غزة بأول أيام الهدنة.. دمار هائل في المباني وجثث متحللة بالشوارع

جفرا نيوز - كشفت الهدنة الإنسانية بين الاحتلال وحركة حماس في قطاع غزة دماراً كبيرا لمدينة غزة وشمالها، فقد روى السكان الذين لم يخلوا منازلهم تجاه الوسط والجنوب شهادات مروعة عما رأوه خلال ساعات الهدنة الأولى.

وقال الصحفي من شمال القطاع، عبد الله عبيد، إن "الهدنة الإنسانية في القطاع كشفت حجم الدمار الهائل والكبير الذي تعرضت له بلدات شمال غزة"، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي دمر مباني وأحياء سكنية بالكامل.

وأوضح عبيد، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "الدمار كبير للغاية ونسبة كبيرة من المنازل والمباني السكنية مدمرة كلياً أو جزئياً، إما بفعل قصف الطيران الإسرائيلي أو من قذائف دبابات الجيش"، واصفاً المشهد بـ"الصادم".

وأضاف: "الهدنة كشفت الوضع المأساوي الذي وصل إليه شمال القطاع، وهناك دمار هائل وغير متوقع وتفاجأ النازحون بما وجدوه في الشمال"، متابعاً: "هناك مناطق ألغيت من السجلات خاصة في بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا".
 
وتابع عبيد: "السكان الذين بقوا في الشمال عادوا إلى مناطق سكناهم على إثر الهدنة ولم يجدوا سوى الدمار، إذ تمت تسوية منازلهم بالأرض، وحتى شوارع الأحياء اختفت والبنية التحتية تدمرت"، مضيفا: "السكان لم يعرفوا المناطق التي عاشوا فيها لسنوات طويلة".

وقال: "الدمار كبير في أحياء وبلدات الشمال والسكان متخوفون من تجدد القتال وزيادة حجم الدمار، كما أن خروج جميع مستشفيات غزة والقطاع عن الخدمة يثير قلقهم، وهم يرغبون بهدنة طويلة الأمد تنهي الحرب وتضع حداً لمعاناتهم".

وأشار عبيد إلى أن "هناك عدداً كبيراً من الضحايا مجهولو الهوية، والذين تم دفنهم في مقبرة جماعية بالقرب من المستشفى الإندونيسي الذي خرج عن الخدمة بفعل القصف الإسرائيلي"، مستطرداً: "العائلات تبحث بدورها عن آلاف المفقودين الذين لم يُعرف مصيرهم".

جثث في الشوارع

بدورها، قالت المواطنة شيماء أبو حصيرة، وهي من مدينة غزة ورفضت النزوح لجنوب القطاع، إنها "عادت مع بداية الهدنة الإنسانية في القطاع إلى منزلها بالقرب من مجمع الشفاء الطبي"، مشيرة إلى أنها "رأت أهوالا في طريقها للمنزل".

وأضافت أبو حصيرة، لـ"إرم نيوز": "رأينا جثثاً محللة وملقاة في الشوارع والطرقات، ودماراً هائلاً بالمباني السكنية"، قائلةً: "هذه المشاهد مروعة للغاية وفي العديد من شوارع غزة وتحديداً الوحدة والنصر".

وتابعت: "المشاهد مؤلمة للغاية، وغزة التي رأيناها مع بداية الهدنة ليست هي التي اعتدنا عليها على مدار السنوات الماضية، لقد تغيرت معالم المدينة ونحتاج سنوات طويلة من أجل إعادتها إلى ما كانت عليه في السابق".

وأكدت أنه "خلال الساعات الأولى كان هناك تخوف من المواطنين فيما يتعلق بالتحرك في الشوارع، خشية من الاستهداف الإسرائيلي ولعدم معرفتهم بأماكن تواجد الدبابات؛ إلا أنه وبعد الظهيرة وخلال العصر كانت الأوضاع أفضل قليلاً".

وتابعت: "أحياء الرمال والنصر وتل الهوا دمرت بالكامل، وفي أحسن الأحوال تعاني الأبراج في تلك المناطق من دمار جزئي، وغزة تحتاج للمليارات من أجل عودة الحياة إليها".

وأشارت أبو حصيرة إلى أنه "ورغم الهدنة في غزة إلا أن المدينة تفتقر للمقومات الأساسية للحياة، إذ لا يوجد فيها إلا القليل من الأغذية، وهي بحاجة لمساعدات عاجلة من قبل المؤسسات الدولية، خاصة وأن هناك أعدادا كبيرة من السكان لا تزال موجودة في المدينة".

غزة مدينة أشباح

ويروي المواطن جمال أبو دية تفاصيل ما رآه السكان عقب دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ، قائلاً: "غزة دمرت بشكل شبه كامل، وجميع البيوت تعرضت لأضرار متفاوتة، والمدينة لا يوجد فيها أي خدمات صحية أو إنسانية.

وأضاف أبو دية، الذي اضطر للنزوح لأكثر من مكان في غزة، في حديثه لـ"إرم نيوز": "الليلة الماضية كانت سيئة للغاية والقصف الإسرائيلي كان عنيفاً، ولم يكن لدينا أي معلومات عن التهدئة وموعدها؛ إلا بعد خروج عدد قليل من السكان في الصباح".

وقال: "تحركت أنا وعدد قليل من السكان الذين لم ينزحوا للجنوب لنكتشف حجم الدمار الذي حل بالمدينة وأحيائها، كما أننا كنا نبحث عن مفقودين من عائلاتنا، فيما ساعد البعض في انتشال الجثث من تحت الأنقاض أو التي كانت بالشوارع".

ووصف أبو دية غزة بـ"مدينة الأشباح"، قائلاً: "لم نعرف شوارع وأحياء المدينة، وبعض المناطق لم نتمكن من الوصول إليها بسبب تمركز الجيش الإسرائيلي بالقرب منها، وبتقديري الدمار أكبر مما رآه العدد القليل من السكان الذين بقوا في المدينة".

وختم بالقول: "لقد بكينا كثيراً مما رأيناه في غزة، ومشاهد الجثث بالشوارع كانت مؤلمة للغاية"، مطالباً بضرورة العمل من أجل استمرار الهدنة وإنهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع، قبل أن تحل كارثة كبيرة فيه.