أنقذوا السودان
جفرا نيوز - بقلم : علاء عواد
يبدو أن الحروب تجبّ بعضها بعضا أو تقوّض الاهتمام بها، فبعد أشهر من التركيز على الصراع بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع غطت الحرب التي تشنها القوات الإسرائيلية على قطاع غزة على ما يجري في السودان من تطورات عسكرية وتحركات سياسية
ولم يعد كثيرون يتحدثون عما يجري بالسودان لضخامة مجريات الحرب على غزة لما لها من روافد إنسانية، وما لامسته من تأثير في وجدان العرب والمسلمين والعالم،
لكن مايجري في السودان مرعب ومخيف ايضا فقد اندلع الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، من أجل السيطرة على الدولة الغنية بالموارد، وبينما يركز القتال بشكل رئيسي في عاصمة البلاد، الخرطوم، إثر الصراع على مناطق أخرى من البلاد، وفي دارفور، أدت عمليات القتل الجماعي والاغتصاب والتهجير إلى تقارير عن التطهير العرقي، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس وقد خلّف الصراع الدائر آلاف القتلى والجرحى ومئات الآلاف من النازحين، بحسب أرقام الأمم المتحدة،
ومنذ اندلاع النزاع المسلح في السودان كشفت عدة تقارير أن «قوات الدعم السريع» اغتصبت عشرات النساء والفتيات.وسلط تقرير للمركز الإفريقي لدراسات العدالة والسلام، نشر في 24 نوفمبر الماضي، الضوء على نمط محزن للعنف القائم على النساء، ووصفه بأنه «سلاح الحرب».وفي ذلك الوقت، وثقت المنظمات النسائية أكثر من 120 حالة اغتصاب مؤكدة حتى أكتوبر 2023، كما أكدت منظمة الصحة العالمية أن هناك أكثر من 4 ملايين امرأة وفتاة يتعرضن لخطر العنف الجنسي في جميع أنحاء السودان.
وتخيل يارعاك الله أن قطاعا كبيرا من النساء يبحث عن أماكن لشراء حبوب منع الحمل وحبوب الإجهاض، لعدم تمكنهن من الحصول عليها بسبب النزاع، كما يتداولن طرق التعامل مع الاغتصاب، بسبب استخدام قوات الدعم السريع الإغتصاب والإغتصاب الجماعي كسلاح حرب في دارفور والخرطوم.وكتبت فتاة على منصة «إكس»: «نحن وبنات عمي جالسات في بيت واحد علشان إذا في يوم هجموا علينا وما قدروا يوقفوهم عمي قال بيقتلنا برصاص»، في إشارة إلى أن الموت أرحم من الإغتصاب
وقد تصدّر هاشتاج «أنقذوا السودان، واحموا النساء من الاغتصاب» التريند على موقع التواصل الاجتماعي «إكس- تويتر سابقًا»، خلال الساعات القليلة الماضية، بالتزامن مع إعلان الجيش السوداني انسحاب قواته من مواقعها في مدينة ود مدني (مركز إنساني)، واستيلاء قوات الدعم السريع عليها.
إذن ما بين الخرطوم وغزة يوزِّع الانسان همومه اليومية، بقعة دماء كبيرة على خريطة هذا العالم ولا يهم ؟ في الحقيقة ؟ أكان عدد ضحايا (المسلمين) أكثر في السودان أم في غزة، أم في سوريا، فالظلم هو الظلم ، والقتل هو القتل، فقتل النفس الواحدة بغير حق يعادل قتل الناس جميعا