إعادة إنتشار ام إعادة إعتبار!
جفرا نيوز - كتب - الدكتور عادل محمد القطاونة
بمقتل ثلاثة من الجنود الإسرائيليين اليوم الثلاثاء يرتفع عدد الجنود الذين قتلوا في غزة إلى 158 منذ بداية العمليات البرية نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وإلى 492 منذ السابع من أكتوبر العام الجاري، ومع مواصلة المعارك البرية في غزة، استمرت الطائرات الإسرائيلية بقصفها المتواصل في اليوم الـ81 من الحرب؛ أدى ذلك إلى إرتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى نحو 20919 شهيداً وأكثر من 54918 جريح.
في مقابل ذلك صرحت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن علناً إنها تريد أن يكون للسلطة الفلسطينية دور في حكم غزة في واقع ما بعد فترة حماس. وقال مسؤول أميركي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض هذه الفكرة في السابق من قبل الجانب الأمريكي، لكن في الأسابيع الأخيرة بدأ بعض المسؤولين الإسرائيليين بالحديث إلى نظرائهم الأميركيين حول ما سموه (R.P.A) أي السلطة الفلسطينية بعد التأهيل والإصلاح. تزامن ذلك مع انتهاء الجيش الإسرائيلي في التنفيذ لإقامة منطقة عازلة داخل قطاع غزة، ضمن المرحلة الثالثة من الحرب، في خطوة ستستند كلياً على القوات النظامية بعد تسريح جنود الاحتياط، حيث نشرت القناة 12 الإسرائيلية بياناً تشير فيه إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتغيير خطته في غزة لإدراكه أن حركة حماس لن تهزم إلا بحرب إستنزاف طويلة، ولذلك سيقوم بإنشاء منطقة عازلة غرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل. هذا التوجه توافق مع وصول وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن لعقد إجتماعات في البيت الأبيض حول خطط إسرائيل لتقليص الحرب والإنتقال إلى عملية منخفضة الشدة في قطاع غزة.
يرى كثيرون أن الحرب التي اندلعت قبل أكثر من 81 يوماً من قبل إسرائيل ضد حركة حماس في غزة، سوف تستمر عدة أشهر أخرى؛ يرافقها إعادة للإنتشار من أجل رد الإعتبار للخسائر البشرية والمادية التي تعرض لها الجانب الإسرائيلي، يترافق ذلك مع آخر تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي الذي قال: إن أهداف الحرب ليس من السهل تحقيقها، الحرب ستستمر عدة أشهر أخرى، وسنعمل بأساليب مختلفة حتى يتم الحفاظ على الإنجاز لفترة طويلة! فهل سيستمر العالم بمشاهدة ما ترتكبه إسرائيل من مجازر جماعية بحق الإنسانية وفق مغامرات عسكرية غير مدروسة أو مؤمرات سياسية مقصودة!