الانزالات الجوية بقيادة الهاشميين فداء لغزة
جفرا نيوز - أ.هاشم أيمن العفيشات
عندما تتجاوز المواقف تحديات الأرض وتصعد فوق صعوبات تفرضها الظروف، وترتقي بالحلول إلى أجواء السماء،تظهر البطولة والتفاني والعزيمة , في هذه اللحظات، يظهر نبل الحضور والمساعدة والعون، ويأتي ذلك بفضل نشامى القوات المسلحة الاردنيه (الجيش العربي)، من خلال سلاح الجو الملكي، والخدمات الطبية الملكية , يقومون بتنفيذ توجيهات جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الاردنيه ، الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ، و بمتابعة حثيثة بشكل شخصي من قبل سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، في نقل المساعدات والعون إلى توفير المعدات الطبيه في المستشفى الميداني الأردني 76 في غزة و قد تمت عمليات الإنزال الجوي خمس مرات، آخرها كانت بقيادة الهاشميه سمو الأميرة سلمى بنت عبدالله. وما زالت هذه الجهود مستمرة لتقديم المزيد من الإنزالات الضرورية
الأهالي في غزة يرون في المستشفى الميداني في غزة، والمستشفى الثاني في خان يونس، أمورًا أكثر أهمية من بين جميع المواقف والمساعدات التي تم تقديمها لهم في مواجهة الآلة الحربية الإسرائيلية. يعتبرون دعم المستشفيين دعمًا حقيقيًا وعمليًا للأهل في غزة، وللمنظومة الصحية الفلسطينية والغزية. هذا الدعم يتجلى بشكل ملموس ويصل إيجابياته بشكل فعّال إلى الأهالي في غزة. وهو تفاعل عملي يتجاوز الكلمات التي قد تصاغ ببراعة بواسطة الأقلام، لكن يظل ملموسًا وعمليًا و وجدانيا في خدمة الأهل في غزة
و بما نراه و نسمعه من قصص الأهالي في غزة يوميًا، حيث يروون تفاصيل حياتهم اليومية، يظهر بوضوح الشكر والامتنان نحو وجود المستشفيات الميدانية في غزة والضفة الغربية بشكل بارز. يتجلى إيمانهم بأن الأردن يمثل السند والدعم الحقيقي الذي يساعد في صمودهم , يثقون بقوة أن الحلول لأوضاعهم الصعبة ستأتي من عمان، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني و ولي عهد الامين ، الذي يعمل بجدية على تسليط الضوء على قضيتهم على المستوى العالمي بكل وضوح وشفافية. هذا يجعلهم يعبرون عن امتنانهم المستمر تجاه الأردن، الذي يشاركهم في تجاربهم الصعبة والسهلة، ويعيش معهم "الحلوة والمرة" كما يعبِّرون عنها بألسنتهم ومواقفهم
في التركيز على الإنزالات الجوية التي تمت بتوجيهات ملكية سامية، أُجريت نهاية الأسبوع الماضي عملية إنزال جوي جديدة بواسطة طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي. قادت هذه العملية صاحبة السمو الملكي الأميرة سلمى بنت عبدالله، حيث قُدِّمت مساعدات إغاثية وعلاجية عاجلة للمرة الخامسة باستخدام المظلات إلى المستشفى الميداني الأردني في غزة/76. تأتي هذه الخطوة كجزء من استمرار جهود المملكة الأردنية الهاشمية في دعم الإخوة في ظل الحرب على قطاع غزة. تهدف إلى تعزيز وتطوير إمكانيات المستشفى وزيادة قدرة الكوادر الطبية على تقديم خدمات صحية وعلاجية، بهدف تخفيف معاناة الجرحى والمصابين في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها
يُظهر الإنزال حالة هامة بما أن الأردن يظل إلى جانب الأهل في غزة، وأن المستشفى الميداني يستمر في العمل دون انقطاع. يتضمن ذلك دعمًا نفسيًا كبيرًا للأهالي في غزة، بالإضافة إلى الدعم المهني لجميع المؤسسات والجهات الصحية والطبية التي تواجه تحديات كبيرة وتقف على حافة الانهيار في ظل الأوضاع الصعبة. يُعتبر هذا الدعم، الذي يتضمن إيصال المساعدات والدعم العملي، خطوة مهمة للأمام ويُعَدُّ إنجازًا يتجاوز التحديات الكبيرة التي فرضتها الحرب التي امتدت لنحو قرابة الثمانون يومًا. كانت هذه الحرب قاسية على البشر وعلى جميع القطاعات، وعلى رأسها القطاع الصحي.
بالطبع، استخدام الإنزالات الجوية يعد تكتيكًا يتم اللجوء إليه في مختلف الحالات، ولكن يتم ذلك بشكل رئيسي لتجاوز صعوبات الحروب الجارية على الأرض و يتطلب هذا التكتيك مهارات احترافية وتعاونًا مشتركًا مع نشامى "المظليين"و إن إنجاز مثل هذه المهمة يحمل دلالات هامة ويتطلب مهارات استثنائية، وهو ما يتميز به نشامى الجيش العربي دائمًا. في أذهانهم، يكون هدفهم الرئيسي تقديم العون والدعم للأهل في غزة، وذلك تنفيذًا لتوجيهات جلالة الملك والذي وجه بأن ( هذا واجبنا لمساعدة الجرحى و المصابين الذين يعانون جراء الحرب على غزة و سيبقى الاردن السند و الداعم و الاقرب للشعب الفلسطيني وهم الجسد الواحد) .