عموتة والحلقة المفقودة

جفرا نيوز - ترددت عبارة «العصا السحرية» كثيراً على لسان المدير الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم الحسين عموته، وكانت آخر مرة قبل مباراة «النشامى» أمام ضيفه المنتخب السعودي وتحديداً في المؤتمر الصحفي الذي اقيم عشية المواجهة في عمان.

حينها قال عموتة وبعد أن اشتد وامتد بالتبرير عن النتائج التي ألحقها بالمنتخب سواء في المباريات الودية أو بالرسميات «أنا لا أملك عصا سحرية لأضع منتخب الأردن في المونديال من دون عمل ووقت»، وهنا يجد تذكير عموتة أن جمهور المنتخب وعشاق كرة القدم في الأردن لا ينتظرون منه أن يكون ساحراً أو عرافاً، لا بالعكس، بل يأملون منه أن يعيد بعضاً من أجواء كرة القدم -على الأقل- في ثنايا المنتخب الذي بات يحفل بالعديد من الأسماء المؤثرة في عالم كرة القدم، وهذا واضح لكل المتابعين والمعنين بالشأن الكروي حيث تملك الكرة الأردنية حالياً جيلاً أو على الأقل أسماءً ظهرت بصورة مميزة في بلدان الاحتراف على اختلافها.

نعم؛ نحن لانؤمن بالسحر ولا بالخيال، ولكن الواقع يتحدث عن نفسه من خلال تجارب خاضها المنتخب منذ تولي «لحسين» دفة القيادة التي استلمها من المدرب السابق عدنان حمد، حيث البرنامج موضوع والخطة الاعدادية مرسومة وجاهزة إلى حدٍ كبير ولا تريد الاجتهاد في الرسم الجغرافي ولا البياني، وفعلاً استلم عموتة وبدأ «خططه» ومتابعاته وتحضيراته «السرية» طبعاً من خلال جهازه المعاون الذي أصر على تشكيله بلا تدخلات محلية ولا خارجية ورفض أو «تحفظ» على عدم إشراك مدرب محلى في هذا الشأن، ويسجل لاتحاد الكرة هنا قبول هذا الأمر لأن ذلك بحسب افكار عموته سيبعد المنتخب وأروقته عن التدخلات والمحسوبية والواسطات -إن جاز التعبير- وسار الأمر إلى أن أعلن «المغربي» عن التشكيلة الأولى التي ذهبت لمواجهة النرويج ودياً، والكل يعرف النتيجة التي تقبلها الشارع الكروي نظراً لقوة المنافس، وبعدها توالت النتائج «المخيبة» سواء بالودية الأخرى أمام أذربيجان أو خلال الدور الدولية الرباعية، إلا أن وصلت الأمور إلى الجدية من خلال الدخول في التصفيات المؤهلة لمونديال 2026 والتي اسفرت عن تعادل وخسارة ونقطة يتيمة جاءت بلا فن.

المقصود، وبعد ما سبق، عاد عموته ليبرر بعد الخسارة أمس الأول من السعودية أن الأمر يحتاج إلى وقت وأن التحكيم تدخل في النتيجة وغيرها من التحليلات التي أطلقها وتهرب من أخرى، واعترف أن المنتخب الطاجيكي سينافسنا على البطاقة الثانية بحكم أن السعودية ستضمن البطاقة الأولى -بحسب رؤيته- وهنا يكمن الكثير من الاستفهام والخوف على مستقبل المنتخب الذي سيعود في آذار المقبل لإكمال المشوار.. ولكن كيف سيعود وهو بهذ الحال؟.

الحديث يطول ويبقى السؤال الأهم، هل هناك حلقة مفقودة في المنتخب؟ أو هل هناك ربما حلقات ضائعة؟

تلك تساؤلات ننتظر رد عموتة على اجابتها، مع التذكير أن الشارع الكروي لن يتقبل مجدداً فكرة «العصا السحرية» وأن الوقت يكفي ولا يكفي.


الرأي