استمرار المجزرة بل المجازر

جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
 
تتواصل جرائم المستعمرة، وسلوكها الفاشي العنصري، في مواصلة قتل المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وتدمير أكبر مساحة من بيوتهم وممتلكاتهم، وحرمانهم حق الحياة والكرامة والحد الأدنى من العيش.

معركة المستعمرة، لا تستهدف المقاومة الفلسطينية وفصائلها ومقاتليها، فقط، بل تستهدف المدنيين بأسرهم بهدف التخلص منهم إما بالقتل أو بالتهجير والطرد والتشريد، بهدف تقليص العامل الديمغرافي البشري الفلسطيني من على أرض فلسطين، بدءاً من أحداث ووقائع ما يجري على أرض قطاع غزة، وضد أهله وسكانه.

أكثر من عشرين ألف شهيد بالأسماء المحصورة، وأكثر من خمسين ألف جريح بقوائم الأسماء المحددة، ولا يقل عن عشرة آلاف مدفونون تحت الأنقاض والأبنية المهدومة، مأساة ووجع وآلام لا يستطيع الإنسان الطبيعي استيعابها وقبولها والمرور عليها وكأنها مجرد أرقام، إنهم بشر من شعب فلسطين، من العرب، من المسلمين والمسيحيين، فكيف يمكن مواصلة الصمت، أو الاحتجاج الهادئ، أو القبول الضمني.

ردود الفعل العربية والإسلامية والمسيحية والدولية، لا تصل إلى مستوى المطالبة الجدية، بوقف هذه المجزرة، أو المجازر المفتوحة المتكررة يومياً، وبغطاء أميركي كامل سياسياً ودبلوماسياً وتسليحياً، واستخبارياً وأدوات قتل متعددة متنوعة، ويتباهى الرئيس الأميركي أنه لم يطلب من رمز الإجرام والقتل والتدمير نتنياهو، لم يطلب منه وقف إطلاق النار، ووقف أدوات الجريمة ضد الفلسطينيين.

ما طلبه الرئيس الأميركي تخفيف استهداف المدنيين، ما يدل كما صرح مستشار نتنياهو أن واشنطن تقف مع المستعمرة في معركتها الدامية، ولكن الخلاف بين واشنطن والمستعمرة خلافات تكتيكية حول القصف وكيفية التعامل مع المدنيين وتجنب ما أمكن قتلهم بشكل شمولي كما تفعل الآن قوات المستعمرة وأدواتها.

لم تقتصر معركة المستعمرة ضد الفلسطينيين على أهالي قطاع غزة، بل تشمل أهالي الضفة الفلسطينية وباتت تستعمل الطائرات المسيرة لقتل واغتيال الشباب المقاومين، حيث تزداد أعداد الشهداء، وتكبر أعداد المعتقلين لتصل حوالي خمسة آلاف معتقل من كافة الفصائل، بهدف واضح شل حركة الاحتجاج الفلسطينية، ومنع أشكال التضامن والشراكة الكفاحية بين أهل الضفة مع أهل القطاع، كما فرضت الأحكام العرفية العسكرية، في مناطق 48 لنفس السبب حيث القمع والاعتقال لأتفه الأسباب، بهدف عدم نقل الحراك الفلسطيني من موقع الشراكة الهجومية ضد إجراءات المستعمرة، إلى موقع الدفاع وتقليص الجهد الفلسطيني وإضعافه، وتعريض القيادات وأفعالهم إلى المساءلة، كما حصل مع القائد الفلسطيني محمد بركة، ومع الفنانة الدكتورة دلال أبو آمنة، بنت الناصرة والمدرسة الجامعية.

ما تفعله المستعمرة يحتاج لفعل عربي إسلامي مسيحي، يشكل جبهة إسناد بهدف وقف المجزرة- المجازر ضد الشعب الفلسطيني.

ما جرى للعراق وسوريا وليبيا واليمن، وغيرها من البلدان التي تعاني من الانقسام والتشتت، والحروب البينية، أفعال مسبقة، كان مخططا لها أن تصل إلى حالة الفشل والشلل وعدم القدرة على حماية أمنها الوطني، وعلى عدم تأدية واجبها القومي.

بلدان الخليج العربي، وبلدان إفريقيا العربية، مطالبون لتفعيل أدوارهم وعلاقاتهم ونفوذهم، وما يستطيعون فعله لصالح أرض المقدسات، أرض الإسراء والمعراج، أرض المسجد الأقصى وما حوله وما يتبعه، وأرض ولادة السيد المسيح وبشارته، لعل هذا الجهد يفعل فعله لوقف المجزرة بل المجازر الهمجية القاتلة ضد الشعب العربي الفلسطيني، فهل يفعلون؟.