هل صدفة؟.. أم بترتيب مسبق؟.. أبوعلي يعترف..!
جفرا نيوز- محمود كريشان
زمن بريف العين غزلوه.. الناس على بركة الله.. صدق، بساطة، طيبة.. لا غش ولا تدليس أو مكر وخداع.
عمان كانت جميلة الجميلات.. وسط البلد له قناديل ونجوم وشخوص.. وجوه ملفوحة بشموس النقاء.. قلوب مليئة بالتقوى والنجوى.. واللي بحب ما بيكره..!.
جلسات صباحية فوق أرصفة الأمل.. «مشروبات «بريئة».. شاي وزهورات ويانسون.. وبالله تصبوا هالقهوة وزيدوها هيل..
أخالف العمر راجع سالف أعوامي.. على رأي المطرب محمد عبده.. نتذكر قنديل شارع فيصل الذي غاب وتبدد ضوءه.. حسن ابوعلي عندما كان يتقوقع بين كتبه في مهبط عشقه..كشكه الجميل..
.. والشاهد علي الله.. قالها أمامي بعد أن أقسم بأغلظ الأيمان انه لا يستبدل هذا المكان «وقد أشار إلى الكشك» بعمارات في دير غبار أو أم أذينة.. أنا ابن هذا الشارع يا ابني. هكذا قال ابوعلي..!
قلنا ان الناس في عمان كانوا على السليقة.. وللتأكيد على ذلك.. دوما أشاهد وأسمع رائعة «عمان في القلب» المغروسة في جبين الشمس وقد صاغها بوجدانه الشاعر اللبناني سعيد عقل، وبشرتنا حينها «فيروز» بمحبة عمان من فوق خشبات مسرح قصر الثقافة بمدينة الحسين الرياضية عام 1977.
المهم.. بل المهمات.. كانت «فيروز» تصل الى مقطع مؤثر جدا يقول: « آوِي إليكِ أنا حتى لَتَحبِسُني..يداكِ كالطفلِ، نادَى الطِّفلُ أُمّاهُ.. كأنَّك الشِّعرُ لولا رَنْدُ عاطِرِهِ.. لا العُودُ طابَ ولا طابَتْ لَيَالاهُ.. مُشَبَّهٌ لِيَ يا عمّان، يا وَجَعي وُجِدْتِ أنتِ فَلا جُرحٌ ولا آهُ».. كان يظهر حسن ابوعلي بائسا مرهقا، وهو يقوم بتصفيط كتبه على الرفوف الخارجية، وتمت حينذاك اعمال مونتاج للأغنية في التلفزيون الأردني وتظهر معالم جميلة من وسط البلد في حقبة السبعينيات..
وفي صبيحة عمانية ضحى وشمس وقهوة.. قمت بسؤال «أبوعلي» إن كان منهمكا فعلا وأن تصوير اللقطة قد تم بعفوية دون ترتيب مسبق؟.. جاء رد ابوعلي واثقا: «لا يا زلمه.. المخرج قال لي اعمل حالك مش منتبه بدنا نصور»..!.
هذه هي عمان التي كانت جميلة ببراءة أهلها وصدقهم ومحبتهم للجميع.. بلا مطمح أو مطمع.. رحم الله قنديل شارع فيصل ونجمه حسن أبوعلي رحمة واسعة بقدر محبة الناس له.. اللهم آمين..
Kreshan35@yahoo.com