الهدنة في غزة في ساعاتها الأخيرة ومحادثات مستمرة لتمديدها
جفرا نيوز - تدخل الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس التي أتاحت الإفراج عن أسرى لدى الطرفين وإدخال مساعدات طارئة إلى قطاع غزة، يومها الرابع والأخير الاثنين، وسط محادثات مستمرة لتمديدها.
وقال مصدر أمني مصري لوكالة فرانس برس إن "حماس أبلغت موافقتها ورغبتها بتمديد الهدنة لأربعة أيام لكن بانتظار موافقة إسرائيل بهذا الشأن".
وأضاف المصدر أن "إسرائيل لا تزال تريد تمديد الهدنة لكن على أن يتم الاتفاق على تجديدها كل يوم بيومه"، مشددا على أن "الوسطاء يبذلون جهودا مكثفة جدا من أجل النجاح في تمديد الهدنة ووقف النار لعدة أيام".
من جهتها أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها قدمت "خيارا" لحركة حماس لتمديد الهدنة بحسب متحدث حكومي إسرائيلي.
وقال المتحدث باسم الحكومة أيلون ليفي للصحفيين "نرغب في استقبال 50 محتجزا إضافيا لما بعد هذه الليلة، في طريقنا لإعادة الجميع".
وكانت حماس أعلنت ليل الأحد الاثنين إنها تسعى إلى "تمديد الهدنة بعد انتهاء مدة الأيام الأربعة" بهدف "زيادة عدد المفرج عنهم من المحتجزين" كما ورد في اتفاق الهدنة.
وقال مصدر قريب من حماس لوكالة فرانس برس الأحد إن الحركة "أبلغت الوسطاء موافقة فصائل المقاومة على تمديد الهدنة الحالية ما بين يومين إلى أربعة أيام".
وتم الاتفاق بوساطة قطرية ومشاركة الولايات المتحدة ومصر على هدنة لأربعة أيام تبدأ الجمعة ويفرج خلالها عن خمسين محتجزا لدى حماس في مقابل إطلاق سراح 150 أسيرا فلسطينيا وإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة.
منذ الجمعة، أطلِق سراح 39 رهينة بموجب الاتفاق - إضافة إلى 24 رهينة من خارج الاتفاق معظمهم تايلانديون يعملون في إسرائيل - فضلا عن 117 معتقلا فلسطينيا.
ويمكن تمديد الهدنة شرط إفراج الحركة الفلسطينية عن عشر محتجزين إضافيين كل يوم، في مقابل إطلاق سراح مزيد من الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الاثنين أنه يقوم بمراجعة قائمة بأسماء المجموعة التالية من الرهائن التي سيتم إطلاق سراحها في وقت لاحق الاثنين.
في قطر، أكد مصدر مطلع على المحادثات "هناك مشكلة بسيطة في قوائم اليوم. ويعمل القطريون مع الجانبين لحلها وتجنب التأخير".
إطلاق سراح آخرين
من المقرر أن يطلب نتنياهو من الحكومة الاثنين موازنة "حرب" بقيمة 30 مليار شيكل (7.3 مليارات يورو). وكان شدد الأحد من غزة على أهمية تحقيق "النصر" خلال أول زيارة للقطاع يجريها رئيس وزراء إسرائيلي منذ الانسحاب منه عام 2005.
في برشلونة، دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى تمديد الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس من أجل العمل على "حل سياسي" للنزاع.
وشدد بوريل لدى افتتاح اجتماع لمنتدى "الاتحاد من أجل المتوسط" في برشلونة على أنه "يجب تمديد" هذه الهدنة التي وصفها بأنها "خطوة أولى مهمة"، وتحويلها إلى هدنة "دائمة للسماح بالعمل على حل سياسي".
من جانبه، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بالإسبانية "لا يوجد حل آخر سوى وقف الحرب (...) والتوصل إلى وقف لإطلاق النار والعمل على تمديده ليصبح دائما" مؤكداً أنه "يجب أن نتوقف عن إحصاء الجثث".
وأضاف "لدينا فرصة اليوم" و"كلنا نعمل من أجل تمديد هذه الهدنة ليوم أو يومين أو ثلاثة. لا نعلم لكن الأهم هو تمديدها (...) من أجل إنقاذ حياة الأبرياء".
كذلك صرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ "أدعو إلى تمديد الهدنة، هذا سيسمح بـ(إدخال) مزيد من المساعدات التي يحتاج إليها سكان غزة وبالإفراج عن مزيد من الرهائن".
سعادة وحزن
في الضفة الغربية المحتلة، نقلت حافلات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر الأسرى المحررين الأحد إلى رام الله وبيتونيا، واستقبلتهم حشود كانت تلوح بأعلام فلسطين وحماس وسواها من الفصائل.
في بيتونيا قال الشاب يزن صباح الذي أطلق سراحه في إطار الهدنة إنه يشعر بسعادة وارتباك في آن واحد، مضيفا "أنا حزين على شهدائنا وسعيد للانتصار الذي حققته مقاومتنا".
وقال المتحدث باسم الأونروا عدنان أبو حسنة لوكالة فرانس برس "علينا إرسال 200 شاحنة يوميا لمدة شهرين على الأقل لتلبية الاحتياجات"، مضيفا أنه "لا يوجد مياه شرب ولا طعام" في بعض المناطق.
في خان يونس (جنوب) قال الفلسطيني بلال دياب لوكالة فرانس برس "يتحدثون عن إحضار مساعدات ووقود لكني في محطة الوقود منذ تسع ساعات وما زالت مغلقة".
كان جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يعد الثلث الشمالي من قطاع غزة منطقة حرب، أمر السكان بالمغادرة ومنع أي شخص من العودة خلال الهدنة.
ورغم هذا التحذير استغل آلاف النازحين من سكان غزة الهدنة لمحاولة العودة إلى ديارهم في الشمال.
في مدينة غزة التي تحولت إلى ساحة خراب سار سكان الأحد وسط الغبار بين أكوام من الأنقاض والمباني المدمرة وفق ما أظهرت صور لوكالة فرانس برس.
وتضرر أو دمر أكثر من نصف المساكن في القطاع بسبب الحرب، وفق الأمم المتحدة، فيما نزح 1.7 مليون من أصل 2.4 مليون نسمة.
أ ف ب