الفراعنة يكتب: الأولوية للأمن الوطني الأردني
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
أفرزت نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلي 25 يوم 1/11/2022، أغلبية برلمانية لصالح الأحزاب السياسية المتطرفة والأحزاب الدينية اليهودية المتشددة، فتشكلت حكومة نتنياهو من هذا التحالف، الذي يُعتبر من أسوأ التحالفات، والأكثر تطرفاً في تاريخ المستعمرة.
تحالف الأحزاب اليمينية المتطرفة مع الأحزاب الدينية المتشددة تتمسك وتؤمن وتعمل على تحقيق هدفين أولهما أن القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة، وثانيهما أن الضفة الفلسطينية هي يهودا والسامرة أي جزء من خارطة المستعمرة، وأنهما في أعقاب مبادرة 7 تشرين أول أكتوبر، التي شكلت صدمة مفاجأة للمجتمع الإسرائيلي وللمؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية، برزت مواقف التحالف الذي يقود المستعمرة بشأن قطاع غزة عبر:
أولاً قتل أكبر عدد من الفلسطينيين وتدمير أكبر مساحة من البيوت والمنشآت المدنية الفلسطينية، انتقاماً وثأراً لنتائج 7 أكتوبر، وحصيلة هذا القتل والدمار جعل قطاع غزة غير مؤهل للعيش الطبيعي، فقد استهدفوا المدارس والمستشفيات ومراكز الخدمات، بشكل منظم مقصود متعمد، ودفع المدنيين نحو الرحيل من منطقة الشمال نحو الوسط والجنوب، تمهيداً للهجوم على منطقتي الوسط والجنوب بدءاً من يوم الجمعة الأول من كانون أول ديسمبر 2023، بعد انتهاء أسبوع التهدئة ووقف إطلاق النار، بهدف دفع هؤلاء نحو الاقتراب الإجباري من الحدود الفلسطينية المصرية، وتركيز الهجوم اللاحق والقصف المتعمد لفرض خيار رحيل وطرد وتشريد أهالي قطاع غزة نحو اقتحام الحدود المصرية حماية للنفس من القتل المقصود.
سيناريو الترحيل الإسرائيلي لأهالي قطاع غزة، إذا تحقق ونجحت قوات المستعمرة في دفع الفلسطينيين مجبرين نحو سيناء، سينتقل هذا السيناريو إلى القدس والضفة الفلسطينية، بهدف تفريغهما وترحيل وطرد الفلسطينيين نحو الأردن، وبذلك تعمل المستعمرة على رمي القضية الفلسطينية وتبعاتها خارج فلسطين نحو الأردن، أسوة بما فعلت عام 1948، بطرد ورمي وتشريد الفلسطينيين نحو لبنان وسوريا والأردن، وبقيت كذلك حتى تمكن الرئيس الراحل ياسر عرفات اعتماداً على نتائج الانتفاضة الأولى عام 1987، التي أرغمت إسحق رابين عام 1993-إتفاق أوسلو، على القبول والإقرار بإعادة ونقل العنوان الفلسطيني والقضية ومركز النضال وأهدافه من المنفى إلى الوطن، إلى وطن الفلسطينيين حيث انفجر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أرض فلسطين بالانتفاضة الثانية عام 2000، التي أجبرت شارون على الرحيل عن قطاع غزة عام 2005، بعد فكفكة المستوطنات وإزالة قواعد جيش الاحتلال عن كامل قطاع غزة.
الفريق الحاكم لدى المستعمرة، فريق متطرف، عدواني، عنصري، فاشي، تبرز مظاهره في عمليات القتل والتدمير المنهجي المنظم المتعمد للفلسطينيين، ولذلك عمل الأردن، ويعمل على إحباط مشروع سيناريو غزة، حتى لا ينتقل إلى القدس والضفة الفلسطينية، من أجل تحقيق عدة أهداف:
أولاً بقاء وصمود الفلسطينيين في وطنهم.
ثانياً دعم نضالهم من أجل انتزاع حقوقهم.
ثالثاً من أجل حماية الأمن الوطني الأردني من محاولات رمي القضية الفلسطينية خارج فلسطين، وإعادة طرد وتشريد وتهجير الفلسطينيين من القدس والضفة الفلسطينية نحو الأردن.
البرنامج والهدف لدى المستعمرة ليس أوهاماً، أو قلقاً أردنياً زائداً عن الحد، بل هو قلق مشروع واقعي يجب مواجهته، وهذا له الأولوية واليقظة، والعمل على إفشاله وإحباطه وهزيمته.