إنهم يرطنون ويُغردون بـ«العِبريّة».. ليس آخِرهم «Elon Musk»؟؟
جفرا نيوز - بقلم محمد خرّوب
ليست مفاجئة أو صادمة الزيارة التي قام بها ايلون ماسك، الملياردير الجنوب إفريقي، حامل الجنسية الأميركية، مالك منصة إكس (تويتر سابقاً) ومؤسس شركة «سبيس إكس» الفضائية، ناهيك عن مُلكية شركة سيارات «تسلا» ذائعة الصيت, وخصوصاً شركة «ستار لينك» التي تقدم خدمات الاتصالات/الإنترنت عبر الأقمار الصناعية... زيارته لدولة العدو الصهيوني، خاصة أنها زيارة جاءت بعد الحملة الصهيواميركية الشعواء التي طالته، واتهامه بمُعاداة السامية، فقط لأنه «وافقَ» على منشور أحد الحسابات على منصة «إكس»، جاء فيه/المنشور.. أن «اليهود يستخدمون?ضد البيض، نفس الكراهية التي يَطلبون من الناس التوقف عن استخدامها ضدهم»، فقام/ماسك بالتعليق على المنشور قائلاً: «لقد قُلتَ الحقيقة».
ولأن ماسك رجل أعمال لا يهمه سوى المال ومضاعفة ارباحه، فانه وقد قرّرت شركات اميركية عملاقة وضخمة بعضها متصهين ومعظمها يهودية, مثل شركة والت ديزني وشركة IBM كما شركة Apple، «تعليق» إعلاناتها على شبكة إكس بعد تصريحاته بشأن اليهود، فإنه سارعَ إلى زيارة إسرائيل طمعاً في نيل رضاها وامتثالاً لضغوط الرأسمال اليهودي - الصهيوني، وإن كان قبل أن يُقرّر زيارة الكيان الغاصب, ردَّ على اتهام وسائل الإعلام الصهيواميركية له بـ«مُعاداة السامية», واصفاً اياها بالكاذبة, كاتبا على منصته إكس الأسبوع الماضي: كانت هناك «مئات المنش?رات الكاذبة في وسائل الإعلام, تزعم انني مُعادٍ للسامية..لا شيء - أضافَ - أبعد عن الحقيقة من هذا.. مُستطرداً أنه «يُريد الأفضل فقط للبشرية, ويتمنى مُستقبلاً مُزدهراً للجميع».
خضع إذاً الملياردير وأغنى رجل في العالم لضغوط الصهاينة الجارفة, الذي يبدو أن أحداً في الولايات المتحدة كما الاتحاد الأوروبي وبعض دول الجنوب, غير قادرٍ أو غير راغبٍ على مواجهتها, اللهم إلاّ ثُلّة شجاعة قليلة، يبدو أن تأثيرها ما يزال ضعيفاً حدود الهشاشة، رغم بروز مؤشرات على أن هذه القلة آخذة في ازدياد, بعدما تكشفت وحشية وعنصرية وغطرسة التحالف الصهيواميركي, أو قل تحالف احفاد المستعمرين القدامى الساعين الى فرض نسخة استعمارية جديدة, بعد أن بدأ عالم القطب الواحد بقيادته الأميركية في الترنّح.
وأيّاً كانت نتائج زيارة ايلون ماسك للكيان الغاصب, وخصوصاً خضوعه لرغبات أو أوامر وزير الاتصالات في حكومة الائتلاف الفاشي الذي يقوده نتنياهو, والعضو في حزب «العظمَة اليهودية» بقيادة الفاشي/بن غفير، والمقصود الوزير/شلومو كرعي صاحب الدعوة الى القاء «قنبلة نووية» إسرائيلية على قطاع غزَّة، نقول: خضوع ماسك وموافقته على «عدم حصول قطاع غزة على (الإنترنت الفضائي) إلا بموافقة «تل أبيب»، بعد أن كان ماسك ذاته أعلن على منصة إكس في وقت سابق (وبعد أن قطعت دولة الاحتلال الإنترنت عن القطاع) أن شركته مستعدة لتقديم خدمات الإن?رنت الفضائي لمؤسسات الأُمم المتحدة في القطاع»..
نقول: أياً كانت النتائج فإن ماسك ليس وحده الذي سقط في المستنقع «الصهيوأميركي", إذ سبقه كثيرون في أميركا كما في أوروبا, خاصة أولئك الذين «غرّدوا» على منصة إكس بِـ"العبرية", كان أولهم الرئيس الفرنسي/ماكرون الذي نشر عبر حسابه على منصة/ماسك رسالة «تضامن» مع عائلات المُحتجرين الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية بغزة. كاتباً: نحن «نبذل أقصى جهودنا وقوّتنا لتحرير المختطفين الذين تحتجزهم حماس, لسماح لعائلاتهم بأن يلتئم شملها مُجدداً مع أحبائهم».
أما المستشار الالماني اولاف شولتس، فكان سبقَ ماكرون في التغريد بـ"العبرية» عبر حسابه على المنصة ذاتها, اكد من خلالها أيضاً أن زيارته لإسرائيل هي زيارة أصدقاء.. مُضيفاً في التغريدة نفسها «المانيا تقف بثبات إلى جانب إسرائيل»..(تغريدة شولتس بالعبرية تمت في النصف الأول من شهر تشرين الأول الماضي). ولم يكتفِ شولتس بذلك بل بعد شهر من تغريدته, قال في 14/11: (إسرائيل دولة ديمقراطية ومُلتزمة بحقوق الإنسان والقانون الدولي، وأن اللوم المُوجّه لها «سخيف» في ظل استمرار الحرب على غزَّة).
ليس ثمة حاجة إلى إيراد المزيد خاصة ما يُتحفنا به ساسة الولايات المتحدة وجنرالاتها, عن الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، ودعم واشنطن الـ"لا» محدود لها.
** إستدراك:
تصريحات بابا الفاتيكان تُغضِب مُجمع الحاخامات
انتقد المجمع الحاخامي الإيطالي تصريحات البابا فرانسيس حول الإرهاب, مُطالباً الفاتيكان بالتوضيح، حسب صحيفة «بوليتيكو» الإيطالية. إذ كان البابا صرّح «أن الصراع بين إسرائيل وحماس, انتقل من الحرب إلى الإرهاب». أما مجمع الحاخامات فقد إعتبرَ أن البابا «يتّهِم كلا الطرفين علنا بالإرهاب». وأضافَ/المجمع: هناك تصريحات «إشكالية لأعضاء بارزين في الكنيسة؛ إما تخلو من إدانة حماس أو تساوي بين حماس وإسرائيل».
فهل يُؤشّر الإبتزاز «الحاخامي» هذا, الى إحتمال إتهام البابا فرنسيس بـ"معاداة السامية"؟.
الأيام ستقول.