لماذا لا نطبق ما يقوله الفايز؟
جفرا نيوز- كتب جهاد ابو بيدر
بعيدا عن ما يحدث هذه الأيام في غزة من عدوان همجي على أهلنا هناك ومن قتل وتدمير من تتار هذا العصر فقد سمحت لي الظروف ان أسرق القليل من الوقت للحديث مع رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز حول الشأن المحلي والوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه.
الرجل يحمل افكارا كثيرة ويجتمع مع العديد من المختصين وأصحاب الرأي من اجل معرفة اذا امكن تطبيق هذه الافكار على أرض الواقع لإيجاد الحلول لارتفاع نسبة البطالة وتحسين الوضع الاقتصادي للمواطن الأردني الذي يعاني منذ عشر سنوات من وضع اقتصادي صعب جدا.
منذ ثلاث سنوات وفيصل الفايز يطرح فكرة الاستثمار في الزراعة ولكن ليس لهوامير البزنس وإنما للمواطنين من خلال توزيع اراضي عليهم لاستغلالها زراعيا في إطار تخطيط طويل الأمد لموضوع الامن الغذائي الذي تقوم معظم الدول اليوم بالعمل بشكل كبير على تحقيقه.
لدينا مساحات شاسعة من الأراضي التي تملك خزينة الدولة ما نسبته 75% منه ولا تتم الاستفادة منها اطلاقا اللهم الا وجودها بأسم الخزينة.
هذه الأراضي كما يقول الفايز في حال توزيعها على جمعيات تعاونية وأفراد وزراعتها سواء بأعلاف او قمح او حتى انواع اخرى ليست بحاجة للكثير من المياه كفيلة إلى الحد الذي سيحل مشكلة كبيرة من البطالة التي أصبحت هاجسا مرعبا لا حل له إلا بمثل هذه المشاريع التي لن تشكل عبئا على خزينة الدولة.
فما المشكلة في توزيع هذه الأراضي على المواطنين وزراعتها بما هو ممكن بدلا من جلوس معظم شبابنا على المقاهي فاقدين للأمل وطالبين الهجرة الى امريكا وأوروبا.
طبعا لست مختصا ولكنني كنت أوجه العديد من الأسئلة لدولة الرئيس الفايز حول واقعية طروحاته وإمكانية تطبيقها على الأرض وخصوصا وان حجة معظم مسوؤلينا تتعلق بمشكلة المياه فتكون الإجابات لديه سهلة ومرنة بأننا نملك مخزونا للمياه المعدنية التي يمكن أن يتم معالجتها بعدة طرق وتوفيرها للمواطن المزارع لانجاح مشروعه الشخصي.
الافكار تحتاج لان يستمع لها احد فعلا في السلطة التنفيذية والعمل على تطبيقها بخطة عمل وطنية لديها الارادة والقدرة على التحرك وخلع البذلات الفاخرة ولبس "الكاجوال" والتحرك في الميدان لا الجلوس في المكاتب وحضور الندوات والمؤتمرات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
الوضع القادم أسوأ من الذي مضى والمطلوب اليوم خطة وطنية حقيقية لتخفيف وطأة الوضع الاقتصادي الصعب فالافكار كثيرة وموجودة ولكنها بحاجة لارادة حقيقية تقرأ المشهد الاقتصادي بشكل صحيح فهذه مجرد فكرة واحدة من عشرات الافكار التي يحملها الفايز بجعبته ومنها الناقل الوطني وكيف يتم انشاء شركة مساهمة عامة تشارك بها البنوك والمؤسسات المالية والمواطنين وتحلية مياه البحر وغيرها من المشاريع التي سيكون لها أثر كبير في خلق فرص عمل للشباب الأردني بشكل كبير.
الافكار ستبقى حبرا على ورق اذا لم تكن هناك ارادة حقيقية في تحويلها من هكذا حالة إلى تطبيق على أرض الواقع