المرحلة الأخيرة ولعبة العض على الأصابع

جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات

إعلان دولة الاحتلال الإسرائيلي ووقف مفاوضات الهدنة في غزة وإصدار تعليماتها لفريقها المفاوض في العاصمة القطرية بالعودة يحمل عدة دلالات وعددا من السيناريوهات.

مما يبدو أنها اخذت جرعة دعم أمريكية لمواصلتها الحرب الهمجية والابادة الجماعية على سكان القطاع بغية تحقيق هدفها المزعوم والمعلن بالقضاء على حركة حماس وفصائل المقاومة والمضي قدما في تحقيق الهدف الرئيسي والمتمثل في تهجير أكبر عدد من سكان القطاع إلى خارجه.

خاصة بعد ان اخذت جرعة من الراحة في تخفيف حالة الضغط الشعبي عليها في الداخل الذي يطالبها بتحرير الأسرى مهما كان الثمن وذلك بعد ان تمكنت من اعادة ما يقارب 83 محتجزا لديها لدى حماس خلال أيام الهدنة الإنسانية الستة الماضية.

كما مكنتها الهدنة من تخفيف وتحييد الضغط الدولي والرأي العام العالمي عليها الذي يطالبها بضرورة ايقاف حربها وابادتها الجماعية لسكان القطاع بعد هدنة استمرت ما يقارب الاسبوع بحجة السماح لدخول مساعدات إنسانية لقطاع غزة المنكوب، كانت هي المتحكمة بها. وصاحبة القرار بكيفية وصولها ودخولها حيث منعت من دخول الوقود إلى شمال غزة مبقية على حالة المستشفيات المعطلة والخارجة عن الخدمة منذ أسابيع، بهدف الضغط على قاطنيه للنزوح إلى الجنوب، ومن ثم حشرهم على معبر رفح لاجبارهم على المغادرة والخروج من مدنهم ومخيماتهم باتجاه مصر الرافضة لذلك قولا وفعلا .

الا انه على ما يبدو ان شريكتها الرئيسية والداعم الرئيسي لها في العدوان ، وهي الولايات المتحدة الأمريكية قد قيدتها بعامل الوقت ولم تعطها هذه المرة شيكا على بياض فيما يتعلق بعامل الوقت، وذلك خلال الزيارة الاخيرة التي قام بها وزير خارجيتها بلنكن ولقائه مجلس الحرب في دولة الاحتلال الإسرائيلي.

هذا ما فهمناه من وزير الدفاع الإسرائيلي الذي قال بأن الحرب تحتاج إلى أشهر لا أسابيع، وكأنه هنا يخاطب الامريكي اولا ومن ثم فصائل المقاومة الفلسطينية بهدف الضغط لاخضاعهم لشروطها.

هذا ما يفسر شراسة العدوان وهمجيته وقتله للأطفال والنساء وهدم المنازل فوق رؤوس قاقطنيها وكأنها تهدف إلى إنهاء المهمة سريعا خوفا من عودة الرأي العام الدولي والشارع الداخلي إلى الضغط من جديد .

واعتقد هنا بأن هذه المرحلة من العدوان ستكون الاخيرة ولن تحصل دولة الاحتلال الإسرائيلي على فرصة اخرى للمواصلة والاستمرار في العدوان، لأنها أي إسرائيل على ما يبدو قد طلبت هذه الفرصة من الولايات المتحدة الأمريكية بعد ان قدمت لها رؤيتها وما يقنعها زيفا وتضليلا بانها ستنهي ملف الأسرى وتحقق الهدف. مما يعني بأننا دخلنا المرحلة الاخيرة ولعبة العض على الأصابع ومن يصبر أكثر ويتحمل طويلا سينتصر ويفرض شروطه.

خاصة وان دولة الاحتلال لا تستطيع أن تحتمل كلفة الحرب الطويلة في ظل شارع منقسم وضغط شعبي وحكومة مفككة غير منسجمة تدب الخلافات فيما بينها .