مدعي عام الجنائية الدولية في «فلسطين»: متى وكيف؟
جفرا نيوز - بقلم محمد خرّوب
قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية/ كريم أحمد خان للصحفيين: «المبدأ الذي أريد التأكيد عليه, هو أن الوقت ليس وقتاً للحديث، بل إنه وقت العمل». وأضاف: «لا يمكن للقانون الدولي أن يقف موقف المُتفرج السلبي، ولا يُمكن أن يكون خامِداً، إنه بحاجة إلى التحرّك بحذر ليوفر الحماية ويُصرِا على المُساءلة».
مهلاً... لا داعي للاعتقاد أو مُجرّد الظنّ أن أقوال كريم خان هذه قالها في/وعن «أوضاع» فلسطين التاريخية, (لأن الظن كله في هذه الحال.. إثم), كون ما قاله المحامي البريطاني الذي جاء إلى موقعه الرفيع والحساس, بضغوط أميركية إسرائيلية/صهيونية مُكثفة, قال كل ما ورد أعلاه وأكثر في 28/4/2022, عقب انتهاء جلسة غير رسمية لمجلس الأمن الدولي, حول «ضمان المُساءلة عن الجرائم المُرتكبة في أوكرانيا نظمتها بعثتا ألبانيا وفرنسا. أي بعد «شهريْن» فقط من بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا (24/2/2202), وذلك إثر ما روّج له المعسكر الغربي بقيادته الأميركية, عن حدوث مجزرة في بلدة «بوتشا» الأوكرانية, وقيل وقتذاك «رسمياً", أن عدد ضحاياها كان «36» فرداً.
مناسبة الحديث عن الجنائية الدولية ومدّعيها العام/كريم خان, هو ما رافق زيارته «الأولى» من ملابسات وتصريحات ذهبت بعيداً في الإنحياز للرواية الصهيونية, تُضاف إلى «ما ميّز» مواقفه المُتذبذبة بل المُنحازة لإسرائيل, من الملفات والتحقيقات حول جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية «المُحتملة», التي قامت بفتحها منذ العام 2021, سلفه/المُدعية العامة الغامبية.. فاتو بنسودا, والتي قال عنها خان/ملفات 2021: «إن التحقيق الذي بدأ في عام 2021 » يمضي قدماً بوتيرة ودقة وتصميم وإصرار, على أننا لا نتصرف بناء على العاطفة، بل على أساس أدلة دامغة».
هذا إذا ما علمنا أن المفات التي فُتحت في عهد المدعية العامة السابقة/ بنسودا, تتعلق بالجرائم الصهيونية التي تم ارتكابها خلال العدوان الصهيوني المُسمَّى «الجرف الصامد», في 13 حزيران 2014 في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية».
هنا تبرز الكيفية والأسباب التي دفعت كريم خان لزيارة دولة العدو الصهيوني, علماً ان «إسرائيل» ليست عضواً في المحكمة, كما راعيتها الولايات المتحدة, وكيف «سمحَ» نتنياهو له بالدخول, ناهيك عن التصريحات الاستفزازية التي أدلى بها «خان» قبل الزيارة وخصوصاً بعدها.
كريم خان، زار إسرائيل بناء على طلبٍ من «الناجين» الإسرائيليين وأُسر ضحايا الهجوم الذي شنَّته حركة حماس في السابع من أكتوبر الماضي. وهم «الناجون» (إنتبهوا إلى المصطلح... «ناجون», تماماً كما يُطلقونه على «الناجين من الهولوكوست», والأمر ليس صدفة أو مجرد وصف عابر. نقول: بعض هؤلاء «الناجين» كانوا اجتمعوا مع كريم خان في مقر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي, وطلبوا منه «القدوم» إلى تل أبيب للإلتقاء بـ«أُسرّ ضحايا هجوم 7 أكتوبر», ما صدع له كريم خان فوراً, وهو الذي لم تطأ قدماه أرض فلسطين التاريخية, فيما لم يتوقف عن زيارة أوكرانيا ومدنها المُختلفة من كييف ولفيف وخصوصاً بوتشا.
زعم بيان المحكمة الدولية في إعلانه عن زيارة «خان» انه سيزور تل أبيب ورام الله, وهنا..عند وصوله أولاً تل أبيب, اجتمع من فوره مع «أُسر الناجين والضحايا وخصوصاً أُسر مَن يوصوفون بالمختطفين». وكان هؤلاء قد «ناشدوا المحكمة الجنائية الدولية إصدار أمر بإجراء تحقيق في القتل والاختطاف». كما «حثّت» العائلات خان على «تركيز تحقيقه على سلوك حماس في 7 أكتوبر، بما في ذلك حالات الاختفاء القسري، والتي تعتبرها المحكمة جريمة ضد الإنسانية».
لم يتوقف هؤلاء عن طلبهم هذا, بل «إشترطوا» على كريم خان عدم الإلتقاء بأسر الضحايا الفلسطينيين من الضفة الغربية في منازلهم. وهذا ما حصل فعلاً حيث التزم خان طلبهم عند زيارته رام الله للإلتقاء برئيس سلطة الحكم الذاتي, وإن كان حصل مُسبقاً على «موافقة» العائلات الإسرائيلية لدعوة «بعض» أسر الضحايا الفلسطينيين إليه, وليس الذهاب إلى منازلهم للوقوف على أحوالهم وسماع مطالبهم, في ظل حرب الإجتياحات والإعدامات الميدانية التي يقوم بها جيش النازيين الصهاينة, فضلاً عن حملة التدمير والقتل والعربدة والترويع «والطرد» وسرقة محاصيل الزيتون والإستيلاء على الأراضي, التي يقارفها قطعان المستوطنين بدعم من قوات الإحتلال.
أين من هناك؟.