المجالي: الأردن هي الرئة التي تتنفس منها فلسطين (صور)

المجالي: الأردن الرئة التي تتنفس منها فلسطين وأمن بلدنا وثبات موقفه يعني أمن وإستقرار المنطقة

*نظرية الجيش الذي لا يقهر سقطت منذ يوم (7) أكتوبر وجرائم إسرائيل تعتبر إرهاب دولة

*المجتمع الإسرائيلي لا يتحمل المزيد من القتلى لديهم والقصف الهمجي قلب الرأي العام العالمي وعزز مركز الثقل لدى حماس

*أي شيء لا يتعارض مع المصلحة الاردنية فهو مرحب به والتهجير القسري مرفوض قطعيًا بأوامر صارمة من الدولة الأردنية

*بعد 70 يوما من الحرب الإسرائيلية على غزة لم تحقق قوات الإحتلال أي من الأهداف المعلنة

جفرا نيوز/ محمود كريشان

قال العين حسين هزاع المجالي إنني لم أرى في حياتي شخصا يحترق قلبه، ويقف كالجبل الشامخ، في مواقفه تجاه القضية الفلسطينية، مثل جلالة الملك عبد الله الثاني، حيث أن جهود جلالة الملك في حشد الرأي العام العالمي عبر القنوات الدبلوماسية، وإستثمار المكانة التي يحظى بها جلالته في المجتمع الدولي، لوقف العدوان على قطاع غزة، وردع الجيش الإسرائيلي المستمر في عملياته الإجرامية بقتل الأبرياء بدم بارد، وحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، إزاء ما يجري في غزة، وأن مواقف جلالته المشرفة تمثل الأردنيين جميعاً في دعم أهل غزة في مواجهة الظلم والعدوان الإسرائيلي الغاشم، وتقديم كافة أشكال المساعدات لهم.

وأضاف في لقاء حواري إحتضنه نادي السلط ونظمته جمعية تنمية الديمقراطية تحت عنوان "الموقف الأردني من أحداث غزة": أن علاقتنا في فلسطين تختلف عن علاقتنا مع أي دولة اخرى، فالأردن هي الرئة التي تتنفس منها فلسطين، وأن أمن الأردن وإستقراره وثبات موقفه يعني أمن وإستقرار المنطقة، وأن الأردنيين ورثوا عن أجدادهم قيم الإيثار والتضحية من أجل فلسطين والدفاع عن أرضها، وإن ما يحدث في غزة وفي الضفة، ينعكس بشكل كبير على الأردن، وليس فقط من ناحية إقتصادية، حيث أن الخطر الأول التهجير والثاني هو أن يكون حل مستقبلي يؤثر على الأمن الأردني فأي ترتيب يحصل له تأثير وإنعكاس مباشر على الأردن، وأن الأردنيين يجددون دعمهم بقوة لقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية في دورها العظيم في حماية الأردن وأهله ومن يعيش فوق أرضه، ونقف خلف قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، بكل حزم، في وجه كل من يتعمد الإساءة إلى أمن وإستقرار الأردن.

وتحدث المجالي في عدة محاور تتضمن التحليل الإستراتيجي للموقف العسكري كمركز ثقل جيش الاحتلال والمقاومة، وأثر الصراع على الأردن ودول الإقليم وقال: لحسابات اللحظة الراهنة في قطاع غزة المحاصر، نحن أمام مشهد هلامي يتميز بالضبابية الشديدة وعدم الوضوح لما ستؤول اليه الأحداث، كل يوم متغيرات جديدة، فالكيان الصهيوني، يتعامل مع الموقف وكأن الصراع بدأ في السابع من اكتوبر ولم يبدأ من نكبة عام 1948 وهُنا لا بدَّ من الإشارة إلى إختلاف دلالات النصر عند الطرفين، ومفهوم مقاومة المحتلّ في ظلّ عدم تكافؤ في موازين القوى العسكرية بين الجانبين، فالمقاومة الفلسطينية، تجسيدٌ حديثٌ للحروب غير المتكافئة التي خاضتها الشعوب المستعمَرة وإنتصرت فيها في آخر المطاف، ورغم مشاهد القصف الجنونى والعشوائى وأشلاء ودماء للأطفال والنساء، ودمار للبشر والحجر، فالمقاومة حتى الآن نحو الصمود قادرة ومستمرة، وأعتقد أن سر ذلك النجاح، يعود الى تهيئة أهل غزة والمدن الفلسطينية على التحمل وعلى الثبات وإنتظار الشهادة من أجل القضية، وهو ما يُصعب على المُحتل تحقيق أهدافه.

وأشار إلى أنه وبعد 70 يوما من الحرب الإسرائيلية على غزة، لم يتحقق أي من الأهداف المعلنة، مثل القضاء على حكم حماس وتقويض قدراتها العسكرية وإستعادة الأسرى من غزة، وإيقاف اطلاق الصواريخ من الأماكن التي تدخل إليها، وضرب الحاضنة الشعبية لها، وإلقاء القبض على قادة المقاومة وإغتيال قادتها البارزين، وهذا مؤشر على ان الإحتلال في حالة تخبط وفقدان للإتزان في إتخاذ القرار الإستراتيجي والعملياتي، لكن الإحتلال البربري يعيش مرحلة تهاوي أمني كانت تقوم منذ خمسة وسبعين عاما على قوة الردع والأسوار وعلى دعاية الجيش الذي لا يقهر، لكن هذه النظرية سقطت خلال ساعات و لن تعود هذه الصورة كما كانت عليه، فما يجري اليوم من منسوب الإنتقام والقتل العشوائي هي جريمة حرب مكتملة الأركان ضد الإنسانية ويمكن وصفها بإرهاب الدولة.

ونوه المجالي أن ما تشهده اليوم فلسطين المحتلة، هو بمثابة تحول نوعي على صعيد القضية الفلسطينية، فالمقاومة وضعت نفسها على سكة تحرير فلسطين وبالمقابل وضعت إسرائيل على سكة زوال المشروع الصهيوني، فإسرائيل ذاتها لا تعرف إلى أين تسير الأمور، لأنها ببساطة لا تستطيع القضاء على عقيدة المقاومة، حتى لو تمكنت من القضاء على حماس عسكريا، فإن الأمر لن يكون سوى مسألة وقت ينهض فيه جيل جديد من الفلسطينيين ليملأ الفراغ مكانها، وأعتقد مرحليا أن هناك بعدين لسير مجريات الاحداث، على المدى القريب، سيستمر الكيان الصهيوني في إمعانه الهمجي لتغطية فشله العسكري، أما في الأمد البعيد، فهذا يتوقف على صمود صراع الإرادة وعض الأصابع بين الطرفين، المقاومة تراهن على ذلك جيدا والكفة في صالحها لأن لديها روح إستشهادية مرتبطة بمشروع كبير بالتحرر وهذا يحتاج الى تضحيات جسام، أما المجتمع الإسرائيلي لا يتحمل كلفة المزيد من القتلى لديهم، وأن القصف الهمجي الإسرائيلي تجاه الأبرياء العزل ودور العبادة والمستشفيات والمدارس الذي قلب الرأي العام العالمي وعزز من مركز الثقل لدى حركة حماس .


ولفت أنه وعليه هناك إحتمالات وسيناريوهات عديدة تجاه الواقع حاليًا في فلسطين المحتلة، فمقابل محاولة تعويض إسرائيل للضربة القوية جدًا التي تعرضت لها صبيحة السابع من أكتوبر تلجأ الى إحداث الدمار الشامل في غزة، وهذا المنطق لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية وهو مرشح إلى التصاعد بشكل تدريجي وبالتالي هنالك إحتمالات عديدة أن لا تبقى المواجهة مقتصرة على محور غزة أو في الداخل الفلسطيني، وعلينا أن نعلم أن القضية الفلسطينية لن تختفي بسهولة، ولن يذهب الفلسطينيون إلى أي مكان كما حصل في الأعوام 48 و67 بل هم اليوم أكثر تصميما من أي وقت مضى على التشبث بأرضهم والتخلص من الإحتلال.

وبين المجالي أن هناك عدد كبير من القتلى والجرحى في جيش الاحتلال وقد حققت المقاومة نصرًا لم يُحقق من قبل حتى من اي جيش نظامي، خاصة وإننا تخطينا اليوم الـ(70) للمعركة الغير المتكافئة من ناحية للعدة والعتاد والتكنولوجيا، لكن المقاومة تسلحت بالعقيدة والإيمان بالوطن وبحب الوطن، وإن أردنا حساب الخسارة او النصر فالنصر حُقق في السابع من أكتوبر بعد أن فقدت إسرائيل البُعد التكنولوجي، وعيما أن نعلم أن منطقة غزة مكونة من ثلاث فرق تحتوي على (8-9) ألوية قتال وتعززت بـ(6) قوات اي ثلثي القوة لجيش الاحتلال على مساحة تقارب مساحة محافظة مأدبا، وأنه لو أُبيدت حماس ومنظمات المقاومة الأخرى فقد اخطأ الاسرائيليين خطأ فادح فقد نقلوا فكر المقاومة من داخل غزة من مجموعة صغيرة الى العالم الاسلامي والعالم العربي والعالم الحر، وإذا نجحت إسرائيل في مخططها على غزة فسينعكس باليوم التالي على الضفة الغربية سواء بالتهجير وغيره، لكن نصر المقاومة هو أكبر رادع لهذه النهاية.

وحول الأردن، أكد المجالي ان أي شيء لا يتعارض مع المصلحة الاردنية فهو مرحب به، مؤكدًا على أنه التهجير القسري مرفوض قطعيًا وان هذه أوامر صارمة من كافة مؤسسات الدولة الأردنية، وذلك ليس لاننا لا نريد ان نستقبل اخواننا انما من اجل الحفاظ على فلسطين، وان موقف الاردن واضح وجلي، ولا نستطيع أن نكون فلسطينيين اكثر من الفلسطينيين ولن نعيد ما حدث خلال أزمة عام 1990 عندما أصبحنا عراقيين أكثر من العراقيين،
وان الاردن لن يكون شرطي يعمل لمصالح جهة ما في الاراضي الفلسطينية، وأن اسرائيل سترضخ للسلام ولحل الدولتين، خاصة وأن معاهدة السلام ضرورة قصوى ووجودها ضمانة لكل شيء.

من جانبه قال رئيس جمعية تنمية الديمقراطية الاستاذ نضال الدباس: نقف اليوم عاجزون عن التعبير بكل مفردات اللغة العربية أمام عدوان أحمق همجي بربري لا يميز الطفل عن كبير السن فالقتل طريقهم ولكن صمود أبناء غزة أقوى من أسلحتهم المتطورة ، فهذا صمود عن عقيدة وإصرار بالحفاظ على حقوقهم وأرضهم، وأن الموقف الأردني كان ولا يزال واضحا وضوح الشمس لا يساوم ولا يحابي ويحافظ على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وأن الأردن كان على مدى مئة عام قلعة الإعتدال والعقلانية والواقعية ويتعلم من تجاربة القاسية، يخرج من أزماته شامخا، وسيكون للأردن دورا مهما ومؤثرا في المرحلة القادمة على صعيد تسوية القضية الفلسطينية وإعادة الحقوق لأصحابها أو على صعيد أجندات المنطقة التي سيجري ترتيبها لاحقا.

بدوره أشار رئيس بلدية السلط الكبرى المهندس محمد الحياري إلى وقوف الشعب الأردني مع مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني والذي بذل جهود كبيرة على المستوى الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على أهلنا فلسطين المحتلة و قطاع غزة، مؤكدا الإعتزاز بقواتنا المسلحة الجيش العربي و جميع أجهزتنا الأمنية الساهرة للحفاظ على أمن و آمان هذا البلد، داعيا الله ان يحفظ الأردن وقيادته وأن يبقى واحة مستقرة للأمن والأمان