بلينكن ينتقد إسرائيل: فجوة بين النوايا المعلنة وحماية المدنيين

جفرا نيوز - أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن هناك فجوة بين نوايا الحكومة الإسرائيلية المعلنة لحماية المدنيين وبين عدد القتلى، في أشد انتقاداته العلنية لنهج إسرائيل في حملتها بجنوب غزة.

وأضاف بلينكن في مؤتمر صحفي عقب اجتماعه مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في واشنطن أمس الخميس "بينما نقف هنا بعد مرور ما يقرب من أسبوع على هذه الحملة في الجنوب… يظل من الضروري أن تولي إسرائيل أهمية لحماية المدنيين. لا تزال هناك فجوة بين النية لحماية المدنيين والنتائج الفعلية التي نراها على الأرض”.

وتقول إسرائيل إنها يجب أن تقضي على حركة حماس بعد الهجوم الذي شنته عليها قبل شهرين، وإنها تبذل كل ما في وسعها لإبعاد المدنيين عن الأذى بما يشمل التحذيرات من العمليات العسكرية.

وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن هاتفيا مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والعاهل الأردني الملك عبد الله على نحو منفصل أمس الخميس. وقال البيت الأبيض إن بايدن "شدد على الحاجة الملحة لحماية المدنيين وفصل السكان المدنيين عن حماس بوسائل منها ممرات تسمح للناس بالخروج بأمان من المناطق المحددة التي تدور فيها الأعمال العدائية”.

واستشهد أكثر من 17170 فلسطينيا وأصيب 46 ألفا، وفقا لوزارة الصحة في غزة، منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول عندما بدأت إسرائيل قصف القطاع بعد هجوم عبر الحدود نفذه مقاتلو حماس. وأدى هجوم حماس إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.

وقف إطلاق النار

استشهد المئات من الفلسطينيين عندما اشتبكت إسرائيل مع مقاتلي حماس في أكبر مدن قطاع غزة أمس الخميس، وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن عددهم بلغ 350 شخصا. وقالت إسرائيل إن قواتها قتلت عددا من المسلحين في خان يونس من بينهم اثنان خرجا لإطلاق النار من نفق.

وجددت الدول العربية مساعيها من أجل وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، وفي سبيل تحقيق ذلك طلبت دولة الإمارات من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التصويت صباح اليوم الجمعة على مشروع قرار.

وتعارض الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل وقف إطلاق النار وتقولان إنه سيعود بالنفع فقط على حماس. ومن المقرر أن يلتقي بلينكن مع كبار الدبلوماسيين من الدول العربية مثل مصر اليوم الجمعة في واشنطن.

وتم تعديل مشروع القرار لينص على "ضرورة حماية السكان المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين وفقا للقانون الإنساني الدولي” و”المطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن”.

ويتطلب تبني القرار موافقة ما لا يقل عن تسعة أصوات وعدم استخدام الدول الخمس دائمة العضوية حق النقض (الفيتو)، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا. وقالت واشنطن إنها لا تدعم أي إجراء آخر من جانب المجلس في الوقت الحالي.

فتح معبر كرم أبو سالم

في تطور من شأنه أن يساعد على تمهيد الطريق أمام وصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة المحاصرين الذين يفتقرون إلى الاحتياجات الأساسية، وافقت إسرائيل بناء على طلب من الولايات المتحدة على فتح معبر كرم أبو سالم الحدودي لفحص الشاحنات وتفتيش حمولاتها، حسبما قال مسؤول أمريكي أمس الخميس.

وتضغط مصر مع الأمم المتحدة على إسرائيل لتسريع عملية التفتيش، التي تتطلب توجه المركبات إلى الحدود المصرية مع إسرائيل قبل العودة إلى رفح. وتقول المنظمة الدولية إن الشاحنات التي تعبر يوميا انخفض عددها إلى أقل من 100 من نحو 200 خلال فترة الهدنة التي استمرت من 24 نوفمبر تشرين الثاني إلى أول ديسمبر كانون الأول.

كما سمحت الهدنة الإنسانية بإطلاق سراح رهائن احتجزتهم حماس مقابل الإفراج عن محتجزين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وفي إسرائيل، قال الكولونيل إيلاد جورين للصحفيين "سنفتح معبر كرم أبو سالم للتفتيش فحسب. سيحدث ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة”. وجورين هو رئيس وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق وهي وحدة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية تنسق مع الفلسطينيين الشؤون المدنية.

ويقع معبر كرم أبو سالم على الحدود الجنوبية لغزة مع إسرائيل ومصر، وكان يستخدم لنقل أكثر من 60 بالمئة من حمولة الشاحنات المتجهة إلى غزة قبل اندلاع هذا الصراع منذ شهرين.

ومع عدم وجود نهاية تلوح في الأفق للقتال، قال جون فاينر معاون الأمن القومي بالبيت الأبيض إن الولايات المتحدة لم تحدد لإسرائيل موعدا نهائيا لإنهاء العمليات القتالية الرئيسية ضد حماس في قطاع غزة.

وصرح فاينر في منتدى آسبن الأمني ​​في واشنطن إن العديد من "الأهداف العسكرية المشروعة” ما زالت في جنوب غزة بما في ذلك "الكثير إن لم يكن معظم” قيادات حماس.

وفي الوقت نفسه، ما زال الرهائن المحتجزون لدى حماس بمعزل عن العالم الخارجي في غزة على الرغم من دعوات إسرائيل للصليب الأحمر لترتيب زيارات والتحقق من سلامتهم.

رويترز