القرالة يكتب: تهجير

جفرا نيوز - كتب -  د. عبدالحكيم القرالة

لا تنفك دولة الاحتلال بكل أركانها سياسياً وعسكرياً وميدانياً عن التهديد الفعلي بتهجير الغزيين من أرضهم وصولا لتقويض حلم الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني وتصفية القضية على حساب الغير، مستندة على آلة حرب دموية تضرب وتفتك بلا هوادة قطعت كل سبل الحياة واساسياتها وانتهجت نظرية الارض المحروقه وأن لا مكان آمن في غزة وصولاً لتنفيذ أجندات خبيثة لطالما يسعى اليمين المتطرف لتحقيقها.

تهديدات تخرج من كل صوب واتجاه وعلى لسان السياسيين والعسكريين في دولة الاحتلال قوامها جرائم حرب وابادة بحق الاشقاء، وتقويضا لاي افق سياسي يحترم او يلتزم بقرارات الشرعية الدولية والقائمة على حل الدولتين سبيلا وحيدا لانهاء هذا الصراع الازلي.

النظرية الامنية الاسرائيلية التي تمثل جوهر وعقيدة العقل المفكر لدولة الاحتلال لن يجلب الامن ولا الاستقرار وحتما وبالضرورة سنبقى ندور في دوامة العنف الى ما لانهاية بفعل هذا الشطط والمجازر المستندة على الصلف والتطرف الذي لن يجلب الا العنف واتساع رقعته في ظل المعطيات والمؤشرات الحالية..

منذ شهور وضع الاحتلال وحكومته اليمينية المتطرف بنكا من الاهداف غير الواقعية والتي لم تخلف الا الفشل تلو الفشل وتسببت بكارثة انسانية مهولة يواجهها الغزيون كل لحظة ما يمثل اجرام وابادة ممنهجة من قبل الة الحرب الدموية،لاجبار أهل غزة على الهجرة قسرا أو طوعا في ظل ظروف إنسانية قاهرة.

كل ما يجري على ارض غزة بكل تفاصيله المريرة يؤكد وبقوة ان الحكومة المتطرفة ماضية في تحقيق اجنداتها الخبيثة المفضية الى تصفية القضية الفلسطينية وسد كل افق سياسي مستقبلي قد يؤسس الى استقرار المنطقة ويحفظ السلم والامن الدوليين وبالضد من ذلك تسيد العنف والتطرف لمشهد المنطقة والعالم.

وفي هذا نقلت صحف عبرية انباء عن مفاوضات تجري مع الكونغو ودول اخرى بشأن امكانية تهجير الغزيين الى تلك البلدان،ما يؤشر وبقوة ان هذه الغايات الخبيثة حاضرة وبقوة لدى صانع القرار في دولة الكيان وانها ماضية بافعالها وسلوكياتها القائمة على الاجرام للوصول الى هذا الهدف،فضلاً عن التهديدات حول تهجيرهم الى مصر الشقيقة أو من الضفة باتجاه الاردن..

إجمالاً، على الجميع التنبه والتحوط من هذه المخططات الخبيثة والوقوف سدا منيعا في وجهها كل من جهته،،وبالتوازي ضرورة ان يتحرك المجتمع الدولة ممثلا بالهيئة الأممية والقوى الوازنة والفاعلة في النظام الدولي لتحمل مسؤولياتهم القانونية والانسانية والاخلاقية لوقف هذا الاجرام على الفور،والتأسيس لافق سياسي قائم على اعادة احياء عملية السلام والتي اذا ما كتب لها النجاح حتما وبالضرورة ستحفظ امن المنطقة والعالم.

hakeem_garalleh@yahoo.com