العبث بالعملات الوطنية فعل يفـرض تغليظ العقوبات ..و"المركزي" يُعلق
جفرا نيوز - محمود كريشان
لا شك أن الأوراق النقدية تمثل أحد مقومات المواطنة الصادقة، والتي يجب المحافظة عليها من الجميع والامتناع عن الإساءة إليها، لأن العملة رمز مهم للعلاقة الاقتصادية والاجتماعية، وأداة أساسية لكسب الثقة بالاقتصاد الوطني وحمايته، وبالطبع فإن الإساءة إلى العملة الوطنية تشكل مساً صارخا بسيادة البلد وأن كلفة طباعة الأوراق النقدية تتحملها المجموعة الوطنية بأسرها وأن الوظائف المسندة للعملة لا تتماشى واستعمالها كسند و وسيلة للتعبير عن العواطف والآراء وغير ذلك من الافعال المخالفة العابثة.
وهنا ، فإن العبث بالعملة الوطنية من قبل بعض الأشخاص الذين يتعمدون تشويه العملة الاردنية من خلال الكتابة عليها أو تمزيق أجزاء منها أو إتلافها من خلال الاستخدامات الخاطئة والفوضوية، لا يعكس فقط صورة غير حضارية مسكوت عنها حتى الآن، بل بفعلهم السلبي هذا وتصرفهم السيئ يلحقون اضرارا وخسائر كبيرة بالعملة الوطنية.
ماذا يكتبون على العملة؟
وتم تسليط الضوء على هذه الظاهرة السلبية مع التقصي عن الأسباب التي تدفع الناس لتشويه العملة الوطنية بالكتابات المختلفة، حيث كان رد أحد أصحاب محال الجزارة في وسط البلد بمثابة عذر اقبح من ذنب عندما أجاب قائلا: «ان ضغوط العمل والسرعة تمنعنا من استخدام دفتر خاص لتدوين الملاحظات والحسابات، لذلك نلجأ للكتابة على النقود كون عملية الكتابة عليها تتم بشكل سريع»!..
اما احد تجار الخضار فقد قال إنه يتلقى يومياً أموالاً كثيرة ثمن الخضار من التجار والحل الوحيد لتوثيق كل مبلغ مع مصدره هو حزم العملة مع بعضها بالمطاط، وكتابة عددها ومصدرها على تلك العملات.
والكتابة على العملات ظاهرة اجتماعية سلبية تمارسها فئة كبيرة من الناس ممن يحاولون بكتاباتهم الكشف عن عواطفهم الاجتماعية والنفسية والرياضية، أو من أجل أن يخلدوا ذكرى ما لمناسبة سعيدة وربما حزينة، فنرى بعض العبارات التي يكتبها البعض على العملات الورقية وبكافة الفئات النقدية، بل وامتد الامر الى تدوين ارقام هواتف البعض بالإعلان عن خدمات طراشة المنازل وصيانتها وما شابه ذلك من ممارسات شائهة، تجعل الباعة والتجار ومحطات الوقود وغيرها يرفضون هذه العملة من الزبائن، مشكّكين في انها مزورة، او لأن الزبائن سيرفضونها في حال ردها، نظرا للتلف الذي اصابها.
البنك المركزي
امام ذلك قال مصدر مسؤول في البنك المركزي الأردني، إن البنك يحرص على أن تتوافر في أوراق النقد سواء من حيث خصائصها أوشكلها أوصورها ما يوفر الثقة في التعامل على المستوى الوطني أو الخارجي، مؤكدا ان العملة الوطنية تعد رمزا من رموز السيادة الوطنية لذلك يجب المحافظة على جودة أوراق النقد، واستعمالها بما يليق بسمعة الوطن.
وأشار إلى أن أي استخدام للعملة الوطنية يخرج عن غاياتها أو أي إتلاف أو تشويه أو استخدام متعمد يتسبب بإعاقة قبول أوراق النقد في التداول، ويعتبر عملا غير مشروع ويلحق الضرر بالمصلحة الوطنية ويعرض فاعله للمساءلة القانونية.
الى ذلك.. لا يوجد رقم دقيق لخسائر الاردن من مخزونه النقدي بسبب الكتابة على العملات وإتلافها، لكن اقتصاديين اكدوا ان ثمة إحتياطي عملة ضخما تم تشويهه وإتلافه بطرق متعددة منها الكتابة والتدوين على النقود الورقية، إضافة إلى تلفها خلال الاستخدام والتداول بطريقة عشوائية.
عموما.. لا يمكن أن تمر هذه العادة السيئة دون أن تترك آثارها السلبية على العملة الاردنية، فمن دون شك أنّ الكتابة على النقود الورقية تشوه قيمة العملة معنوياً، ويعطي انطباعاً سيئاً عن استخدام الاردنيين لنقودهم بسبب سوء الاستخدام من استخدامها في التدوين إلى وضعها في جيبة القميص بشكل عشوائي إلى بعثرتها واهترائها، من خلال الإستهلاك العشوائي للنقود.
ولابد ان نعترف هنا أن الخطأ الأكبر هو تطبيق سيناريو الاستخفاف بالعملة الوطنية، حيث ان الجهات المسؤولة عن طرح العملة في الاسواق مسؤولة بسبب غياب القوانين الرادعة او التراخي في تفعيلها وتطبيقها بصورة حاسمة، نظرا لكون غياب الإجراءات الرادعة هو السبب الأكبر لما وصلت إليه حالة النقود الورقية الأردنية.
الدستور