الأردن دور محوري ومبادرة تثبيت الحق الفلسطيني الوطني
جفرا نيوز - بقلم مأمون المساد
استمرار الأردن في مسارات الدعم والاسناد للحق الفلسطيني الوطني، انحياز نابع من إيمانه بأن البناء على نضال الشعب الممتد من أكثر من خمس وسبعين عاما في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الغاصب للحق في الحرية وقيام دولة كاملة السيادة على ارضه، دفع الشعب ما يقترب من المليون شهيد وأكثر من خمسة ملايين مهجر، وملايين الجرحى في سلسلة الثورات والانتفاضات التي واجهت بطش الآلة الصهيونية السياسية والعسكرية والاعلامية، وبما يؤكد ثبات المواقف التاريخية الاخوية الإنسانية من الاردن لاشقائه الفلسطينيين .
الاردن اليوم يقدم ويتقدم نحو إنتاج مبادرة وخطة
لوقف النزيف الرهيب من دماء الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، ومواجهة مخطط إسرائيلي- أمريكي -غربي في تجزئة المجزوء من الأراضي التي وجدت بعد أوسلو كمناطق حكم ذاتي في الضفة والقطاع تحت مسمى السلطة الوطنية الفلسطينية، وما انتجت من ممثل للشعب الفلسطيني امام المجتمع الدولي في رحلة التحرير الطويلة، والحديث عن الحفاظ على هذا المكتسب والرمزية يأتي قبل الحديث عن شكل متجدد لها يعنى بإعادة بناء السلطة الوطنية الفلسطينية باعتبارها المرجعية ، بشرط عدم المحاصصة أو المغالبة والذهاب الى التكنوقراط الفلسطيني القادر على التعامل مع بناء سلطة وطنية للجميع.
لقد نبه وحذر الاردن وبشكل علني من اي حديث أو تخطيط لفصل الحل وما بعد الحرب حذر من فصل غزة عن الضفة وقد اشار لذلك جلالة الملك عبدالله الثاني خلال لقائه في بروكسل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الشهر الماضي، وكرر التحذير بلقاء الرئيس الفرنسي في العقبة الاسبوع الماضي، مؤكدا أن الضفة الغربية وقطاع غزة «امتداد للدولة الفلسطينية الواحدة»، وعلى الجميع من وجهة نظري ان نتفق على ان المقاومة في غزة مقاومة فلسطينية فصائلية وليست انفصالية ، وهي ذاتها عندما أطلقت عمليتها في السابع من تشرين اول الماضي أعلنت انها نصرة لجزء أساس ورئيسي من القضية الفلسطينية وهي القدس والمقدسات فيها فكان اسم العملية (طوفان الأقصى ).
المبادرة والخطة الأردنية في طور إنجاز اعتقد انها حضرت في لقاءات نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي في الدوحة وابوظبي والقاهرة وستكون هناك لها امتدادات في عمان خلال الأيام القادمة، وهذه الخطة والرؤية الأردنية تؤكد حكمة واستشراف الاردن، ويتقدم بها بثقة من دبلوماسية واثقة واحترام العالم ومختلف الاطراف لبعد النظر الأردني القادر على بلورة المبادرة التي تحقن الدم الفلسطيني المستباح ، وتحفظ حقه في إقامة دولة واحدة على أساس حل الدولتين إن عاجلا أو آجلا.