الفيتو».. ورخصة القتل!
جفرا نيو ز : د. عبدالحكيم القرالة
كما العادة والمتوقع تدخل الفيتو الأميركي وأفشل مشروع قرار يدعو لوقف فوري لاطلاق النار في غزة، مانحا رخصة فعلية لاستئناف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ما يعني بالضرورة زيادة جرائم الحرب التي تنتهكها آلة الاحتلال العسكرية ضد المدنيين في غزة.
فرصة ذهبية كان على الولايات الولايات المتحدة الامريكية اقتناصها للحفاظ على صورة دولة الحريات والمُحافظة على حقوق الانسان وضربة قاصمة للدولة الانموذج كما تسوق ذاتها، وفضح لنفاق الادعاء بالاهتمام بحياة المدنيين ويدق مسمارا آخر في نعش مصداقية الولايات المتحدة في تعزيز حقوق الإنسان.
وجاء التصويت الاخير، بعد لجوء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي سمحت له بالدعوة إلى اجتماع لمجلس الأمن بشأن قضية قد تؤدي إلى تفاقم التهديدات القائمة لصون السلام، سعياً للوصول الى تبني قرار يوقف هذه الجرائم وهذا العنف الذي ستطال شراراته أمن المنطقة والعالم..
لم تكن المرة الاولى التي توضع فيها قضية العدوان على غزة على طاولة أبرز وأهم جهاز أممي بل المحاولة السادسة للتوصل إلى توافق في واتخاذ قرار بشأن الحرب والعنف المستمر، فوجه الفيتو الأميركي ضربة موجعه
للشرعية الدولية ممثلة بميثاق الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، الذي عطل وأصيب بالشلل.
هذا الفشل لمجلس الأمن في وقف العدوان يعد وصمة عار ورخصة جديدة لاستمرار القتل والدمار والتهجير، وبمثابة مشاركة مباشرة مع دولة الاحتلال في قتل الفلسطينيين، ما أنتج ردود فعل غاضبة ومنددة بهذا الفيتو الأميركي الذي شكل غطاء صارخ للعدوان والاجرام على الاشقاء الفلسطينيين بطريقة تنافي الاخلاق والانسانية وتواطؤ في جرائم الحرب التي ترتكبها الة الحرب الاسرائيلية.
ما حدث يشكل تعطيل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتقويض مصداقيته وقدرته على الوفاء بتفويضه للحفاظ على السلم والأمن الدوليين ومخالف للشرعية الدولية وميثاق الامم المتحدة وللنظام الدولي المبني على القواعد.
إجمالاً، الفيتو الأميركي من مختلف الابعاد يمثل رخصة للقتل وغطاء شرعي فاضح في ظل دعم لامحدود استمرأت معه آلة الحرب الاسرائيلية العنف والاجرام والابادة بحق المدنيين والأعيان المدنية في قطاع غزة، ما يتطلب من الولايات المتحدة أن تتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية والإنسانية تجاه ما يجري..
صناديق ممتلئة بالأصوات هنا وهناك. فنظام الأحزاب الطائفي مغلق وكل ما يتناثر من أسراره هو نوع من الوشايات والتلفيقات والتكهنات التي لا تمت إلى حقيقة ما يجري بصلة.