عراب الخارجية يُجابه وحده.."قانونية النواب" تعمل بخجل .. وأحزاب "تتسلق وتتألق".. أرهقتمونا !

جفرا نيوز - فرح سمحان 


اللافت أخيرا أن المشهد العام في الشارع الأردني حيال الأحداث المتواصلة في غزة وتوسع رقعة الصراع الإقليمي وانعكاساته محليا بدأ يأخذ منحى الاعتياد وتهميش جوانب أهم بكثير من فكرة المظاهرات والمسيرات التضامنية التي أضفت برودا على حدة المشاعر وأصبح الوضع وكأنه لا حيلة بيد الأردنيين والفعاليات الحزبية والقوى الفاعلة سوى التظاهر أو الخروج بتصريحات إعلامية "تهز وترز" لكن فعليا لا فائدة منها على أرض الواقع ، ولا يمكن بمكان ما ربطها بمدى الانتماء والولاء كونه تحصيل حاصل .  

اليوم يطل وزير الخارجية أيمن الصفدي على الشاشات وينتهز الفرصة في كل اللقاءات والاجتماعات ليهاجم الاحتلال بتصريحات استفزته وما زالت ، في حين لم يلق دعما وحشدا من بعض متصدري الأزمات ومن يدعون أنهم قادة رأي عام أو حتى من المنظمات الحقوقية والنقابات وغيرها وهنا الدعم ليس بالتصريحات إنما إسناد وتوزيع المهام بما يخدم الموقف ، على سبيل المثال آخر تصريح للصفدي أيد فيه الدعوى التي رفعتها أفريقيا على إسرائيل ومجرمي الحرب فيها ،ولم نسمع أبان ذلك عن تجمعات قانونية تضم كبار الحقوقيين لتوضح ما يمكن القيام به لإتمام دور الأردن حيال ما قدمه سابقًا ، ولم تخرج تظاهرات تؤيد فكرة رفع قضايا على مستوى عالمي ضد الكيان الصهيوني، ولم يخرج أي محلل أو كاتب مقال حتى بفكرة قانونية تدعم وتؤيد ما جاء به . 

حتى اللجنة القانونية في مجلس النواب تعمل بصمت وكأن ما في جعبتها يضر بأمن الدولة ، في حين يستغل إعلام العدو هذا الغياب ببث رواياته ومهاجمة المسؤولين وأركان الدولة بتصريحات يحاولون فيها هدم ما صدره الأردن للرأي العام العالمي وتغيير مواقفه من إسرائيل ، وإذا كان هنالك حضور فإنه بالمجمل خجول ولا يرقى لحجم ما تفرضه الأحداث بوجه عام، ما المطلوب وما شكل المرحلة الذي ينبغي التوجه إليه حاليا ، هذا ما يتوجب على الدولة التركيز عليه وإنهاء حالة "سكن تسلم" ومبدأ المسايرة لجماعات وأخرى بحجة أن هذا هو الصواب وحتى لا تُفلت زمام الأمور، غزة عموما لم تعد بحاجة لمظاهرات ومسيرات والبعض اعتاد المشهد ، وآخرون أصبحوا يجيرون ما يحدث لمصالح شخصية ، ومسؤولون كالصفدي يجابهون فُجر الاحتلال وقادته بمعزل عما يحدث وبواقعية غائبة عن الأذهان . 

حان الوقت للعمل بشكل فعلي كل من موقعه ويكفي مسيرات ، الأحزاب دورها أكبر من بيانات وتصريحات فعليهم العمل من أجل القادم ببرامجية منطقية وليس عواطف وحصد مناصب ، المسؤولون عليهم دور بالتأثير بالرأي العام وتصدير ما لديهم إلى الخارج والتحرر من قوقعة قال وأكد وعلينا ، أما التجمعات والقوى الفاعلة والمنظمات وغيرها ، فعليها تجديد مصطلحاتها ونهجها وإلا ما عاد لأغلبها حاجة ، المرحلة لا تحتاج استعراضا بقدر ما تتطلب تغييرا جذريا يطال الكبير قبل الصغير.