الدباس يكتب: الأردن الكبير وعقدة فلسطين
جفرا نيوز - كتب - محمد الدباس
فيضان الدّعم الأردني المستمر للشقيق الفلسطيني، ما هو إلا بِضعٌ من الأردن (الكبير) والذي هو ملجأ لكل العرب، فلم يتخلى الأردن يوماً عن أي عربي، كما أن هناك "معنى كبير" لأن تكون أردنيا! أتذكرون حادثة خالد مشعل؟ وكيف وُضع الملك الراحل أمر شفاءه بوادٍ، واتفاقيات السّلام بوادٍ آخر؟
فمن وسط الدّم ومن خلف الضجيج، تبرز دوماً القضية الأبرز وهي حرب غزة وفلسطين، فلقد أعادت هذه الحرب عقارب الدول العربية المطبّعة وغير المطبّعة للوراء، وأصبح الفلسطينيون بفضل غزة يفرضون شروطهم؛ علما بأنهم يمثلون بالمجمل سواءً في الداخل أو الخارج ما نسبته فقط 3% من سكان الوطن العربي، ففرضت غزة شروطها رغم الدمار والحصار، وأعادت إنتاج الهوية الوطنية الفلسطينية، وأثبتت للعالم أجمع ضرورة حل الدولتين من خلال نهج جديد لمسار سياسي لتأسيس الدولة الفلسطينية، وإطلاق مبادرات للسلام ضمن إطار "قيادة جديد"؛ يتوجب أن يكون فيه شبكة أمان للمقاومة.
في الوقت الحالي يبقى الرهان على مدى التزام كافة الأطراف وتحديداً إسرائيل باحترامها للهدنة المؤقتة، وليأسّس عليها هُدنات أخرى، فالقادم بعد انتهاء المعركة هو الأصعب سياسيا، فلن يُقبل شعبوياً في قطاع غزة أن تحكمهم السلطة الفلسطينية، كما أن إسرائيل لن تقبل بإدارة حماس أو السلطة لهذا القطاع، وعبءٌ ثقيل لن تتحمله اسرائيل في البقاء في ذلك القطاع، كما أن وجود قوات عربية لإدارة القطاع ستكون مهمة مستحيلة!
وخلاصة القول بأن القادم هو الأصعب سياسياً، والأسوأ ادارياً ولكافة الأطراف، وسيدفع كلا السّاسة في إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية ثمنا سياسياً باهظاً في كلا الأحوال؛ ولتعاد الكرّة من جديد لإعادة حل عقدة فلسطين.