الملك صدح بصوت الحق وعبّر عن وجدان وضمير الإنسانية
جفرا نيوز - منذ اليوم الأول للعدوان الغاشم على قطاع غزة، تحدث جلالة الملك عبدالله الثاني بصوت الحق وعبر عن وجدان وضمير الإنسانية، حيث لا سبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، إلا بوقف العدوان على القطاع وتلبية حقوق الشعب الفلسطيني.
وإزاء هذه الحرب التي ارتكب فيها المحتل أبشع المجازر، كانت استراتيجية الدولة الأردنية في هذا الإطار تنطلق عبر عدة مسارات لوقف الحرب وجلاء الحقيقة للمجتمع الدولي والدفاع عن الحق الفلسطيني وإحباط ما يحاك من تهجير للأشقاء، وعرقلة كل محاولات فصل غزة عن الضفة الغربية.
الاستراتيجية الأردنية قادها جلالة الملك في التعامل مع الأحداث في غزة واشتبكت فيها الدولة بكافة مؤسساتها وأدواتها، حيث جرى توزيع المهام بشكل مدروس، وتخطيط يستند إلى معلومات وتحليلات دقيقة، ففي المسار الدبلوماسي الذي نهض بالمسار السياسي، كانت هناك جولات مكوكية إقليمية ودولية وبلغت جهود جلالة الملك أوجها في تأمين دعم عالمي للقضية الفلسطينية وتوسيع مفاهيم ونطاق الفكرة والفهم لهذه القضية، وعدم حصرها بأحداث السابع من أكتوبر.
وشارك جلالة الملك بقمة دولية في مصر وأخرى عربية إسلامية مشتركة في السعودية، فضلاً عن اللقاءات والزيارات لرؤساء دول الإقليم والعالم، ونجحت هذه اللقاءات خلال أول 72 ساعة في إعادة التوازن للخطاب الأوروبي والأمريكي، ولم يتوقف الجهد الملكي والموقف الأردني عند هذا الحد، فقد عمل بجميع الاتجاهات، فكان وزير الخارجية يقوم بتحرك وجهد كبير نجح في إعادة البوصلة إلى أولوية حل القضية الفلسطينية، حيث إن سبب الحرب لا يقتصر على ما جرى في السابع من أكتوبر بل مرده إلى غياب الحل السياسي والإنكار الدولي لحقوق الشعب الفلسطيني.
داخليا كان هناك تناغم في الموقفين الرسمي والشعبي، فهب الأردنيون في مسيرات شعبية رافضة للعدوان، وجاء قرار سحب السفير الأردني ومنع عودة السفير الإسرائيلي، وفي المسار الإنساني كان الأردن أول من أرسل المساعدات إلى غزة، بطائرات محملة بالمواد الطبية عبرت سماء غزة رغم القصف الجوي المستمر، وأخرى عبر معبر رفح بين غزة ومصر، ونشطت الهيئة الخيرية الهاشمية، وتم دعم الأونروا مالياً ليتسنى لها مواصلة عملها، وإدخال المساعدات عبر جسر الملك حسين.
وفي مسار ملازم، كان الأردن يرفض كل محاولات تهجير أهل غزة، ويرفض مساعي فصل الضفة عن القطاع، ولذا كان يقدم شتى أشكال الدعم للسلطة الوطنية الفلسطينية، وفي مسار آخر إعلاميا كان الأردن يخاطب شعوب العالم لجلاء الحقيقة بعد أن كان الرأي العام الدولي منساقا وراء رواية الاحتلال المزيفة، وعليه فقد قام الأردن بإيصال صوت الحكمة إلى العالم، وصنع فارقاً في الدعوة لإيقاف الحرب.
وقدم جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله وولي العهد، مضامين مهمة في جلاء الصورة الحقيقية أمام المجتمع الدولي، لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم حرب، واستمرارا للجهود المتقدمة في الدفاع عن الأشقاء الفلسطينيين ودعم أهلنا في غزة، وبتوجيهات من جلالة الملك، كان ولي العهد يشرف من مدينة العريش المصرية على عملية تجهيز وإرسال المستشفى الميداني الأردني الثاني لجنوبي قطاع غزة، مثلما قام صقور سلاح الجو الملكي بعمليات إنزال جوي، قدموا خلالها مساعدات طبية ودوائية عاجلة للمستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة.
خلاصة القول، إن ما نقوم به هو واجب الضمير تجاه الأشقاء ولا يمكن لأحد المزايدة على موقف الأردن الراسخ وجهوده المستمرة في الدفاع عن أهلنا في غزة، وكما يؤكد جلالة الملك سنبقى السند القوي والداعم الرئيسي لإخواننا في فلسطين، ومواقف الأردن تجاه القضية الفلسطينية ثابتة ونابعة من إيمان مطلق بأن ما يربطنا بفلسطين هو تاريخ ومستقبل مشترك.
الدستور