الخلاف بين وزراء المستعمرة نتيجة الإخفاق والفشل
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
هدد وزير الأمن لدى حكومة المستعمرة ايتمار بن غفير، بفك التحالف القائم لدى حكومة نتنياهو بقوله حرفياً:
«من ينوي إيقاف الحرب قبل هزيمة حماس، وإعادة المختطفين، فليأخذ في الاعتبار أن حزبنا ليس معه».
تصريحات بن غفير تمت رداً على تصريحات وزير الدفاع يوآف جالنت التي قالها يوم الثلاثاء 19/12/2023، بقوله:
إنهم سيواصلون الحرب حتى يتأكدوا من عدم قدرة حماس على إيذاء المستعمرة، وهو قول بديل لشعارهم السابق في العمل على اجتثاث حركة حماس، مما يدلل على صيغة التراجع، وإخفاقهم بعد أكثر من شهرين على مواصلة القصف التدميري الذي بدأ يوم 7 أكتوبر، وعلى الاجتياح الذي بدأ منذ 29/11/2023، ولم يحققوا ما سعوا إليه.
كما قال غالنت، أنهم لن يفرضوا إدارة مدنية فلسطينية على قطاع غزة وبذلك ترجعوا عن هدفهم المعلن في تنصيب إدارة فلسطينية بديلة ليست لها علاقة بسلطة رام الله، وبالتأكيد ليست امتداداً لسلطة حماس.
تصريحات يوآف جالنت مثلت الإخفاق الإسرائيلي في نيل ما يسعون إليه، وبذلك تغيرت مفرداتهم تعبيراً عن بروز توجهات تراجعية باتجاه مفاوضات أوروبا القطرية الإسرائيلية، والوساطة المصرية المماثلة.
وزير الأمن بن غفير رداً على وزير الدفاع قال ما قاله وزاد عليه قوله:
«يجب حل مجلس الحرب فوراً، وحان الوقت لإعادة السلطة (سلطة إدارة الحرب) إلى الحكومة الموسعة» وليس بقاء قرار استمرارها أو وقفها باتجاه التهدئة والمفاوضات مع حماس سواء مباشرة أو بطرق غير مباشرة عبر الوسطاء، عبر مجلس الحرب.
تهديدات بن غفير والأكيد معه حليفه سموتريتش وزير المالية ووزير الدفاع المشارك، دفعت نتنياهو لعقد جلسة طارئة لمجلس الحرب أمس الخميس 21/12/2023، بهدف لملمة أطراف الحكومة، والتراجع عن تصريحات وزير الدفاع يوآف جالنت، والعودة إلى تأكيد مواقفهم السابقة، عبر مواصلة الحرب ورفض الضغوط المختلفة، وعدم الإذعان لنتائج الإخفاق والفشل، ومواصلة الحرب لعلهم يحققون ما يسعون إليه.
بيني غانتس عبر عن خلاصة الموقف الذي وصل إليه مجلس الحرب، بعد اجتماعه الطارئ في أعقاب الخلاف المعلن بين الوزيرين: وزير الدفاع جالنت ووزير الأمن بن غفير، حيث قال:
«لا توجد نية لوقف الحرب وأنها ستستمر لأي وقت تتطلبه، وأن الجيش سيواصل القتال في عمق غزة ولا نية لوقف الحرب، وأن مصير قادة حماس هو الموت».
ليست الخلافات التي صدرت عن وزيري الدفاع والأمن، مجرد اجتهادات لكل منهما، أو وجود خلافات سياسية طرأت على مواقفهما، بل أن ما عبرا عنه من خلاف وتباين إنما يعكس الوقائع والأحداث على الأرض وفي الميدان، حصيلة الإخفاقات المتراكمة، والفشل بسبب عدم تحقيق أي إنجازات عسكرية هامة، وأن احتلال قطاع غزة لم يوفر لهم إلى الآن ما يسعون إليه، سواء من ناحية تصفية المقاومة أو إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بلا ثمن عن غير طريق التبادل.