وصية خطيرة لأبي أسامة الغزي الذي أمَّ إحدى كتائب القسام في صلاة الفجر صبيحة طوفان الأقصى

جفرا نيوز - 

هذه وصية كتبها أبو أسامة الغزي، والذي أمَّ مجاهدي إحدى كتائب القسام في صلاة الفجر صبيحة طوفان الأقصى، وقد كتبها مؤخراً في 10-1-2024 وطلب أن تُنشر وتصل إلى أكبر عدد من أبناء الأمة.

رسائل تحت النار
جاءنا الأمر بالتجهز للقتال، فالمعركة على بعد سويعات معدودات، جهزنا أنفسنا وعتادنا وسلمنا على أهلنا سلام المودع الذي لربما لن يعود، فالأمر كبير والأجر عظيم، والمشتري هو الملك جل جلاله والثمن الجنة، وما لِهذا العرض المذهل من مثيل.
جدد المجاهدون نياتهم، وأخلصوها لله وحده، أوصوا وصاياهم، وختموا دقائقهم بالطاعات، فصلينا الفجر في جماعة، قادة وجندا، ثم انطلقنا لا نريد سوى أن يقبِضَنا الله راضياً عنَّا أو أن نعود منتصرين للدين وأهله، فمنا من قضى نحبه ومنا من ينتظر وأسأل الله ألا نبدل تبديلا.
فبدأت معركة طوفان الأقصى لتضع أول إسفين في عرش بني صهيون الزائل، وعرش كل حاكم فاسد، وكل طاغية ظالم، ولِتَدْحر أفسد حثالة وجدت على هذه البسيطة، لينتصر فيها المجاهدون لدين الله تعالى، وينتصروا للمسلمين والمسلمات، وليُحيوا أملا كان قد مات في قلوب كثير من أبناء الأمة، وليحييوا فيها نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وإيمان أبي بكر وشجاعة عمر وأمانة أبي عبيدة ابن الجراح رضوان الله عليهم أجمعين، وليصفعوا حكومات طبعت مع عدو ربها ووالت أعداء الله وحاربت أولياءه، ولِيُذكروا الأمة أن لها في سجون الظلم والطغيان إخوة مسلمين وأخوات مسلمات، في سجون الصهاينة العرب واليهود، في فلسطين المحتلة وسوريا وجوانتناموا، وسجون قذرة في شبه الجزيرة العربية ابتلعت في أحشائها أعلاما موقعين عن الله رب العالمين، من العلماء الربانيين المنتصرين للدين.
وإننا من وسط ساحات الجهاد في غزة، ومن بين رهج سنابكها، نرسل للعالم أجمع، رسائل صيغت بحبْر من دماء المجاهدين الذي تنظرون إليهم في الشاشات، جعلناها أربعة عشر رسالة، لكل فئة ما يناسبها.

أولا: يا أهلنا في غزة، يا من كنتم لنا سدا منيعًا وناصرا مبينا، وحاضنة مباركة، (اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون). اعلموا أنكم اليوم في مقدمة أمة الإسلام ورأس حربتها، ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)، ونواسي أنفسنا وإياكم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عن أبي سعيد وأبي هريرة -رضي الله عنهما- عن النبي ﷺ قال: ما يصيب المسلم من نَصَب، ولا وَصَب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)، ولكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فقد عاش يتيما وطرد وأوذي وجاع وأخرج من بيته وتوفي أبناؤه وزوجاته في حياته إلا بعضا منهم، فإنكم شابهتم نبيكم صلى الله عليه وسلم في البلاء، فامتثلوا صبره واقتفوا أثره، وإن أقواما رأوكم على الشاشات فدخلوا الإسلام بثباتكم ورضاكم عن الله رب العالمين رغم فقدكم لكل عزيز وغال. وإنا لا نكتب هذا الكلام إلا وقد أصابنا من الخوف والجوع والبعد والفقد مثل ما أصابكم.

ثانيا: إخواني المجاهدين في الميدان، لقد قلبتم الدينا طولا وعرضا ( وهذا توفيق الله). غيرتم المعادلات والمبادئ عند كثير من الناس من الشر إلى الخير ومن السوء إلى الإحسان، ولما علم العالم همكم الكبير لنصرة الإسلام العظيم اجتمعَت عليكم قوى الكفر والنفاق. فلستم تحاربون اليهود فحسب إنما تقاتلون المشركين كافة، فجددوا النية لله وحده لا غير، وأكثروا من ذكر الله في المعركة لعلكم تفلحون، وابرؤوا إلى الله من كل عدوٍ لله ولرسوله كافرا كان أو منافقا أو رافضياً محارباً للمسلمين طاعناً في عقيدتهم.

ثالثا: إلى قادتنا المجاهدين الأفذاذ، تقبل الله منا ومنكم، كتب الله أجركم ودبر لكم وأغاظ بكم عدوكم، وإننا على العهد معكم ما أطعتم الله الجليل. وإن لنا في أعناقكم أمانةً عظيمة، فإننا لكم سمعنا وأطعنا وحملنا أرواحنا على أكفنا لا لشيء إلا لنصرة الدين وأهله والتحاكم لشرعه، فلا تضيعوا جهادنا الذي أخلصناه نحن وإياكم لله تعالى، بالسكوت عما يفعله بعض الساسة بالتودد لأذناب إيران، فإننا بمنهج كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أمكن وأمتن أقوى، ونكون أقرب للنصر، وبخلافه هذا يكون الخلاف.

رابعاً: إلى شباب غزة الصالحين من الدعاة وطلبة العلم والمؤثرين الذين لم يلتحقوا بركب الجهاد، ألستم تحبون الله ورسوله؟ ألستم من المسارعين في الخيرات؟ ألستم طلاب جنة، فإن الجنة قد فتحت أبوابها، فأدركوا المسير، فمركب الإسلام ماض بكم وبغيركم، فإما أن تكون مع المجاهدين أو أن تكون مع القاعدين،(وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما).

خامسا: يا أحرار المسلمين في العالم، إن جهادنا في غزة ليس جهاد أرض وحدود (سواء أكانت سبعة وستين أو ثمانية وأربعين)، إنما هو جهادٌ نابع من معتقد إسلامي عظيم، وقضيتنا ليست قضية وطنية قومية، لكنها قضية أحقية دينية لبيت المقدس وأكنافه. وإننا كمجاهدين في غزة نحمل هم الأمة الإسلامية التي جعلها الله أمة وسطا، فلا بد لكم أن تستفيدوا من معركة طوفان الأقصى وتستثمروها وتحملوا الهم الذي حملناه وتكملوه كل حسب موقعه ومكانته، على جميع الأصعدة بدأ بالتربية الأيمانية الشخصية وصولا لخلافة إسلامية راشدة على منهاج النبوة، تُحقون بها الحق وتدحضون بها الباطل وتحيون بها معاني العزة التي اشتقتم إليها.
تذكروا قول الله تعالى: (وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة)، فلقد واللهِ رأينا تمالؤ البعيد والقريب من قوى الكفر علينا، من قوات البدو العرب، إلى الصهاينة المجرمين، إلى جنود هنود، وآخرين أوكرانيين، وفرنسيين وأمريكان، وغيرهم.

سادساً: إلى الأعلام الموقعين عن الله رب العالمين، أيها العلماء الربانيون الأحرار، إن فتاواكم الـمُحِقة ومواقفكم الداعمة لنا في غزة تصلنا أولا بأول، وتكون مؤنسة لنا في درب الجهاد ونصرة الدين، فاستمروا في نصرتكم لنا، وأكثروا من مواقفكم الداعمة، لعلنا نكون وإياكم في الأجر سواء بإذن الله رب العالمين. وبودنا لو ذكرناكم كل باسمه ولقبه، لكننا نعلم أنكم عند حكام (لا يرقبون في مؤمن إلَّاً ولا ذمة)، وأنهم (لا يرجون لله وقارا).

سابعاً: إلى الأعلام الموقعين عن الله رب العالمين، الذين ابتلعتهم سجون الظلم والطغيان في الدول العربية والأجنبية، فإننا من بين قاذفات الياسين والصواريخ التي ندك بها الصهاينة في أرضنا المحتلة من شمالها إلى جنوبها، ومن تحت قصف المجرمين، نُقرِئكم منا السلام، وبودنا لو أننا أخرجناكم في صفقة تبادل أسرى مع الصهاينة العرب كما اليهود، لكن ليس بأيدينا والله المستعان، فما أنتم إلا نبراس الطريق الذي سلكناه، وأعمدةُ العلم الذي أوصلَنا لأن نكون في مكان ننتصر فيه للدين وأهله، ونبرأ إلى الله الملك من الشرك وأهله، ولعل الله أن يجمعنا بكم عما قريب بإذن الله رب العالمين.

ثامناً: إلى حكام العرب والمتأسلمين الموالين لأعداء الدين، اعلموا أن موالاتكم لأعداء الدين كفر صريح (ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين)، واعلموا أنكم شركاء في قتل الأطفال والنساء في غزة، وأنكم عقبة أمام انتشار الإسلام والتحاكم لشرع رب العالمين، وإن عروشكم الطاغوتية ستنهار عما قريب بإذن الله رب العالمين، فإن لكم يوم طوفان قريب سيبتلع أهل الذلة والخساسة، وربنا قوي عزيز.

تاسعاً: إلى مؤسسات الفساد، إن أحلامكم التي بنيتموها في غزة بنشر الاختلاط والجندرة والمثلية والمساواة والنسوية وغيرها من الافكار المسومة هدمَتْها معركة طوفان الأقصى بفضل الله تعالى، وليس لكم بيننا مكان أبدا أبدا، وإن عدتم فلكم يوم طوفان عظيم، فإن الحرب لما اشتعَلَتْ لم نر منكم حقوقيا ولا نسويا ولا مدعيا للإنسانية.

عاشراً: إلى إيران وأذنابها والمتشيعين، إن انتسابكم للمقاومة في غزة على طريق الأقصى لن يطهر رجسكم ولن يغسلكم من دماء أهل السنة والجماعة في الشام والعراق وغيرهما. فيا فأر لبنان الجبان، إن دماء أهلنا في سوريا التي سفَكْتَها لم تجف، ونبرأ إلى الله من الهالكين سليماني وموسوي والمدعو أبي تقوى و وسام الطويل. لسنا منكم ولستم منا في شيء، وإننا لعِرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأمهات المؤمنين فداء.

حادي عشر: إلى أبناء جلدتنا في فلسطين عامة وبيت المقدس وأكنافه، من المنافقين والمنحرفين فكريا، إن همزكم ولمزكم وطعنكم فينا قد وصلنا إلى الميدان، وما ضرنا هذا في شيء، يا من فرحتم باصطفاء الله تعالى لثلة من قادة الجهاد ووسمتوهم بالإرهابيين، يكفينا أن نهنئكم بمصيركم الذي يليق بكم، فقد قال الله تعالى في المنافقين: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار).
وكذلك رسالتنا إلى المنحرفين فكرياً الذين يسارعون إلى تكفير المجاهدين بأدنى شبهة وتحميل الجميع إثم البعض، تذكروا وصف النبي للمنحرفين بأنهم (كلاب أهل النار)، وقال الملِك جل جلاله في الشهداء( والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم)، فسارعوا وتحللوا من أعراض المجاهدين ولا تجعلوهم خصوما لكم يوم القيامة، يوم الحسرة والندامة.

ثاني عشر: إلى دعاة القانون الدولي وحقوق الإنسان، كنا قد أنكرنا عليكم قديما وحديثا أن إنسانيتكم المزعومة ليست حقاً. فإن الإسلام وحده لا غير هو دين الحق وإزهاق الباطل، دين الإنسانية الحقة والرحمة. فلو أن لنا خليفة للمسلمين على منهاج النبوة لما أصابنا ما أصابنا والله المستعان.

ثالث عشر: إلى كل حر شريف سعى لمناصرتنا في غزة بأي وسيلة نصرة كانت، واستنفد في ذلك وسعه وطاقته، سواء بمزاحمة مواقع السوشيال ميديا ناصرا لنا ومُبَيِّينا أمرنا، أو مقاطعا لاقتصاد القتلة الظُّلام أو محللا عسكريا يقصد الخير لنا، أو متظاهرا في الطرقات والميادين أو بكلمة إيمانية تثبت أهلنا أو دعوة في جوف الليل بها الله ينصرنا، والله إنا لنشكركم كل باسمه، فجزاكم الله عنا خيرا.

رابع عشر: إلى كل ما يتهمنا بعلاقة مع إيران، أحسن بنا الظن أيها الكريم، فلو صح ما تقوله فينا، لما وفق الله المجاهدين للخواتيم الحسنة التي ترونها، ولما وفق الله تعالى المجاهدين أن يُذِلوا المحتل وهم حفاة، ولما صبرنا في الميدان بين صيام وجوع وجهد وقصف وفقدٍ وبعد. فلا تكونوا عونا للشيطان علينا، وإن لنا في أعناقكم أمانة عظيمة، فبدلا من اتهامنا بما ليس فينا، أرونا نصرتكم بأي وسلية كانت، أو اصمتوا على أقل تقدير. وإن سمعتم كلمة شاذة هنا أو مبعثرة هناك فهذه مردودة على قائلها ولا تمثلنا حتى وإن صدرت من رأس الهرم.
وإلى كل سائل: "هل السلاح الذي نقاتل به في غزة من إيران؟” أجب نفسك بنفسك، فهل رأيت في كل توثيقات المعارك، أي سلاح فعال أجنبي؟
فقذائف الياسين صناعة قسامية محلية، وعبوات الشواظ صناعة قسامية محلية، والصواريخ بدءاً بقسام (١) وصولا لعياش (٢٥٠) صناعة قسامية محلية، وقناصة الغول صناعة قسامية محلية، والقنابل اليدوية كذلك، وسلاح المسدس الشخصي صناعة قسامية محلية، وإن وجد غير ذلك فهو قليل ويتحصل عليه من أي جهة بثمنه طبعا، كما أنك لو أردت أن تشتري سجادة الصلاة ومسبحة الأذكار من مصانع الصين الشيوعية.

وإني في ذلك أُبَرئ إخواني في القسام من تهمة التبعية لإيران، وأشهد أمام الله أني رأيت منهم بغضاً لإيران وأذنابها، و ولاءً للسنة وأهلها. وإن كنت سأُعرِض عما وقعت فيه إحدى الفصائل الأخرى التي لن أذكرها منعاً لتشتت الخطاب عن مقصده.

كتبت هذه الرسائل عني وعن إخواني المجاهدين في غزة، من أرض الميدان شمالا ووسطا وجنوبا، عن الضاربين بمعونة الله خلف الخطوط وأمامها ومن مسافات الصفر من الحفاة في جحر الديك وملقم قاذف الهاون بيده المبتورة ومن موضع السجود المبارك للشهيد الساجد -فيما نرجو له- تيسير أبو طعيمة، ومن كل موطئ قدم في غزة.

وأسأله جل شأنه وتقدست أسماؤه أن تؤخذ رسائلنا على محمل الجد، وأن تقع في قلوبكم بمكان.
وأكثروا من دعائكم لنا، فإن لنا مع النصر موعدا قريبا بإذن الله تعالى.

﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾[ التوبة: 111]

كتبها الفقير إلى عفو ربه سبحانه وتعالى أبو أسامة الغزي
وإنه لجهاد عزةِ دين أو استشهاد.
معركة طوفان الأقصى.
28 جمادى الآخرة 1445
10-1-2024