التضامن الأردني مع فلسطين وقفة مع الذات
جفرا نيوز - بقلم محمد بركات الطراونة
وكما تثبت الوقائع على الأرض بشكل شبه يومي، يبقى الأردن بقيادته الهاشمية السند الحقيقي للشعب الفلسطيني والرئة التي يتنفس منها الأشقاء، من منطلق وحدة الهدف والمصير التي تربط الشعبين الشقيقين، وجسد الأردنيون ذلك عملياً من خلال تضامنهم الكامل وتفاعلهم المستمر مع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر، وممارسات اسرائيلية وعنجهية، أمام شعب يصر على الثبات على تراب وطنه، ويقدم من أجل ذلك المزيد من الشهداء، ويزف الفلسطينيون كل يوم كوكبة من الشهداء المؤمنين بعدالة قضيتهم والذين يروون أرض وطنهم بدمائهم الطاهرة، وصمودهم البطولي، أمام وحشية وغطرسة آلة الحرب إلاسرائيلية.
منذ اليوم الأول للعدوان إلاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، كان جلالة الملك عبدالله الثاني أول من تحدث في هذا الأمر وخطورته ورفضه بشكل قاطع، الذي اعتبر هذا العدوان جريمة تشكل حرب إبادة جماعية، وتوجه الى العالم بضرورة التدخل السريع من أجل الضغط على إسرائيل لوقف هذه المجاز، وطلب من أجل ذلك بتشكيل تحالف دولي ضاغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها الوحشي، ووقف التحصين الدولي للممارسات الاسرائيلية والتي يدفعها إلى مزيد من التمرد على الشرعية الدولية.
وجسد الأردن وبتوجيهات ملكية موقفه الداعم والمساند للأشقاء الفلسطينيين على أرض الواقع، من خلال تقديم المساعدات العاجلة من مساعدات غذائية، ومستلزمات طبية دعماً للاشقاء الفلسطينيين، ونفذ أبطال نشامى سلاح الجو الملكي الأردني عملية إنزال لهذه المساعدات، هي الأولى من نوعها في مثل هذه الظروف، وكان الأردن سباقاً في تنفيذها، الاردن في هذا الإطار هو البلد الوحيد في العالم الذي يقيم اربعة مستشفيات ميدانية في الضفة الغربية وغزة لتساهم مساهمة فاعلة في معالجة الأشقاء الفلسطينيين، في وقت توقفت معه معظم المستشفيات هناك عن العمل واصبحت خارج نطاق الخدمة، مستشفيان في غزة وخان يونس، وآخر في جنين، ورابع في نابلس جاء لمواجهة النقص الذي تشهده الخدمات الصحية في الضفة الغربية لانتقالها إلى العمل على المعابر، إضافة الى ما قامت به الدبلوماسية الأردنية من جهود واضحة لشرح أبعاد العدوان الاسرائيلي والمطالبة بايقافه فوراً، بسبب ما يشكله ذلك من تهديد للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وسمعنا ما قاله نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي أمام مجلس الأمن من كلام صريح وواضح، ووصفه حقيقة العدوان بانه عدوان ضد الإنسانية، وضد الشرعية و حقوق الإنسان ويخالف كل المعايير الاخلاقية، وأنه لا يمكن تحقيق السلام مع العنف والغطرسة الاسرائيلية.
إذن موقف رسمي وشعبي موحد يرفض العدوان، ويقف بكل صلابة مع الأشقاء الفلسطينيين ضد جرائم آلة الحرب إلاسرائيلية التي ارهبت أرواح الآلاف بدم بارد واغتالت الطفولة البريئة بكل وحشية، والتضامن مع الاشقاء الفلسطينيين يأتي من منطلق إيمان الأردن أن هذه الوقفة مع الاشقاء هي وقفة مع الذات.