الانتصار التراكمي
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
ليست عملية طوفان الأقصى يوم 7 تشرين أول أكتوبر 2023، أول العمليات الناجحة ضد المستعمرة واحتلالها، ولن تكون الأخيرة طالما بقي الظلم والاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني الحق لجزأيه: 1- الحرية والاستقلال للصامدين الباقين في مواجهة الاستيطان والاحتلال، 2- العودة للاجئين المشردين أبناء المخيمات، للمدن والقرى التي طُردوا منها وتشردوا عنها، واستعادة ممتلكاتهم منها وفيها وعليها.
نتائج عملية أكتوبر، غير المسبوقة، ضد المستعمرة، غير مسبوقة بالقسوة والخسائر والقتل والدمار، باستثناء نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، بعدد كبير من المجازر والتطهير العرقي والإبعاد والتشرد، شمل إزالة 534 قرية، وفقدان 11 مدينة فلسطينية أهلها وسكانها، وتشريدهم بعد مجازر جماعية وفردية.
القتل المتعمد المنهجي لأكبر عدد من المدنيين الفلسطينيين وتدمير بيوتهم ومنشآتهم المدنية، خلق حالة من الاستفزاز واليقظة لدى الشعوب الأوروبية، باتجاهين أولهما الانحياز والتعاطف والتضامن مع الشعب الفلسطيني، وثانيهما الانكفاء والابتعاد والنقد لسلوك المستعمرة وسياساتها.
رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز برفقة رئيس وزراء بلجيكا الكسندر دي كرو، زارا مركز الحدود المصرية الفلسطينية، بخطوة سياسية، شجاعة غير معهودة، تضامناً وتعاطفاً وانحيازاً لمعاناة الشعب الفلسطيني، ورفضاً لسياسة المستعمرة وسلوكها الهمجي الدموي التدميري بالقتل والقصف للمدنيين.
أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيرتش، بعث برسالة يوم الأربعاء 6 كانون أول ديسمبر 2023، موظفاً صلاحياته وفق المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ قرار وإجراء ملزم يتضمن وقف إطلاق النار، وإرساء هدنة إنسانية، في قطاع غزة.
رئيس الوزراء الإسباني كتب رداً على أمين عام الأمم المتحدة قوله: «إن الكارثة الإنسانية في غزة، لا تُطاق، أُعبر عن دعمي الكامل للأمين العام للأمم المتحدة في تفعيله المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة»، ودعا «الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية».
وزير خارجية المستعمرة إيلي كوهين، رفض دعوة غوتيرتش، في وقف إطلاق النار، واعتبر أن ولايته تمثل تهديداً للسلام العالمي، وأن موقفه يعتبر داعماً للإرهاب.
كما رفضت حكومة المستعمرة، موقف رئيس وزراء إسبانيا، واعتبرته داعماً للإرهاب، وتم استدعاء السفير الإسباني مرتين، وإبلاغه احتجاج حكومة نتنياهو، ووصفت موقف رئيس وزراء إسبانيا سانشيز، على أنه داعم للإرهاب.
الشعب الفلسطيني بصموده، وتضحياته، وبسالة مقاومته، يحظى بخطوات ومكاسب استراتيجية لصالح تفهم المزيد من وعي ويقظة الشعوب الأوروبية لعدالة قضيته وشرعية مطالبه، وكذلك الشعب الأميركي، والانحياز للشعب الفلسطيني والانكفاء عن دعم سياسات المستعمرة التوسعية العدوانية وسلوكها في التطهير العرقي ضد الفلسطينيين.
مكاسب تراكمية يحققها الشعب الفلسطيني تدريجياً، وخسائر تدريجية تواجه المستعمرة الإسرائيلية نحو الهزيمة والاندحار.