جيشنا درع الوطن ومنعته
جفرا نيوز - بقلم عوني الداوود
كثيرون ربما لا يدركون بأن الجيش الاردني المصطفوي يخوض حربا بمعنى الكلمة على الحدود الشمالية في مواجهة عصابات الحشيش والمخدرات، لذلك نظّمت القوات المسلحة في فترة سابقة زيارة لعدد كبير من وسائل الاعلام الاردنية والعربية والدولية لاطلاعهم على جانب مما يجري من عمليات على تلك الجبهة، وكنت واحدا ممن شاركوا بتلك الجولة، واطلعنا على حجم المخاطر على تلك الجبهة.
جنودنا البواسل حقيقة يخوضون حربا تبدو على انها بمواجهة عصابات، لكنها حقيقة انما تقود حربا ضد جيوش تدعم تلك العصابات، هدفها زعزعة امن واستقرار الاردن، وتستهدف مجتمعه وشبابه، وتستهدف تدمير اقتصاده من خلال تلك السموم.
الجيش العربي المصطفوي يقوم ببطولات عروبية ويدفع، وقد دفع بالفعل ثمنا لمواقفه العروبية بالذود عن حمى الوطن ودول الاقليم الشقيقة المستهدفة من تهريب كل تلك الكميات من السموم،.. دفع جيشنا الباسل ثمنا غاليا بدماء ابنائنا الزكية من نشامى قواتنا المسلحة.
عصابات المخدرات مدعومة من مراكز قوى وجهات تحاول العبث بأمن الاردن والاقليم، وبحسب تقارير عالمية - تم تحليلها سابقا من قبل «مركز الدستور للدراسات الاقتصادية «- أشارت الى ان تلك العصابات انما تدير صناعة سموم حجمها يصل لنحو 57 مليار دولار من المخدرات وتحديدا من حبوب « الكبتاجون» التي صارت تصنّع داخل الاراضي السورية من قبل تلك العصابات، وقد كشف عن محاولات تهريب لعدد من الدول الاوروبية، كما انها تخصص ما حجمه 28 مليار دولار لتهريبه الى دول عربية من خلال الاراضي الاردنية.
لذلك فان قواتنا الباسلة تخوض معركة للدفاع عن أمن وأمان الاردن وللدفاع عن امن وامان دول الاقليم ومنع مرور ووصول تلك السموم الى اي دولة شقيقة.
اليوم من الواضح جدا ان الحروب في جنوب سوريا وعلى حدودنا الشمالية باتت تأخذ شكلا آخر، فلم تعد مجرد عصابات حشيش ومخدرات فقط بل صارت قوات مسلحة منظّمة مدعومة من دول، ومدجّجة بالاسلحة والعتاد، بل وبالمسيّرات التي تحاول خرق الاجواء محمّلة بالمخدرات وبالاسلحة والمتفجرات، الأمر الذي يؤكد بأن الحرب على الاردن باتت تأخذ شكلا آخر، يأتي في وقت صار الموقف الاردني المتقدم والصلب والمدافع عن صمود الاشقاء الفلسطينيين في غزة العزّة وفي الضفة وكافة مدن وقرى فلسطين المحتلة يزعج الكيان الصهيوني، ويزعج جهات بات من صالحها زعزعة أمن الاردن واشغاله على الجبهة الشمالية، في وقت تقف قواتنا الباسلة وبكل حذر ويقظة وصلابة على الحدود الغربية لمواجهة كل مخططات التهجير التي يدبرها العدو الاسرائيلي.
حرب المخدرات، قضية يحاربها الاردن عسكريا وامنيا وبحثها سياسيا ودبلوماسيا من خلال جامعة الدول العربية ولقاءات وزيري خارجية الاردن وسوريا ومن خلال اجتماعات القادة الأمنيين في البلدين، لكن المشكلة تتفاقم دون حلول، ..ورغم كل ذلك الا ان ما يجري على الارض يؤكد ان المؤامرة على أمن واستقرار الاردن مستمرة وممنهجة.
جيشنا درع الوطن ومنعته..وقواتنا الباسلة التي لعبت دورا انسانيا في مختلف دول العالم كقوات لحفظ السلام، وهي التي تقوم اليوم بدور انساني لتقديم المساعدات الانسانية من خلال المستشفيات الميدانية في غزة والضفة، والتي قامت حتى الآن بخمسة انزالات جوية على المستشفى الميداني في غزة هي نفسها تلك القوات الباسلة الصلبة التي تضرب بيد من حديد كل من تسّول له نفسه النيل من ثرى هذا الوطن ومن شعبه الواثق والملتف حول قيادته الهاشمية وجيشه الساهر على حمايته على جميع الجبهات، ليبقى الاردن كما هو دائما عالي الهامات شامخا بكرامته وعزته..وكما قال جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة في خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة التاسع عشر:
« سيبقى وطننا صامدا تحميه زنود النشامى من أبناء القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأجهزة الأمنية، الذين قدموا التضحيات جيلا بعد جيل، وحموا الوطن بالمهج والأرواح، في سبيل إعلاء رايته، والحفاظ على منعته وقوته، ليبقى عزيزا مهابا «.