تفاقم الصراع وتهديد الأمن القومي العربي

جفرا نيوز - بقلم سري القدوة

ممارسات حكومة الاحتلال والتكتل العنصري المتطرف وآلة الحرب والعدوان سيجلب كارثة، ليس فقط على غزة، ولكن على المنطقة بشكل عام وبات العالم مقتنعا بان الاحتلال يمارس حرب الإبادة الجماعية وما تقوم به دولة الاحتلال ليس دفاعا عن النفس كما تصوره وسائل الإعلام الإسرائيلية وإنما ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة هو عدوان سافر، وأن حرب غزة لا يمكنها تحقق أمن لدولة الاحتلال بل ستفجر آليات الصراع بإشكال متجددة وان جيش الاحتلال سيغرق في رمال غزة في المحصلة النهائية .

وما يجري في قطاع غزة ليس كما تدعي حكومة التطرف على لسان قادتها القضاء على المقاومة بل هي عمليات إبادة جماعية وانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في ظل ممارسات الاحتلال واستمرار القصف الإسرائيلي المكثف بهدف تهجير الفلسطينيين وتعريض حياتهم للخطر ومنع ابسط مقومات الحياة .

وان هذه الجرائم التي يقترفها جيش الاحتلال بعقلية الانتقام باتت تشكل خطورة واضحة وتهديد مباشر للأمن القومي العربي مما يتطلب ضرورة التحرك العاجل من قبل الدول العربية لوضع حد لهذه المخططات الخطيرة التي تمارسها حكومة الاحتلال .
الاحتلال يمعن في مواصلة حربه في استكمال حلقات الإعدام والإبادة الجماعية لأي وجود فلسطيني في مدينة غزة وشمال القطاع، وبما يعمق أيضا من الكارثة الإنسانية والبيئية التي يتعرض لها القطاع، والضغط الكبير الذي سيزيد على المستشفيات في جنوب قطاع غزة وخاصة بعد إعلانه عن توسيع نطاق عملياته البرية لتشمل مناطق خانيونس ورفح وما من شك بان هذه الحرب تزيد الأوضاع القائمة أصلا تعقيدا وتدفع الى تفاقم الصراع والمعاناة والتهديد بتوسع دائرة الحروب على المستوى الإقليمي .

ما يجري هو ترجمة حرفية لدعوات غلاة المتطرفين الإسرائيليين الذين يحرضون ويطالبون بإحراق غزة، كما طالبوا بالسابق ومارسوا إحراق حوارة، تلك الجرائم التي يقوم جيش الاحتلال بتوسيع رقعتها بالتدريج لتمتد إلى مناطق جنوب القطاع على سمع وبصر المجتمع الدولي، بما يعنيه ذلك من ارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين ومنشآتهم ومراكزهم التعليمية والصحية والطبية وخاصة في ظل سيطرة التكتل اليميني المتطرف على صنع القرار السياسي وتمكنه من فرض قراراته على مجلس الحرب الإسرائيلي الأكثر تطرف في تاريخ دولة الاحتلال حيث يهدف لطرد الفلسطينيين وتوسيع دائرة العدوان في الأراضي الفلسطينية المحتلة من اجل إسقاط السلطة الفلسطينية مما يشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي .

وقد عملت حكومة التطرف ضمن مبدئهم القائم على خيار ارض بلا شعب حيث تمارس العنصرية وتعمل على المضي قدما في تنفيذ عمليات طرد وتهجير جديدة لأبناء الشعب الفلسطيني المقيمين بأرض أجدادهم والعمل على محو معالم الهوية الفلسطينية وسحق المنطقة بشكل كامل في ظل استمرار الصمت الدولي وعدم قدرة الأمم المتحدة على فعل أي شيء أمام الحرب الانتقامية التي يمارسها جيش الاحتلال بقطاع غزة .

يجب العمل على تفعيل الخطوات العملية من قبل المجتمع الدولي لضمان وقف العدوان والعمل على إنهاء الاحتلال وإلجام التكتل المتطرف ويبقى السبيل الوحيد للمضي قدما هو تنفيذ حل الدولتين على الرغم من أن عملية السلام متوقفة منذ سنوات و إنه لا يمكن تجاوز القضية الفلسطينية لتحقيق سلام إقليمي في ظل استمرار الحرب والعدوان على الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث ذلك لا يمكنه ان يجلب سوى الكوارث وتكريس الفوضى في المنطقة العربية .