الشائعات المغرضة وتأثيرها السلبي على صورة ومواقف الأردن في حرب غزة
جفرا نيوز - بقلم: الخبير الامني الدكتور بشير الدعجه.
في ظل تصاعد الأحداث في حرب غزة ... يتعرض الأردن لموجة من الإشاعات المغرضة التي تستهدف تشويه صورته حيث يتعرض لهجمات إعلامية مستفزة تهدف إلى نشر الإشاعات المغرضة والتأثير السلبي على مواقفه ... فالشائعات تزيد من التوتر الاجتماعي وتزرع بذور الشك وعدم اليقين في نفوس الناس ... وتؤثر على فهم الجمهور للأحداث الفعلية... يزيد هذا التأثير من الاحتقان داخليًا ويشكل تحديًا كبيرًا أمام محاولات بناء الفهم الوطني للأوضاع ومواقف الاردن المشرفة والداعمة للشعب الفلسطيني السقيق في قطاع غزة.
وتكمن القوة الحقيقية للشائعات في قدرتها على انتشارها بشكل واسع وسريع عبر وسائل التواصل الاجتماعي ... يمكن لرسالة كاذبة أن تنتشر بين الملايين في غضون دقائق، مما يضعف قدرة الحكومات واذرعها الامنية ووسائل الإعلام التقليدية على مواجهتها.
فالشائعات تقوم بنقل معلومات غير دقيقة أو ملتوية حول مواقف الأردن، مما يؤدي إلى تشويه صورته في الرأي العام المحلي والدولي ... واذا استمرت الشائعات دون مواجهة فعّالة ... قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات التوتر داخل البلاد وتأثيرها على الاستقرار الداخلي ... فالشائعات قد تلعب دوراً في تضليل الرأي العام بشكل عام، مما يجعل من الصعب على الناس تحديد الحقائق واتخاذ قرارات مستنيرة ... كما تؤدي الشائعات إلى تقويض الثقة بالحكومة ومؤسساتها، مما يخلق حالة من عدم اليقين بأي إجراء تقدم عليه الحكومة واجهزتها المختلفة ويخلق حالة من التنافر مع المواطن.
تتطلب مكافحة الشائعات التي قد تؤثر على الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي في الدولة تعاونًا وتنسيقا شاملاً بين الحكومة والأجهزة الأمنية للقضاء على الشائعات وذلك بعدة طرق منها ... توفير معلومات دقيقة وشافية للجمهور حول الأحداث والمواقف ... وهذا يشمل نشر بيانات رسمية وتحليلات موضوعية لضمان توجيه الجمهور بشكل صحيح وتعزيز التواصل المفتوح مع الجمهور عبر وسائل الإعلام الرسمية ومنصات التواصل الاجتماعي ... وكذلك قيام الأجهزة الأمنية برصد وتحليل الشائعات بشكل دوري مما يتيح ذلك الكشف المبكر عن الشائعات وتحديد أصلها ونشر المعلومات الصحيحة لتصحيح الفهم الخاطئ ... كذلك تفعيل اللوائح القانونية من خلال اتخاذ إجراءات قانونية ضد الأفراد أو الجهات التي تروج للشائعات بقصد التأثير السلبي على صورة الاردن من احداث غزة وزعزعة استقرار الامن الوطني .
اضف الى ذلك تعزيز التعاون مع وسائل الإعلام لنقل المعلومات بشكل صحيح وتوضيح المواقف الرسمية... يمكن توجيه الدعوة للصحفيين لحضور مؤتمرات صحفية والحصول على معلومات من مصادر موثوقة حول سياسات الحكومة من احداث غزة وتزويد الجمهور بها .
ايضا الاستجابة الفورية للشائعات بردود قوية ودقيقة، مما يقلل من تأثيرها السلبي ويصحح الفهم الخاطيء لدى المواطنيين.
والأجهزة الأمنية معنية بشكل كبير في ملاحقة مطلقي الشائعات ومروجيها ويتطلب ذلك مجموعة من الإجراءات الإدارية والقانونية للتصدي لتلك التصرفات الضارة التي قد تؤدي إلى تشويه صورة الاردن ومواقفه المشرفة من احداث غزة .. والتعاون مع مقدمي خدمات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لتتبع ومحاربة الحسابات التي تنشر معلومات كاذبة ... وتشجيع المواطنين على التبليغ عن أي نشاط يشكل ترويجًا للشائعات وتقديم الحماية للمبلغين.
في النهاية، يبقى على الأردن التصدي لتلك الرياح السلبية بالوعي الإعلامي والشفافية ويجب أن تكون الحكومة على أهبة الاستعداد لتوضيح المواقف وتقديم المعلومات الدقيقة والموثوقة ... ومطاردة مطلقي ومروجي الشائعات الذين لهم اجندة خبيثة سرطانية واتخاد اشد الاجراءات القانونية والادارية بحقهم... كما يلعب المجتمع المدني ووسائل الإعلام دورًا حاسمًا في مكافحة انتشار الشائعات والحفاظ على الامن والاستقرار الوطني ودعم الصورة الصحيحة والحقيقية للاردن ومواقفها الايجابية من احداث غزة ... وللحديث بقية .