الملك في المنتدى العالمي للاجئين بجنيف.. أصدقائي لننجح مساعينا
جفرا نيوز - بقلم حسين دعسة
لحظة من تاريخ العالم المعاصر، حددها ونبه لها الملك عبدالله الثاني، قال كما اعتاد ان يواجهه المجتمع الدولي: ».. ومع توجه كل الأنظار نحو غزة، يتعين على المجتمع الدولي، أن يدرك أكثر من أي وقت مضى؛ أن الحلول المؤقتة لم تعد ممكنة، وأن الأزمات العالمية تستوجب التشارك في تحمل المسؤولية على المدى الطويل».
الملك يعاين بذكاء وفكر سياسي متنور مع «المنتدى العالمي للاجئين (GRF)»، متغيرات العالم الجيوسياسية والأمنية والإنسانية، وسط منصة دولية في جنيف/سويسرا، مع قادة وزعماء ومنظمات عالمية في أكبر تجمع دولي بشأن اللاجئين، والذي يعقد كل أربع سنوات، وعمليا:هو منتدى الاستجابة العالمية لعام 2023، الذي دعت اليه، إضافة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، كل من كولومبيا وفرنسا واليابان وأوغندا، وتشترك في استضافته سويسرا والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
في افتتاح المنتدى، حيا الملك عبدالله الثاني، في كلمة الافتتاح، الدول التي ساندت دعوة المملكة، مقدرا:"إدراكها الحاجة إلى تسليط الضوء على أزمة اللاجئين كقضية عالمية كبرى، وهي قضية يعرفها الأردن جيدا».
* قضية اللاجئين.. والحرب على غزة
حرص الملك الهاشمى، على وضع دول العالم في تصورات صعبة، وهي الناتجة عن الحرب العدوانية التي تتوحش فيها حكومة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ولفت كيف يجاهد جلالته في بذل الجهود الدبلوماسية والسياسية والأمنية لمنع تصعيد الحرب، وإيقاف الحرب وتهجير سكان القطاع خارج فلسطين المحتلة، محذرا من أزمة لجوء خطيرة على الأردن ومصر ودول الجوار، وصولا الى دول العالم، وقال الملك كلمة، تنبه إلى ما قد يحدث:
"قبل بضعة أشهر، تحدثت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وحثثت العالم على عدم نسيان اللاجئين السوريين. والآن، بينما نجتمع نجد أنفسنا نتعامل مع أزمة نزوح أخرى في المنطقة، فقد اضطر أكثر من 1.9 مليون فلسطيني في غزة، والكثير منهم يعد من اللاجئين، إلى الفرار من منازلهم داخل القطاع وسط حملة قصف متواصلة».
يدرك الملك رؤيته الهاشمية السامية، أن الأزمة في توسع تصطدم معيقات محاورات ومراكز قوى دولية متباينة، ولكنه يصر، بوعي وفكر هاشمي، سياسي متنور انه:..» ومع توجه كل الأنظار نحو غزة، يتعين على المجتمع الدولي أن يدرك أكثر من أي وقت مضى أن الحلول المؤقتة لم تعد ممكنة، وأن الأزمات العالمية تستوجب التشارك في تحمل المسؤولية على المدى الطويل».
وقفة سياسية إنسانية، يقفها الملك، تحمل قوة واستقرار وحيوية خيارات المملكة في الأمن والأمان، فالملك يعي ان في منتدى GRF، اجتماعات رفيعة المستوى مع كبار المسؤولين الحكوميين، وكذلك الشركاء من المنظمات غير الحكومية والدولية، حول موضوعات تشمل توظيف اللاجئين وريادة الأعمال، وإشراك القطاع الخاص، والحلول للاجئين حول العالم، وأيضا فرص للتنسيق وزيادة الوعي بين المانحين لتعزيز الحلول الإقليمية للنزوح القسري، وتعزيز الجهود التي تبذلها الحكومات في شبكة دبلوماسية إعادة التوطين، وهي مبادرة متعددة الأطراف أطلقتها الولايات المتحدة في عام 2022 لدفع المشاركة الدبلوماسية الاستراتيجية بشأن إعادة توطين اللاجئين وحمايتهم على مستوى العالم، ويحرص الملك، على توضيح صورة العلاقة السياسية الإنسانية التي تعزز عمل الدولة الأردنية مع قضايا اللاجئين، إذ يستضيف الأردن ما يقارب 4 ملايين لاجئ من جنسيات مختلفة، بما في ذلك حوالي 1.4 مليون سوري. يمثل اللاجئون بالمجمل أكثر من ثلث سكاننا البالغ عددهم نحو 11 مليون نسمة، ويذكر الملك العالم بأن » منح الملاذ الآمن للاجئين جزء لا يتجزأ من المبادئ الوطنية الأردنية، خصوصا في هذه المنطقة المضطربة، فلا يمكننا أن ندير ظهورنا لهم لأن ذلك يتنافى مع صميم هويتنا. لكن الأردنيين يشعرون بشكل متزايد بأن العالم يدير ظهره لهم، ويتجاهل جهودهم مستضيف للاجئين».
.. «أصدقائي،.. »..
كلمة جميلة سامية، رؤيتها هاشمية، فيها المحبة والجمال، والتسامح ووعي ثقافة الأردن الوطني، الإنساني، الذي ينظر للعالم من سردية الصداقة ولكن مع انماء الحقوق ولهذا فالملك خاطب العالم بروح ثقافة الأردن، التي تنظر للعالم، من منظور الصداقة والسلام،.. ولهذا يريد الملك عبدالله الثاني إن ينجح مساعي منتدى جنيف.