جنرالات الجيش والأمن في حضرة الملك.. أسهم اللقاء وصلت القاصي والداني والأجندة على الأدراج
جفرا نيوز - فرح سمحان
أخبر الملك يوم أمس خلال لقائه رؤساء هيئة الأركان المشتركة وعددا من مديري الأجهزة الأمنية المتقاعدين ما يدور في ذهنه برسائل وصلت أسهمها للقاصي والداني حول موقف الأردن من القضية الفلسطينية وإعادة الحديث عن التهجير بوصفه خطا أحمر، والتأكيد على أن الحل لن يكون على حساب الأردن وأمنه أو التشويش على شعبه وتوجهاتهم العامة.
الاجتماع الذي حمل طابعا أمنيا بحتا هو رد في التوقيت المناسب على سيناريوهات مفتعلة كانت تريد أخيرا إدخال الأردن في متاهة الفتن وزعزعة الجبهة الداخلية ، في وقت تريد إسرائيل أن تصبح المملكة ممرا لتنفيذ مخططاتها بالتهجير وفصل الضفة عن غزة وتصفية القضية ، الأمور التي تطرق لها الملك بحزم وعزم على التصدي لها أن لزم الأمر ورد الصاع صاعين .
المراهنة كذلك على وعي الشعب الأردني وثقته بقيادته وأجهزته الأمنية هي ليست وليدة اللحظة ولا مربوطة فقط بأحداث غزة ، فالأزمات التي مر بها الأردن كثيرة والضغوطات الخارجية تتأرجح من هنا وهناك ، حتى أن الملك أشار في حديثه مع جنرالات حاليين وسابقين إلى عدم الالتفات للأصوات التي تحاول إبعادنا عن خدمة الأشقاء الفلسطينيين وخلق فجوة بين البلدين بطرق بخسة .
المدرسة الأمنية الأردنية تعرف كيف تطبيق مضامين الرسالة الملكية بتوقيت حاسم دون ترتيب لأن الأجندة محسوبة وخارج الأدراج، وهذا ما يفسر سبب اجتماع الملك مع جنرالات أمنيين وعسكريين في نطاق هو أبعد من أن يقتصر فقط للحديث عن الحرب على غزة ودور المملكة تجاهها، تحديدا وأن التلغيز حول أصوات تحاول إحداث "الكركبة" كان أمرا لافتا بالنسبة للملك في توقيت يعتقد فيه البعض أن بيئة المملكة أصبحت خصبة للنيل من وتيرة الأمن والسلم المجتمعي ، وبالتالي الرد الملكي الأمني سد الباب أمام مخططات "عرابيد الأزمات" .