الصحة العالمية: الوضع الإنساني في غزة لا يوصف

جفرا نيوز - أكّد المدير العام لمنظمة "الصحة العالمية" (تابعة للأمم المتحدة) تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن "الوضع الإنساني في قطاع غزة لا يوصف".

وقال غيبريسوس خلال مؤتمر صحفي في جنيف،الأربعاء، "ينتظر الناس مدى ساعات في طوابير ليحصلوا على كمية صغيرة من الماء التي قد تكون ملوّثة، أو الخبز الذي لا يُعدّ مغذيًا جدًا إذا تم تناوله وحده".

وأشار إلى أن "15 مستشفى فقط تعمل بشكل جزئي"، مضيفًا أن "النقص في مياه الشرب والمرافق الصحية والظروف المعيشية المزرية أوجدت بيئة مثالية لانتشار الأمراض".

وقال إن "إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة لا يزال ينطوي على تحديات يصعب تبديدها، فالقيود المشددة على التحرّك بسبب القصف ونقص الوقود وانقطاع الاتصالات، تمنع منظمة الصحة العالمية وشركاءها من الوصول إلى ما يحتاجون إليه".

من جهته حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن "رفض الاحتلال الإسرائيلي المتكرر السماح لفرق الإغاثة الأممية بتقديم الإغاثة الإنسانية الضرورية داخل غزة، أدى فعليا إلى حرمان 5 مستشفيات في شمال القطاع من الحصول على الإمدادات والمعدات الطبية المنقذة للحياة".

وأفاد مكتب أوتشا برفض طلبات الوصول إلى مستودع الأدوية المركزي في مدينة غزة ومستشفى العودة في جباليا، للمرة الخامسة منذ 26 كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

بدورها قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" إن "رفح كانت قبل الحرب موطنا لحوالي 280 ألف شخص، لكن عدد سكانها الآن يزيد عن مليون نسمة".

وأفادت بأن "الشوارع المزدحمة تشهد انتشارا مقلقا للأمراض"، إلا أن الموظفين "منهكون نتيجة للحاجة المتزايدة باستمرار".

وبعد أكثر من ثلاثة أشهر من العدوان، يقدّر أن ما يقرب من 85% من سكان غزة قد أصبحوا نازحين - حوالي 1.9 مليون شخص - وفقا للأونروا.

وتواصل الوكالة الأممية إيواء ما يقرب من 1.4 مليون شخص في 155 منشأة تابعة لها في جميع المحافظات الخمس، لكن المرافق تؤوي أعدادا تتجاوز بكثير طاقتها الاستيعابية المستهدفة.

وتعرضت منشآت الأونروا أيضا لنحو 63 غارة من الاحتلال مباشرة، مع استشهاد ما لا يقل عن 319 نازحا في ملاجئ الوكالة وإصابة أكثر من 1,135 آخرين منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين، وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر على القطاع، إلى استشهاد 23 ألفا و357 شخصا، وإصابة 59 ألفا و410 جرحى، إضافة إلى تدمير مساحات شاسعة من قطاع غزة، وتشريد نحو 85% من سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وترك ربع سكانه يواجهون المجاعة.