستلزمات إغاثية، بالتركيز على «صنع في الأردن» يرافقها كلمات شكر وثناء، ودعوات لجلالة الملك عبدالله الثاني، مؤكدين أن الأردن يحضر في تفاصيل حياتهم بكل حب وعطاء، وبتلمس احتياجاتهم ومستلزماتهم المهمة والأساسية، فكثير من المساعدات التي تصلهم تحمل لهم رسالة حب استثنائية بما كتب عليها في جملة «صنع في الأردن».
توجيهات ملكية
الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية الدكتور حسين الشبلي قال إن الأردن يقوم بدور كبير ومهم جدا بقيادة جلالة الملك، وتنفيذا لتوجيهات جلالته، بالدور الكبير للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي في إدامة عمل المستشفيات الميدانية الموجودة في قطاع غزة، وتأمينها بالمواد الطبية والمستلزمات الجراحية وتبديل الكوادر الطبية، بالإضافة إلى التنسيق المتواصل على مدار الساعة وعمليات الإنزالات الجوية، مؤكدا أن هذه العمليات كانت خطوة فريدة من نوعها وتفكيرا استثنائيا لإيصال المساعدات رغم أنها تحمل نوعا من المخاطرة.
واضاف الشبلي إن عدد قوافل المساعدات الإغاثية التي أرسلها الأردن إلى قطاع غزة بلغ 38 طائرة، موزعة على 10 طائرات إنزال جوي و133 شاحنة، جميعها وصلت إلى الأهل في غزة وتم توزيعها، مشددا على أن الأردن يبذل جهودا ضخمة بقيادة جلالة الملك سواء السياسي أو الجهد الملكي لإيصال المساعدات.
وعن نوعية المساعدات التي ترسلها الهيئة قال الشبلي إنه يتم في كل دفعة التنويع فيما يرسل سواء من المواد الغذائية والطبية لدعم المستشفيات، وكذلك مستلزمات الأطفال والشتاء من ملابس شتوية وخيم، لافتا إلى أنه يتم الطلب من الهلال الأحمر الفلسطيني والأونروا والجمعيات والمنظمات الموجودة داخل قطاع غزة، توزيع هذه المساعدات على المحتاجين، لكن، في ظل الظرف الحالي يتم التوزيع في المناطق الجنوبية، وجزء من هذه المساعدات يذهب للشمال ووسط غزة.
وفي سياق الحديث عما وصل من صور لمساعدات وصلت الأهل في غزة من صناعة أردنية، قال الشبلي إن النسبة الأكبر من المساعدات التي يرسلها الأردن للأهل في غزة وبواقع 90% منها صناعة أردنية، تحديدا الوجبات الغذائية والأدوية والمستلزمات الإغاثية، مبينا أن النسبة الأكبر من المساعدات تصنعها شركات وطنية أردنية وأنها عالية الجودة.
ولفت الشبلي إلى أن الوجبات الغذائية التي تعد للأطفال تتمتع بنسبة عالية جدا من البروتين والعناصر الغذائية المهمة، ما يجعلها مفيدة جدا للأطفال، ومن أفضل الوجبات التي يمكن أن تقدم لهم، وأنها بالطبع صناعة وطنية أردنية، مشددا على أن الصناعات الأردنية بجودة عالية جدا وهي تعد للأهل في غزة بكل حب، «ونحن يغلب على تعاملنا في مساعدات غزة الطابع الإنساني حيث نسعى لتقديم الأفضل للأهل بها وهو ما نقوم به عمليا».
وكذلك الحال في موضوع الأدوية كما الغذاء، حيث أضاف الشبلي أن كافة الأدوية والمستلزمات الطبية والصحية المرسلة للأهل في غزة هي صناعة أردنية، وبجودة عالية ووفق احتياجاتهم، بحرص أردني على حضور العطاء بحب وإنسانية وأخوة حقيقية.
وفي هذا الشأن، كشف الشبلي أن عددا من المنظمات الدولية اختارت الأردن للحصول منه على كافة مساعداتها المرسلة للأهل في غزة، نظرا لجودة المنتج الأردني، وملاءمته للاحتياجات الصحية والغذائية للغزيين، وتحديدا الأطفال، حيث تعد هذه المنتجات الأفضل والأعلى جودة، فضلا عن أن كل ما يصنع لغزة يصنع بمزايا مختلفة مليئة بالحب والأخوة.
وأكد الشبلي أن الأردن يقوم بجهد كبير ومتواصل لتقديم العون والمساعدة للأهل في غزة بتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني.
مواقف حاضرة
من جانبهم، أكد إعلاميون ومواطنون من غزة أنه بتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني فإن الأردن حاضر في حياتهم بمواقفه السياسية الأكثر دعما لنصرتهم، وكذلك بمواقفه الإنسانية والمساعدات، إضافة لحضوره في صناعاته الوطنية التي تفرح القلب عندما نقرأ عبارة «صنع في الأردن»، وندرك جيدا أن ما صنع لنا في الأردن قد صنع بحب ووفاء لعهد أردني تاريخي بالوقوف معنا في كافة الظروف.
واكد المتحدثون من غزة إن المساعدات التي تصلهم توزع في أماكن متعددة، إضافة لوصول مساعدات لهم من منظمات دولية، هي أيضا صناعة أردنية، مؤكدين أن لهذه العبارة وقعا خاصا في قلوبهم، إضافة لكون هذه المنتجات تحديدا الغذائية منها والأدوية عالية الجودة.
الصحفي في تلفزيون فلسطين في غزة فيليب جهشان هو ممن أرسلوا صورا للوجبات الغذائية التي توزع وقد كتبت عليها عبارة «صنع في الأردن»، وقد بدأ حديثه بقوله: «نشكر جلالة الملك عبد الله الثاني»، مشيرا إلى أن رؤية هذه العبارة تبعث في قلوبهم فرحا مختلفا، وتعزز من صمودهم وثباتهم، وقال «نأمل أن تصلوا لنا دوما لإنهاء هذه الحرب التي نالت من البشر والحجر».
وبين جهشان أن المساعدات التي تحمل هذه العبارة تأتي في إطار المساعدات الأردنية لهم، مؤكدا جودتها الغذائية العالية، التي تتناسب مع وضعهم تحديدا فيما يخص الأطفال.
وأكد جهشان أن الأردنيين بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني يتمتعون بشهامة الدم والإنسانية والعون لكل الفلسطينيين وللغزيين بشكل يصعب وصفه، وأن هذه المواقف التاريخية للأردن تزداد عظمتها هذه الأيام التي باتت بها غزة تحتاج كل شيء فقد أفرغتها الحرب من كل مقومات ومستلزمات الحياة، ومن الاحتياجات الصحية التي يسعى الأردن لتوفيرها.
كما أكد جهشان أهمية المواقف الأردنية بقيادة جلالة الملك لدعم الأهل في غزة، وقال «فخرنا وانتماؤنا لشرف الأمة العربية جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين»، مشددا على أن مواقف جلالته هي السند والدعم الأساسي لصمودهم، وكذلك إجراءات وكلمات جلالته في كافة المحافل العربية والدولية.
أجمل شعور
وفي شهادات لمواطنين غزيين، يقول صهيب نادر إن المساعدات الأردنية تصلنا بشكل مستمر، وذلك ضمن السبل المتاحة فيما يتعلق بالشوارع وإمكانية الوصول لنا في مراكز الإيواء، مبينا أن «أجمل شعور أن تصلك المساعدات وتقرأ عبارة «صنع في الأردن»، فانت عمليا وحقيقة تشعر بفرح كبير، وبالطبع ليس مستغربا من الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني تقديم يد العون والمساعدة لنا، فالأردن تاريخيا يقف مع القضية الفلسطينية وهذا هو واقع الحال اليوم وبشكل أكثر سندا وعونا».
سهير قالت «وصلتنا مساعدات من إحدى المنظمات الدولية عبارة عن مواد غذائية جاهزة فورا لتناولها وكتب عليها «صنع في الأردن»، وبالفعل كانت وجبات بطعم رائع، وبجودة عالية جدا، ومكوناتها مفيدة جدا لنا وللأطفال، علما بأن بين الوجبات التي وصلتنا وجبات معدة للأطفال».
وأضافت «لا يمكن أن أصف سعادتي وأنا أقرأ عبارة صنع في الأردن على الوجبات، فعدد كبير من أفراد أسرتي يسكنون الأردن، هذا البلد الذي لم يكن لنا يوما سوى عون وسند، يفتح ذراعيه لنا في كافة الظروف، وها هو اليوم يقدم المساعدات بشكل سخي، وبمواصفات مميزة».
الدستور - نيفين عبد الهادي